السبت 4 مايو 2024

كم عدد القصص الواردة في سورة الكهف؟

قصص سورة الكهف

دين ودنيا2-11-2021 | 12:05

سالي طه

تعَدّ سورة الكهف من السور المكّية ومن السور التي لها فضل وثواب كبير، خاصة عند تلاوتها يوم الجمعة، كما نجد أن في سورة الكهف ورد ذكر العديد من القصص، لذلك تقدم بوابة "دار الهلال"، في السطور التالية شرحا مفصلا للقصص الواردة في سورة الكهف كالآتي:

ـ قصّة أهل الكهف

ـ تُصوّر قصّة أصحاب الكهف حقيقة التمسُّك بالعقيدة السليمة، والسَّعي إلى رضوان الله -تعالى-، وتقديم العمل الصالح على غيره من الأعمال؛ فهي تتحدّث عن فتيةٍ آمنوا بالله -تعالى-، ورفضوا الشِّرك به، فزادهم الله -عزّ وجلّ- إيماناً، ورُشْداً، وإرادة، ومنحَهَم قوّة الصبر، والثبات؛ حين تركوا رَغَد العيش، ووقفوا في وجه ملكهم الظالم رافضين السجود للأصنام، ومُعارضين دعوتَه إلى عبادة الأوثان، ولمّا أعطاهم الملك فرصة ومهلة من الوقت؛ حتى يعودوا عن دينهم؛ مُهدِّداً ومُتوعِّداً، فاغتنموها للفرار بدينهم، والاختفاء بعيداً عن الفِتنة، فلجؤوا إلى الكهف، وأخلصوا لله الإيمانَ، والعبادة، فأحاطهم الله -تعالى- برحمته، ورزقهم السَّتر، وسَهَّل لهم الأمور.

ـ تُشير قصّة أهل الكهف إلى أنّ مَن أراد تحصين نفسه من فِتنة الدِّين، فإنّ عليه التمسُّك بالصُّحبة الصالحة، والتذكُّر الدائم للآخرة، وما بها من أهوال، وحساب؛ قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ).

ـ قصّة صاحب الجنَّتَين

قال -تعالى- في سورة الكهف: (وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ)، إلى قوله: (وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا)، وتُشير هذه القصّة إلى وجود أخوَين؛ أحدهما مؤمن، والآخر كافر، كانا قد ورثا مالاً كثيراً، فاقتسماه بينهما مُناصفةً؛ فأنفق المؤمن نصيبه مُتصدِّقاً به، وابتلاه الله -تعالى-، فأصبح ذا حاجة وفاقة، فذهب إلى أخيه صاحب الجنّتَين، والذي كان في سَعةٍ من رَغَد العيش، ومالِكاً لحديقتين مليئتَين بالأنهار، والأشجار المُتنوّعة؛ من نخيل، وعنب، وغيرها؛ طالباً منه المساعدة، فما كان من الأخ الكافر إلّا أن أساء إليه، فوبَّخه، وطرده، وقال له مُتفاخراً إنّه أكثر منه في المال، والبنين، والأتباع، والقوة، والمَنَعة، وتناسى أنّ كلّ ما أصابه من يُسْر في الحياة ما كان إلّا تقديراً من الله ربّ العالَمين.

ـ تتمثّل العِبرة من هذه القصّة بأنّ الكُفر بنِعَم الله -تعالى- أحد أسباب زوالها، وشُكر الخالق -جلّ وعلا- يحفظها، ويستجلبُ غيرها بإرادته -عزّ وجلّ-؛ إذ قال: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم).

ـ بيان أنّ أعظم سُبل التقرُّب إلى الله -عزّ وجلّ والسَّعي إلى كَسب رضاه هو الإنفاق في سبيله -تعالى، كما أنّ مَن أراد أن يعصمَ نفسه مِن فِتنة المال، فإنّ عليه أن يفهم حقيقة الحياة الدُّنيا، ويتذكّر يوم القيامة والحساب؛ قال -عزّ وجلّ-: (وَاضرِب لَهُم مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصبَحَ هَشيمًا تَذروهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ مُقتَدِرًا*المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا).

ـ قصة آدم عليه السلام وإبليس

ذكرَ الله -تعالى- قصّة آدم -عليه السلام-، وعدوّ البشر؛ إبليس، في سورة الكهف؛ فقال: (وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا)؛ إذ أمرَ ملائكتَه بالسجود لآدم -عليه السلام- بعد أن خلقَه، فامتثل الملائكة -عليهم السلام- جميعاً لأمر الله، وسجدوا لآدم سجود تشريف وتكريم، باستثناء إبليس الذي كان من الجنّ، فعصى أمرَ الله -عزّ وجلّ-؛ كِبراً وحَسداً لآدم -عليه السلام-، ممّا يعني خروجه عن طاعة ربّ الكون، وخالِقه.

ـ جاءت هذه القصّة؛ لتوضيح التشابُه بين رَدّ إبليس على أمر الله -تعالى-، ورَدّ المشركين على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومَن تَبِعه من المسلمين؛ إذ تفاخرَ إبليس على آدم -عليه السلام- بالأصل، وتفاخر المشركون على فقراء المسلمين، وضعفائهم بالأموال، والنَّسب ، كما أبدت الآيات الكريمة التعجُّب من أمر البشر الذين اتَّخذوا الشيطان، وذُرّيته أولياءَ من دون الله -تعالى-، وما هم في حقيقتهم إلّا أعداء لهم.

ـ قصّة موسى عليه السلام والعبد الصالح

ـ قال الله -تعالى- في سورة الكهف: (وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ)، إلى قوله: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)؛ وتتحدّث هذه القصّة عن رحلة موسى -عليه السلام-؛ باحثاً عن عبدٍ من عباد الله -تعالى- خصَّه الله بعِلمٍ دون غيره؛ ألا وهو الخضر -عليه السلام.

ـ قصّة ذي القرنَين

قال الله -عزّ وجلّ-: (وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا)، وذو القرنين ملك صالح مَنَحه الله -عزّ وجلّ- القوّة، والمُلك، وما لهما من أسباب، بالإضافة إلى حُسن التدبير، والسياسة، والمَنَعة، وكثرة الجنود.

ـ ويسفاد من قصّة ذي القرنَين، أنّ العصمة من فِتنة السُّلطة يكون بإخلاص العمل لله -عزّ وجلّ-، وتذكُّر القيامة، ونشر الحقّ، والعدل، والاعتراف الدائم بفَضل الله -تعالى- في كلّ شيء، ودوام شُكره، وحَمده على نِعَمه.

Dr.Randa
Dr.Radwa