تعد فنلندا من أكبر الدول المنتجة لفراء الثعالب في أوروبا، ولكن التحقيقات السرية أظهرت مرارًا وتكرارًا أن مزارع الثعالب في القطب الشمالي تمارس ممارسات مشبوهة، مثل تسمين الحيوانات حتى تشوهها، وذلك لزيادة محصول الفراء فقط.

وعلى حسب ما أوردته وكالة "أوديتى سنترال" الأمريكية فإنه على الرغم من الجهود المركزة التي تبذلها بيتا والعديد من المشاهير البارزين لردع عامة الناس عن شراء فراء الحيوانات الطبيعية، إلا أن تجارة الفراء كانت مزدهرة. 

ويتم قتل حوالي 100 مليون حيوان من أجل فرائها كل عام، وتبلغ قيمة الصناعة عشرات المليارات من الدولارات، بينما تعد الصين إلى حد بعيد أكبر منتج للفراء في العالم، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى عدم وجود تشريعات ملموسة لرعاية الحيوانات، فإن فنلندا هي أكبر منتج للفراء في أوروبا، والظروف في مزارعها الحيوانية أسوأ مما تتخيله على الأرجح. 

يتم الاحتفاظ بالملايين من ثعالب القطب الشمالي في أقفاص معدنية صغيرة بدون فراش، وقليل من الضوء، ويتم حشوها بالطعام حتى تتشوه بحيث يمكن حصاد المزيد من الفراء منها.

صدمت المجموعة الفنلندية لحقوق الحيوان (العدالة للحيوانات) العالم لأول مرة في عام 2016، عندما أصدرت سلسلة من الصور تظهر ثعالب القطب الشمالي شديدة السمنة لدرجة أنها بالكاد تستطيع التحرك في أقفاصها المعدنية الصغيرة. 

وبحسب ما ورد كان وزن ما يسمى بـ "الثعالب الوحشية" يصل إلى 40 رطلاً ، أي خمسة أضعاف وزنها في البرية، وأظهرت سلوكًا غير عادي، مثل التحرك ذهابًا وإيابًا في أقفاصها.

وقد قالت كاني بولي طبيبة بيطرية ومديرة الاتحاد الفنلندي لجمعيات رعاية الحيوان : "يفعلون ذلك لأنه يطلق الإندورفين وهي المواد الكيميائية المخففة للتوتر، إنه لمن المحزن أن نرى هذا المشهد".

وتضيف للأسف، هذا لا يفاجئني لأنني زرت مزارع الفراء ورأينا بعضها بحجم هذه ". 

تشمل المشاكل الصحية النموذجية تقوس الساقين، والذي قد يكون نتيجة زيادة الوزن وقلة ممارسة الرياضة، وقد تسبب ثنايا الجلد على أجسامهم التهاب الجلد وقد تصبح جفونهم فضفاضة، وقد يكون لديهم عيون حمراء أو وردية بسبب الالتهابات المعدية ".

تبلغ مساحة الأقفاص التي تحفظ فيها ثعالب القطب الشمالي في بعض هذه المزارع 0.8 مترًا مربعًا فقط، وهي بالكاد تكفي للحيوانات للالتفاف حولها، وتتميز فقط بعصا لتعض عليها، ولا يوجد مكان يمكنهم الحفر فيه، وهو سلوك يأتي بشكل طبيعي بالنسبة للثعالب في البرية، لذلك يتعرضون للتوتر باستمرار.

وفي عام 2017، وعد منتجو الفراء بالتوقف عن تربية الحيوانات كبيرة الحجم لزيادة حجم الفراء، لكن التحقيق الأخير الذي أجرته الصحفية في Mirror Online ندى فرهود كشف أن الثعالب القطبية الشمالية لا تزال تتعرض للإفراط في التغذية، والصور ليست مروعة مثل تلك التي تم إصدارها قبل خمس سنوات، لكنها لا تزال مفجعة للنظر إليها.

هذا الثعلب القطبي المنكوب يفتقد أذنه، ويسير آخرون بخطى متواصلة وينزعون فروهم المتضخم، وعليهم علامات على الضيق النفسي، ولديهم أقدام مشوهة، وعيون مريضة، وبعضهم بدناء للغاية ".

في كل عام، تتم تربية ما بين مليون ومليوني ثعلب في حوالي 750 مزرعة فرو في فنلندا، وعادة ما تكون حياتهم الكابوسية قصيرة، حيث يتم صعقهم بالكهرباء ومن ثم استخدام جلدهم في عمر ثمانية أشهر فقط.

لسوء الحظ، نظرًا لشعبية منتجات الفراء كما هي الحال في صناعة الأزياء الفاخرة اليوم، لا يوجد الكثير مما يمكن لأي شخص فعله لوقف أو إنهاء إساءة استخدام الثعالب في القطب الشمالي في فنلندا والمزارع الأخرى حول العالم، والحل الوحيد القابل للتطبيق هو التحول إلى الفراء الاصطناعي المستدام.