رغم الدعوات الكثيرة التى تلقيتها من الأصدقاء لمشاهدة عرض مسرحية "حلم جميل"، إلا أننى أصررت أن أقوم بحجز تذكرة لنفسي، ليس من باب رفض دعوات الأصدقاء، ولكن دعماً لمسرح الدولة الذي يحتاج لدعمنا جميعاً كمجتمع وإعلاميين والحكومة ممثلة في وزارة الثقافة بقيادة المبدعة الدكتورة إيناس عبدالدايم، الوزيرة النشيطة التى تحدث كل يوم طفرة جديدة، وتضع بصمة مختلفة في كل قطاعات الوزارة الأهم لإعادة وعى المصريين بعد سنوات الفوضى التى مررنا بها بعد أحداث يناير وما أعقبها، التى أثرت على مفاصل وهوية الدولة المصرية.

"حلم جميل" عن رائعة تشارلى شابلن، وهو عرض غنائى موسيقى استعراضى، يدور حول شاب صعلوك يجول فى الشوارع ويرى أحد الأثرياء وهو ينتحر ويحاول إنقاذه، فيتعرف عليه ويأخذه إلى منزله للعيش معه، ويظهر التباين بين الطبقات الاجتماعية وسلوكهم وأفكارهم، وتتوالى الأحداث.

"حلم جميل" بالفعل أبدع كل الأبطال فيه، بدءاً من المبدع سامح حسين في دور "جميل" وسارة درزاوي في دور "حلم"، وعزت زين في دور "نجيب باشا" الذى اعتبرته مفاجأة العرض، وساعده على ذلك تعاون وحب سامح حسين له على المسرح.

ورشا فؤاد في دور "شويكار هانم"، وجلال الهجرسي في دور "شوكت باشا الأمبولي"، وناجح نعيم في دور "نوبار باشا"، وهنادي محمود في دور "راقصة المولد"، وعلياء القصبي في دور "الصحفية".

شارك في الكتابة سلمى الطاهر، ودراماتورج طارق رمضان، ديكور حازم شبل، ملابس نعيمة عجمى، موسيقى هشام جبر، أشعار طارق على، استعراضات ضياء شفيق، إضاءة أبو بكرالشريف، ومن إخراج إسلام إمام، والتي تقدم على المسرح العائم الكبير بالمنيل، ضمن الموسم الجديد للعروض التي ينتجها البيت الفني للمسرح، والتي تأتي في إطار خطة وزارة الثقافة لجذب الجمهور لمسرح الدولة.

وكان المسرح به كثير من العائلات (الأب والزوجة وأطفالهم) جاءوا يستمتعون بمشاهدة رواية ومشاهدة الممثلين والتفاعل معهم بشكل مباشر، وهو ما أحدثه بالفعل المبدع سامح حسين نجم العرض، وبالفعل كانت أسعار التذاكر مخفضة للعرض، إذ أنها مدعومة من الدولة، وتتضمن أسعار التذاكر ثلاث فئات هي 32 جنيها، 52 جنيها، 102 جنيه مصري.

ومع تلك الأسعار المخفضة تحتاج مسارح الدولة لمبادرة تدعمها وتتبناها الوزيرة الفنانة في جعل المسرح كامل العدد من طلبة المدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة، بل وعمل حفلات لعمال المصانع بعمل مجموعة من البروتوكولات مع وزيري التعلم والتعليم العالي والجامعات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال ليصل فن المسرح لكل مواطن .

عندما يصل الفن للبيت والأسرة سيكون صعب على أهل الشر النفاذ بأفكارهم الهدامة لأى مواطن، بل يقدم مسرح الدولة نصوصاً تساهم في تنمية الوعى وتحافظ على الهوية المصرية التى تعرضت لهزة عنيفة في عام حكم جماعة إرهابية.