يترقب المصريون والعالم أجمع احتفالية افتتاح طريق الكباش، في السابعة والنصف مساء اليوم الخميس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتتاح طريق المواكب الملكية أو طريق الكباش، ويعد أقدم المسارات المصرية القديمة ويبلغ طوله 2700 متر، وسيتم افتتاحه للمرة الأولى اليوم.
ومن المقرر أن يتضمن الحفل عددًا من الفقرات الفنية، منها غناء أنشودة آمون رع التي سيؤديها عز الأسطول، حسبما أعلن المايسترو نادر عباسي، وأهي أنشودة وجدت منقوشة على قاعدة تمثال عثر عليه في الدير البحري، وقد برهنت في كتابي «الأناشيد الدينية في عهد الدولة الوسطى» على أنها رواية قديمة لأنشودة «آمون-رع» العظمى المكتوبة على بردية بولاق. ويرجع عهدها إلى عصر الأسرة السابعة عشرة أو باكورة الدولة الحديثة، وبداية أنشودتنا تقابل نهاية اللوحة الأولى من ورقة بولاق.
نص أنشودة آمون رع
وجاء نص الأنشودة حسبما نشرت في كتاب موسوعة مصر القديمة (الجزء السادس): عصر رمسيس الثاني وقيام الإمبراطورية الثانية لعالم المصريات سليم حسن، كالتالي:
«آمون رع»
المقطوعة الأولى: الحمد لك يا «آمون رع» رب «الكرنك» الذي يسيطر على «طيبة»! ثور أمه، والأول في حقله.
واسع الخطا، والأول في مصر العليا، رب أرض «الماتوي»٤٤ وأمير «بنت».
أكبر الأجسام السماوية، وأسن من في الأرض، رب الكائنات، الذي يسكن في كل شيء.
والوحيد في طبيعته … بين الآلهة، وثور تسعة الآلهة الطيب،٤٥ رئيس كل الآلهة.
رب الصدق، ووالد الآلهة، الذي خلق بني الإنسان، وسوَّى الحيوان.
رب كل الكائنات، الذي يخلق شجرة الفاكهة، والذي من عينه خرجت الأعشاب التي تزود الماشية.
وهو الصورة الجميلة التي سوَّاها «بتاح»،٤٦ والشاب الجميل المحبوب الذي تُثني عليه الآلهة.
وهو الذي خلق من (هم أسفل ومن هم أعلى).٤٧
والذي يضيء الأرضين، وهو الذي يخترق القبة الزرقاء في سلام، ملك الوجه القبلي والبحري، «رع» المنتصر.٤٨
رئيس رؤساء الأرضين، عظيم القوة، الرئيس الذي يبعث على الاحترام، والرئيس الذي برأ الأرض قاطبة.
والذي يحسب الخطط أكثر من أي إله آخر، ومن يبتهج الآلهة بجماله، وهو الذي يقدَّم له الثناء في «البيت العظيم»، والذي ظهر في «بيت النار»٤٩ (أو التقديس).
ومن يحب الآلهة شذاه حينما يأتي من بلاد «بنت»، الأمير العظيم الشذي، حينما ينزل من بلاد «ماتو»٥٠ الحسن الوجه حينما يأتي من أرض الإله (بلاد بنت).
ومن يسجد عند قدميه الآلهة حينما يعرفون أن جلالته هو سيدهم، وهو رب الخوف، العظيم الإرادة، القوي الطلعة، النضر القرابين، وخالق الطعام عندما تهلل لك الناس.
يا خالق الآلهة، ورافع السموات، وباسط الأرض.
المقطوعة الثانية: أنت يا من استيقظ معًا! يا «مين آمون»، يا رب الأزلية وخالق الأبدية! ورب المديح الذي يسيطر على تاسوع الآلهة.
صاحب الذيل المستعار،٥١ الحسن الوجه، رب التاج «وررت» (أي العظيم)، طويل الريشتين، ومن له شريط جميل وتاج أبيض عالٍ، ومن على جبينه الصل «محنت» وثعبانا «بوتو»، ومن شعره ذكي العطر، ومن يجعل التاج المزدوج، ولباس الرأس، والتاج الأزرق قوية، الحسن الوجه الذي يتسلم التاج «آتف»، ومن يحبه تاج الوجه القبلي وتاج الوجه البحري، رب التاج المزدوج الذي يتسلَّم الصولجان «آمس». رب جعبة الوثائق ومالك السوط «نخخ».
