الدبلوماسية الثقافية هي أفضل مثال على تأثير القوة الناعمة، فهي إمكانية التواصل عبر قناة ثقافية تعكس القيم والأفكار التي تريد الدولة توصيلها عنها في أعين الشعوب الأجنبية، بعكس القوة الصلبة التي تستخدم الأدوات العسكرية.
وعامة تقوم الدول بنشر قوتها الناعمة عبر عناصر طويلة المدى مثل برامج التبادل الثقافي والتعليمي بينها وبين الدول المختلفة، وعناصر قصيرة المدى مثل المعلومات التي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام عن الدولة.
فبعض وسائل الإعلام قد تنقل صورة سيئة عن دولة ما لشعب ما، لذا كان من الضروري توصيل معلومات متوازنة عن الدولة، فحين يتلقى هذا الشعب معلومات إيجابية موازية، قد يمارسون الضغط على حكومتهم لتغيير سياستها تجاه الدولة، والمعلومات ستخلق مستوي من الفضول والبحث لمعرفة هذه الدولة بشكل أكبر ، خاصة ما بها من حفلات موسيقية أو نظام للدراسة، فالمعرفة تخلق وعي أكبر بالدولة.
ويرى البعض أنه يمكن استخدام وسائل الإعلام كأداة رئيسية لتنفيذ السياسة الخارجية عبر طريقتين الأولى هي الدبلوماسية الإعلامية التي تستخدم وسائل الإعلام من أجل التواصل مع الآخرين، والثانية هي نموذج دبلوماسية الوسيط الإعلامي حيث ترتدي وسائل الإعلام عباءة الدبلوماسيين مؤقتًا وتلعب دور الوسطاء في المفاوضات الدولية.
فالدبلوماسية العامة تسعى لدعم السياسة برسائل ثقافية لحشد الدعم الخارجي للبلاد أي مساعدة المجتمعات الأجنبية على فهم الدولة بشكل أفضل وتعزيز التفاهم بين مواطني الدول المعنية. وذلك بالوصول إلى الفئات المستهدفة برسائل معينة تنشر فيها المعلومات عنها مثل برامج التبادل الثقافي ، والسينما والفن.
وتساهم الاتفاقيات الثنائية والدولية المرتبطة بالثقافة في تشكيل صورة إيجابية عن الدولة في الخارج، إذ تسعى الدول لتصدير رموز ثقافية معينة عبر منتجاتها الثقافية التي تحتوى على وعاء قيمي وفكري مميز. فهي تعمل جنباً إلى جنب على تكميل الرؤية السياسية وتنفيذ أهدافها.
لذا من الضروري أن يتم تخصيص جزء كبير من الميزانية الإجمالية للترويج للثقافة المصرية، وكذلك دعم الاتفاقات الثنائية في ذات المجال تأكيداً على دور الثقافة في دعم العلاقات الدولية.