نجحت في تحقيق نجاحًا كبيرًا في مواجهة فيروس سي، حتى تمام القضاء على هذا المرض الذي كانت مصر في وقت سابق هي الأعلى عالميا في الإصابة به، حيث جاءت مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية كخطوة رئيسية في القضاء على هذا المرض الذي كان يهدد ملايين المواطنين.
وأصبحت مصر أول دولة في العالم تنجح في التخلص من فيروس سي، كما حصلت على إشادات من منظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات المعنية بهذا الإنجاز، وتترقب مصر إعلان خلوها رسميا من فيروس سي من قبل منظمة الصحة العالمية.
وكانت حملة 100 مليون صحة هي أهم الخطوات التي اتخذتها الدولة في ملف القضاء على فيروس سي من خلال إطلاق الحملة للكشف على أكثر من 50 مليون مواطن لاكتشاف فيروس سي والأمراض غير السارية وهي السكر والضغط والسمنة، وأطلقت الحملة على 3 مراحل، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة التي انطلقت في أكتوبر 2018 في نوفمبر من نفس العام.
وضمُت المرحلة الأولى 9 محافظات، هي: «جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط»، أما المرحلة الثانية فتم الانتهاء منها في فبراير 2019، وضمت 11 محافظة، هي: «شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبنى سويف وسوهاج وأسوان والأقصر».
وانطلقت المرحلة الثالثة ما بين مارس وإبريل 2019، وضمت 7 محافظات، هي: «الوادي الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا»، وقد عملت الحملة على الكشف عن المواطنين وتقديم العلاج لمن يثبت إصابته بفيروس سي، ونجحت في علاج نحو 5 ملايين مواطن.
مبادرة 100 مليون صحة
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن مصر كانت تعد هي الأولى في نسبة الإصابة بفيروس سي وكان في تقرير منظمة الصحة العالمية في 2014 رصد أن 22% من المصريين مصابين بفيروس سي، مضيفا أن في 2008 أجريت عملية مسح للمواطنين أوضحت إصابة 10% من المصريين بهذا الفيروس.
وأوضح عز العرب، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه النسبة تراجعت في عام 2015 إلى 7%، وكانت البداية الحقيقية لعلاج فيروس سي في إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية في عام 2006، وكان التطور الهائل على مستوى العالم في علاج هذا المرض في 2013 باعتماد دوار السوفالدي كأقوى العلاجات الفعالة عن طريق الفم.
وأشار إلى أنه في مصر كان أول مريض حصل على هذا الدواء على نفقة الدولة كان في أكتوبر 2014 ومنذ ذلك الحين وحتى 2020 تم علاج نحو 4 مليون مريض مصاب بفيروس سي، مضيفا أن الدفعة الحقيقية لهذا الأمر كانت من خلال مبادرة 100 مليون صحة والتي تعد أكبر مبادرة في التاريخ، وتم مسح 62 مليون مواطن في 7 أشهر من أكتوبر 2018 حتى نهاية أبريل 2019 لكشف فيروس سي والأمراض غير السارية.
وأكد أن الإصابات التي تم اكتشافها خلال هذه الحملة تقدر بأكثر من 1.6 مليون مواطن وتم علاج معظمهم، مضيفا أن مصر عالجت ما يقارب الـ2 مليون من خلال المبادرة وقبلهم 2 مليون آخرين من خلال العلاجات الفعالة، ما يجعل التجربة المصرية في علاج فيروس سي فريدة ونموذج يحتذى به في دول العالم.
وأشار عز العرب إلى أن مصر استهدفت أيضا علاج مليون أفريقي من فيروس سي حسبما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا أن ما يميز التجربة المصرية أنها عالجت بالبديل المصري للدواء المستورد، ما أدى لعلاج ملايين في وقت قياسي، لأن الشركة المنتجة لم تكن ستكفي هذا العدد، كما تم توفير مليارات الدولارات مقارنة بالدواء الأصلي المستورد.
التجربة المصرية فريدة
ووصف التجربة المصرية في علاج فيروس سي فريدة، وتقدمت مصر بملف لمنظمة الصحة العالمية لاعتماد وإعلانها أول دولة تم القضاء على فيروس سي فيها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية وضعت هدفت منذ يونيو 2021 بالقضاء على الفيروسات الكبدية سي وبي في العالم بحلول 2030، ومصر أخذت تلك الخطوة في 2020.
وأوضح أن القضاء على فيروس سي عالميا يعني أن تكون نسبة الإصابة في البلد أقل من 1% من عدد السكان، وهو أمر حدث في مصر، مضيفا أن الأطباء يلاحظون قلة الحالات الجديدة للإصابات سواء في العيادات الخاصة أو المستشفيات، وهو نجاح تحقق بتكاتف الجميع ومبادرة 100 مليون صحة التي اشترك فيها جميع المنظمات مع وزارة الصحة وكان هناك إشادة بها من منظمة الصحة العالمية.