الأمير الجميل الذي يظهر بالتاج الأبيض، رب الأشعة، خالق النور، الذي يقدم له الآلهة الثناء، والذي يمد يده (أشعة الشمس) لمن يحبه، ومن يحرق أعداءه بالنار، ومن عينُه٥٢ تقهر الثائرين، وترشق حربتها في من ابتلع المحيط السماوي، وتجعل الثعبان (نيك)٥٣ يلفظ ما ابتلعه.
الحمد لك يا «رع»! يا رب إلهة الصدق (ماعت) يا من مقصورته خفية، يا رب الآلهة.
يا أيها الإله «خبر»٥٤ في سفينته، والذي يلفظ الكلام، وبه يخلق الإله، أنت يا «آتوم» خالق الإنسانية ومميز أخلاقهم، وبارئ الحياة، والذي فصل الألوان الواحد عن الآخر.٥٥
وسامع تضرعات من في السجن، الشفيق القلب عندما يناديه إنسان.
ومن ينجي الخائف من الظالم، والقاضي بين التعس والقوي.
رب العظمة، ومن فمه السلطة، ومن يأتي النيل الحلو حبًّا فيه، والمحبوب كثيرًا، وعندما يأتي تحيا الناس.
هو الذي يجعل كل العيون تفتح … وكرمه يخلق النور. الآلهة يبتهجون بجماله وقلوبهم تحيا حينما يشاهدونه.
المقطوعة الثالثة: إيه يا «رع» المبجل في الكرنك، ومن يظهر عظيمًا في بيت «البِنْبِن»! يا صاحب «عين شمس»، يا رب اليوم التاسع من الشهر، ومن يحتفل الناس إكرامًا له باليوم السادس واليوم السابع «من الشهر».
أيها الملك، رب كل الآلهة، والصقر في وسط الأفق، سيِّد بني الإنسان … اسمه مخفي عن أولاده. باسمه آمون.٥٦
الحمد لك، يا حسن الحظ … يا رب السرور القوي في طلعته، رب التاج، السامي الريش، ذا الإكليل الجميل، والتاج الأبيض الطويل.
الآلهة يعشقون التأمل فيك، حينما يكون التاج المزدوج على جبهتك.
حبك منتشر في كل الأرضين، وأشعتك تضيء في العيون.
إنها نفحة للإنسانية عندما تشرق، والوحوش تتباطأ حينما تضيء.٥٧
إنك محبوب في السماء الجنوبية، ولطيف في السماء الشمالية،٥٨ جمالك يأسر القلوب، وحبك يجعل الأذرع متباطئة، وشكلك الجميل يجعل الأيدي ضعيفة، والقلب ينسى حينما ينظر الإنسان إليك.
إنك أنت الواحد الأحد الذي خلق كل الكائنات، وإنك الواحد الأحد الذي صنع كل ما يوجد. الناس خلقوا (خرجوا) من عينه، ومن فمه أتت الآلهة إلى الوجود.٥٩
بارئ الكلأ للماشية، وشجر الفاكهة للإنسان. خالق ما يعيش عليه السمك في النهر والطيور في القبة الزرقاء، مانح النفس من في البيضة ومغذي ابن الدودة.
صانع ما يحيا به النمل، والدود والذباب أيضًا. صانع ما تحتاج إليه الفيران في أجحارها، ومغذي الطيور على كل شجرة.
الحمد لك يا صانع كل هذا، الواحد الأحد فحسب، والممتاز بالأيدي العديدة. الذي يقضي الليل ساهرًا باحثًا عن أحسن الأشياء لماشيته٦٠ حينما يكون كل الناس نيامًا.
يا «آمون» الذي يسكن في جميع الأشياء! يا «أتوم»! يا «حارأختي»!
احترام لك في كل ما يلفظون به، ابتهالًا لك لأنك تتعب نفسك معنا!
وخشوع لك لأنك خلقتنا، وكل وحش يقول (؟) الثناء عليك. وكل قفر ارتفاعه السماء وعرضه الأرض وعمقه البحر يقول: ابتهالًا بك.
الآلهة يخشعون طوعًا لجلالتك، ويتمدحون بقوة خالقهم، ويفرحون حينما يقترب منهم خالقهم. وهم يقولون لك: مرحبًا في سلام.
يا والد آباء كل الآلهة، يا من رفعت السموات، وبسطت الأرض، وصنعت كل كائن، وخالق كل ما يوجد.
يا أيها الملك، رئيس الآلهة! إنَّا نحترم قوتك لأنك خلقتنا. إننا نصيح فرحًا بك لأنك سويتنا. إنَّا نقدم لك الحمد لأنك أجهدت نفسك معنا.
الحمد لك يا خالق كل كائن، يا رب الصدق٦١ ووالد الآلهة، بارئ الإنسان، وخالق الحيوان، رب الحب وموجد زاد وحوش الصحراء.
