وصف اللواء مجدى شحاتة أحد أبطال الصاعقة الذي قضى خلف صفوف العدو 200 يوم، المناخ العام لمصر قبل الخامس من يونيه عام 1967 بالمناخ الذى شهدته البلاد قبل انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، مشيرًا إلى أن الثقة مطلوبة بالتأكيد، ولكن عندما تصبح زائدة عن الحد هنا تكمن الخطورة.
وسرد اللواء مجدى شحاته تفاصيل إحدى المهمات التى كلّف بها ضمن ملحمة السادس من أكتوبر، قائلا إنها "كانت تدور حول إنشاء كمائن خلف خطوط العدو الإسرائيلى، وعرقلة تحركاته بالقرب من مطار أبو رديس بجنوب سيناء، حيث تم إنزاله ضمن الكتيبة 83 صاعقة، التى أقلعت من منطقة جنوب جبال الجلالة البحرية غرب الزعفرانة، بحوالى 30 كم بعدد 7 طائرات هيل مى-8، للوصول لمنطقة الإبرار فى وادى بعبع شرق مدينة أبو رديس وإحداث أكبر الخسائر بالعدو، وكان ذلك تحت قيادة قائد الكتيبة المقدم عبد العزيز محمود ورئيس العمليات الرائد راشد عبد الفتاح، وكانت السرية الثانية بقيادة النقيب محمد فتحى محمد حسين، وذلك فى الساعة 1600يوم 6 أكتوبر بقوة 5 طائرة كمرحلة أولى وتم الإبرار على السهل الساحلى بالقرب من المنطقة الجبلية."
وتابع أنه: "تم نزول جميع أفراد القوة بمنطقة الإبرار وإقلاع الطائرات والعودة عدا طائرة واحدة بقيادة النقيب طيار حسين، التى لم تستطع الإقلاع لسقوطها فى حفرة، واستشهد النقيب طيار أثناء مساعدته لقوة الصاعقة فى النزول من الطائرة، وكان أول شهيد فى المعركة، وقام أحد أفراد الطاقم بتعطيلها حتى لا يستفاد منها العدو وانضم باقى الطاقم على قوة سرية النقيب محمد فتحى حسين، وأثناء التمام على القوة شاهد الأفراد عربة "جيب" للعدو قادمة فى اتجاه الطائرة المعطلة، ولم تحاول التدخل ثم غادرت المكان بسرع"..
واستطرد: "أدركنا أن العدو اكتشف مكان الإبرار، وعلى الفور تم التجميع والسير فى اتجاه المنطقة الجبلية للبحث على قاعدة دوريات للاختفاء بها، وبالفعل تم اكتشاف قاعدة دوريات وتم اختفاء القوة المنفذة بها وتأمينها، مع الدفع عدد من الكمائن ليلًا بوادى بعبع ولكنها لم تجد أى عناصر للعدو، وفى صباح يوم العاشر من أكتوبر، دفع العدو بطائرة "هيل" مسلحة لتحديد مكان قوة الصاعقة، واستطاعت بالفعل اكتشاف القوة وقامت الطائرة بالضرب على القوة بشراسة، وانضمت إليها طائرة أخرى وفجأة ظهرت مدرعات للعدو تتقدم وتقوم بالضرب على القوة، التى لم تستسلم وظلت تقاتل حتى نفذت الذخيرة، وتم حصار القوة من الجو والأرض وهو ما أدى لاستشهاد معظم أفراد الكتيبة".
واختتم حديثه بقوله: "شاءت العناية الإلهية أن يحيى اللواء مجدى شحاتة الذى كانت حينها برتبة نقيب، فوجد النقيب مجدى شحاتة نفسه وحيدًا بعد أن تفرقت القوة فى أماكن مختلفة، لكنه ظل يبحث عن رفاقه حتى عثر بالصدفة على النقيب عبد الحميد خليفة ومعه بعض الرفاق فى يوم 19 أكتوبر بعد أن صارع الحياة وتعايش مع الطبيعة هو ورفاقه، وبدأت رحلة العودة الشاقة التى تمت بعد الحرب بسبعة أشهر كاملة، كان الفضل بعد الله يرجع فيها لرجال بدو سيناء الوطنيين، وتتلخص نتائج العملية فى نجاح القوة فى تعطيل تقدم العدو على محور فيران، طوال المعركة وحرمانه من التدخل فى معارك الجيش الثالث الميدانى من الجنوب، وتحقيق الهدف الأعظم برغم الخسائر التى منيت بها الكتيبة 83 صاعقة، كما تم تدمير 2 أتوبيس وقتل أكثر من 50 فردا بهما محتمل أن يكونوا طيارين والملاحين والأطقم فنية".