الأربعاء 26 يونيو 2024

رسائل دعم.. سياسيون: كلمة السيسي بمؤتمر باريس تؤكد أن مصر لن تتأخر في مساندة ليبيا

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

تحقيقات12-11-2021 | 22:16

أماني محمد

جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام مؤتمر باريس حول ليبيا، لتعيد تأكيد الموقف المصري المساند للشعب الليبي، والدعوة لإنهاء وجود قوات المرتزقة والميليشيات الأجنبية في الأراضي الليبية، مع المضي قدما في سبيل إتمام الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المرتقب في 24 ديسمبر المقبل. 

وأكد سياسيون أن كلمة الرئيس كانت واضحة وقوية ورسالة بأن مصر لن تتأخر في دعم الشعب الليبي ومستمرة في دعمها له حتى إعادة الاستقرار للأراضي الليبيبة مرة أخرى والتي يعد أمنها جزء من الأمن القومي المصري والعربي. 

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسى، المشاركون في مؤتمر باريس حول ليبيا، إلى إدانة استمرار مخالفة المقررات الدولية ذات الصلة بإنهاء جميع أشكال التواجد العسكرى الأجنبى فى ليبيا، مشيرا إلى أن ليبيا لا يمكن أن تستعيد سيادتها ووحدتها واستقرارها المنشود إلا بالتعامل الجاد مع الإشكالية الرئيسية التى تعوق حدوث ذلك، والمتمثلة فى تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب على أراضيها، على نحو ينتهك ما نص عليه قرارا مجلس الأمن رقما ٢٥٧٠ و٢٥٧١، والمخرجات المتوافق عليها دولياً وإقليمياً الصادرة عن مؤتمر برلين ٢، ومقررات جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ودول جوار ليبيا، بشأن ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد بدون استثناء أو تفرقة أو المزيد من المماطلة. 

وأكد الرئيس السيسي أنه من المهم أن يكون الموقف الصادر عن اجتماعنا اليوم واضح لا لبس فيه بشأن رفض بقاء الوضع على ما هو عليه، وإدانة استمرار مخالفة المقررات الدولية ذات الصلة بإنهاء جميع أشكال التواجد العسكرى الأجنبى فى ليبيا، وربما يكون الأهم أن يتم تدشين آليات وضمانات لتنفيذ ما نتفق عليه، وما تسعى لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة بصدق ووطنية إلى تحقيقه من خلال خطتها ذات الصلة، وأن يتم تحديد مدى زمنى واضح وملزم لتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى ليبيا بعد عام ٢٠١١ حتى لا تعود الأمور إلى الوراء كما حدث فى مراحل عديدة سابقة.

استمرار الدعم المصري لليبيا

وعن الكلمة، أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعث برسائل مباشرة خلال كلمته في مؤتمر باريس الدولي، حول ليبيا مساء اليوم، وتحدث السيسي عن استمرار الدور المصري الداعم للحل السياسي للأزمة الليبية، من خلال مبادرة سياسية، ونبذ كل أسباب ووسائل العنف وأعمال الإرهاب داخل ليبيا، من أجل مساندة الشرعية السياسية مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر المقبل.  

وأوضح إسماعيل، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن الرئيس السيسي أكد عدة محاور أخرى خلال كلمته، ومنها استمرار الدعم والمساندة المصرية لليبيا والشعب الليبي ورفض أي حلول عسكرية للأزمة، ودعوته لضرورة إخراج المرتزقة والميليشيات الأجنبية من الأراضي الليبية، خاصة أنهم يمثلون قنبلة موقوتة يمكنها أن تؤثر على صنع القرار وإجراء الانتخابات والمسار السياسي لحل الأزمة الليبية.  

وأشار إلى أن الرئيس السيسي أكد ضرورة الضغط على كل الأطراف السياسية داخل الأزمة الليبية، من أجل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي الرئاسي وإجراؤه كما هو مخطط له، مؤكدًا أن الرؤية المصرية هي رؤية شاملة لكيفية حل الأزمة الليبية سياسيًا وأمنيًا وكذلك الدعم السياسي العربي والدولي للوصول بليبيا إلى بر الأمان.  

وأضاف أن استقرار ليبيا ضرورة حتى لا تنخرط في المزيد من الصراعات والنزاعات القبلية التي تؤثر على الأمن القومي الليبي، مضيفًا أن إخراج المرتزقة هو الباب الأول لليبيا مستقرة وموحدة بجانب إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها نهاية هذا العام.

مصر لن تتأخر في دعم الشعب الليبي 

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا كانت واضحة وبمثابة روشتة أو توصيف للحالة في ليببا، وتحمل أيضا رسالة بأن مصر لن تتأخر في دعم الشعب الليبي ولن تقف في موقف المتفرج.  

وقال في تصريح لبوابة دار الهلال، إن الرئيس السيسي طمأن الشعب الليبي الذي أدرك وعلم منذ انهيار الدولة أن مصر ليس لها مصلحة إلا استقرار بلاده ودعت كل الأطراف وحاولت أن تتدخل تدخلا نزيها وسيطا من أجل ليبيا وليس لها مصلحة ذاتية في عدم استقرار ليبيا.  

وأضاف أن الرئيس السيسي منذ توليه السلطة يؤكدا دائما ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الدولة الوطنية ورفض أي محاولات لتقسيمها أو تفرقة مؤسساتها، وأن الأزمة الليبية مليئة بالصعاب والأزمات رغم اقتراب إجراء الانتخابات الشهر المقبل.  

وتابع "سنجر" بأن الرؤية المصرية تبنتها فرنسا وأقنعت بها ألمانيا وإيطاليا لتبني ضرورة تحجيم ووقف الدور التركي في إدخال المرتزقة أو أن تمارس سياساتها لتقسيم المجتمع الليبي أو إحداث الفرقة بينهم، موضحا أن استمرار وجود المرتزقة يصعب فرص إجراء الانتخابات لذلك يجب إخراجهم من الأراضي الليبية كما أكد الرئيس السيسي لإعطاء الليبيين حقهم في التصويت واختيار من يمثلهم.  

وأشار إلى أن هناك دول لها مصالح في استمرار التوتر والأزمة الليبية لتحقيق أطماعها، لذلك تدعو مصر دائما لإخراج المرتزقة والميليشيات الأجنبية من الداخل الليبي، مؤكدا أن مضر دائما هي الشقيقة الكبرى وبمسئولياتها التاريخية لم ولن تمتنع عن تقديم ما يساعد الشعب الليبي وشغلها الشاغل بناء الدولة الليبية التي هي جزء من الأمن القومي العربي وهو جزء أصيل من الأمن القومي المصري. 

وشدد على أن مصر تريد استقرار ليبيا وألا تكون محطا للصراعات والانقسامات.