يا آمون! أيها الثور ذو المحيا الجميل، العزيز في الكرنك، وعظيم الطلعة في بيت «البنبن» المتوج ثانية في عين شمس! والذي قد حكم بين الاثنين٦٢ في القاعة العظمى، ورئيس التاسوع الأعظم.
الواحد الأحد الذي لا غيره، المنقطع النظير، المتربع في «طيبة» و«الهليوبوليتي» وأول تاسوعه، والذي يعيش يوميًّا على الصدق.٦٣
يا ساكن الأفق ويا «حور» الشرق!٦٤ والصحراء تخلق له (تخرج له) الفضة والذهب واللازورد الحقيقي حبًّا فيه، وكذلك العطر والبخور المخلوطين من بلاد «ماتوي» والعطر الجديد لأنفك، يا حسن الوجه حينما يأتي من بلاد «الماتوي»!
يا «آمون رع» يا رب الكرنك المتربع في طيبة، الهليوبوليتي المترئس في حريمه (؟)!
المقطوعة الرابعة: أنت أيها الملك الأحد … بين الآلهة، المتعددة أسماؤه التي لا يُعرف لها عدد، المشرق في الأفق الشرقي والغائب في الأفق الغربي، المولود مبكرًا كل صباح، القاهر أعداءه كل يوم.
الإله «تحوت» يرفع عينه٦٥ ويبهجه بسموه، والآلهة تتمتع بجماله، والقردة «هتت» تهلل بمديحه.٦٦
رب سفينة وسفينة الصباح٦٧ اللتين تسبحان في «نون» من أجلك في سلام.
بحارتك تفرح حينما يرون كيف هزم عدوك،٦٨ وكيف قطعت أوصاله بالمدية، وقد التهمته النار وعذبت روحه أكثر من جسمه.
وهذا المارد قد قضى على ذهابه، والآلهة تصيح فرحًا، وبحارة «رع» مرتاحة «من أجل ذلك».
إن «عين شمس» منشرحة؛ لأن عدو «آتوم» هزم، و«طيبة» مسرورة، و«عين شمس» مبتهجة لذلك أيضًا؛ و«سيدة الحياة»٦٩ مرحة؛ لأن عدو سيدها قد هزم. وآلهة «بابليون»٧٠ في ابتهاج، وآلهة «ليتوبوليس» يقبلون الأرض حينما يرونه. وإنه قوي في سلطانه وأعظم الآلهة بطشًا، الواحد العادل (؟) رب طيبة. باسمك يا من خلقت العدل (أو الحق).
يا رب الزاد، وثور الأرزاق، باسمك هذا «ثور أمه».
خالق جميع الناس الكائنين وبارئ كل كائن، باسمك «آتون خبر» يا أيها الصقر العظيم الذي يجعل الجسم مبتهجًا!٧١ الحسن الوجه، والمُدخِل الفرح على الصدر، ذو الشكل اللطيف والريش السامي … الصلان على جبهته.
ومن تعشش قلوب الناس حوله، والذي أذن لبني الإنسان أن يخرجوا منه، ومن يسرُّ الأرضين بطلعته.
الحمد لك يا «آمون رع» يا رب «الكرنك» الذي تحب مدينته إشراقه.
تفاصيل حفل افتتاح طريق الكباش
ووفقا لما أعلنه المايسترو نادر عباسي، مايسترو احتفالية طريق الكباش ستتضمن الاحتفالية عزف عددا من الأنشودات الفرعونية منها أنشودة حاتشبسوت وأنشودة آمون، حيث أوضح عباس أن موكب طريق الكباش تأليف موسيقي مشترك لأحمد الموجي ونادر عباسي.
وأضاف أن صوليست الغناء بترتيب الظهور
شهد عز: النداء الأول
هايدي موسى: أنشودة حاتشبسوت
عز الأسطول: أنشودة آمون راع
وائل الفشني: الأقصر بلدنا
وأشار إلى أنه سيشترك في الحفل 160 عازف إيقاع مكون من مجموعة شباب إيقاعات الچيمبي المصري، وإيقاعات الموسيقات العسكرية تسجيل أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني، قيادة وإخراج موسيقي لجميع العناصر الموسيقية للعرض الخاص بالموكب: نادر عباسي .
مفدي ثابت: الهندسة الصوتية والتسجيل لأوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني
د ميسرة عبدالله: اختيار جميع الأشعار المستخدمة في الحدث من أناشيد وترانيم متواجدة ومدونة بالفعل على جدران المعابد والخاصة باحتفال العيد الأشهر في مصر القديمة وهو عيد الاوبت.