السبت 23 نوفمبر 2024

كاتب يحلل: كيف أصبحت كوريا الشمالية أكبر تهديد يواجه ترامب؟

  • 12-6-2017 | 23:59

طباعة

كتبت: ميادة محمد

قال الكاتب ميرين جايدا في مقال له بصحيفة "نيوزوييك" إن كوريا الشمالية أجرت يوم الخميس الماضي اختبارها الصاروخي العاشر لعام 2017، وبعد يوم واحد من إعلان كوريا الجنوبية تعليق نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المثير للجدل، أرسلت جارتها الشمالية أربعة صواريخ إلى بحر اليابان، والتي كان لا يمكن التنبؤ بها في أي وقت مضى، حيث بدت بيونج يانج غير مهتمة بتحركات جارتها للصلح.

وأضاف الكاتب أنه منذ أن تولى مون جاي منصب رئيس كوريا الجنوبية في العاشر من مايو، أجرت كوريا الشمالية أربعة تجارب صاروخية، ما يجعلها تقترب من هدفها في تطوير صاروخ عابر لقارات يمكنه أن يحمل رأسا نووية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح الكاتب أن هذا الطموح الكوري الشمالي لا يوال بعيدا عن التحقيق، لكن مع الاستمرار في تحدي العقوبات والتجارب الصاروخية المستمرة يبقى السؤال لماذا تبدو بيونج يانج عازمة على تطوير صاروخ عابر للقارات ولا يستطيع احد أن يوقفها؟

وأشار الكاتب إلى أن تاريخ كوريا الشمالية بدأ مع السلاح النووي في عام 1985.  عندما وقعت على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، برعاية الأمم المتحدة، وفي عام 2003.  بعد عام من إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن أن بيونج يانج احد محاور الشر بالإضافة إلى إيران والعراق، انسحبت من المعاهدة، كما كشفت أن لديها برنامجا سريا للأسلحة النووية، وفي عام 2005 وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي، ولكنها تراجعت عن هذا التعهد في ويوليو 2006.  عندما قامت بإطلاق بعض الصواريخ بعيدة المدى، وفي أكتوبر من نفس العام، ادعت بيونج يانج أنها اختبرت اول سلاح نووي لها ، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات عليها من قبل الأمم المتحدة

وتكرر الأمر في عام 2007.  عندما وافقت موريا الشمالية على إغلاق مصانع الأسلحة النووية مقابل الحصول على معونة، ولكن بعد  فشلها في الحصول على المعونة ،أجرت تجربة نووية ثانية في مايو عام 2009.  ، الأمر الذي عرضها لمزيد من العقوبات من قبل الأمم المتحدة

وفي فبراير 2012، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كوريا الشمالية وافقت على وقف إطلاق الصواريخ، إضافة إلى وقف نشاطها النووي في مقابل المعونة الغذائية، وفي يناير 2013، توقفت هذه الصفقة، وبعد ذلك بشهر أجرت بيونج يانج تجربتها النووية الثالثة ،فتعرضت مرة اخرى لمزيد من العقوبات.

وتصاعدت الأمور في يناير 2016.  عندما قالت كوريا الشمالية أنها أجرت أول اختبار لقنبلة هيدروجينية ، وهي أقوى بكثير من القنبلة الذرية، وعلى الرغم من أن أمريكا نفت هذا الأمر، إلا أنها بيونج يانج أعلنت أيضا أنها وضعت رؤوسا نووية صغيرة على صواريخها، وفي سبتمبر الماضي ادعت أنه حدث انفجار  لرأس نووية حربية.

وبحلول عام 2017، بدت بيونج يانج مستعدة لإثارة القلق الشديد للمجتمع الدولي كله، حيث أعلنت نيتها عن تجربة أول صاروخ لها عابر للقارات، وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أبلغ ترامب ان كوريا الشمالية تمثل اكبر تهديد للبلاد.

وأوضح الكاتب أن محاولة أن تصبح قوة نووية ليست بالأمر السهل، ففي مارس الماضي ذكرت الأمم المتحدة أن العقوبات الدولية تزيد من تفاقم المشكلات في كوريا الشمالية بسبب تعطيل تدفق المساعدات إلى الدولة، ووجدت المنظمة أن اكثر من 10 ملايين كوري شمالي، و41% من السكان يعانون حاليا من سوء التغذية، وكان كيم جونج أون قد ادعى بأنه لا يستطيع النوم بسبب القلق بشان فقر شعبه

ومع ذلك فقد أكدت كريستينا فاريال المحلل البحثي في مجال الانتشار النووي في معهد الأبحاث الملكية بالمملكة المتحدة، أن كوريا الشمالية قادرة على التهرب من أي عقوبات تفرض عليها ومن أي قيود أخرى.

فعلى الرغم من رفض العديد من الدول القيام بأعمال تجارية مع الدولة، إلا  انها لا تزال قادرة تلى تصدير السلع مثل خام الحديد والنيكي والمعادن النادرة الأخرى إلى جارتها الصين،كما أنها تصدر العمال الجبريين، وتقدر الأمم المتحدة ان هؤلاء العبيد البشريين الذين وجدوا في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا يدرون ربحا على البلاد من 1.2 مليار دولار إلى 2.3 مليار دولار سنويا.

ووفقا لفاريال فإن صادرات كوريا الشمالية قد لا تجعلها  غنية لكنها تسمح لكيم بمواصلة محاولة تطوير الصواريخ العابرة للقارات، لإشباع شهوته الشخصية للسلطة، كما أن له أسباب تجعله يطمح في أن تشكل بلاده تهديدا نوويا خطيرا

وأضافت فاريال بأن تطوير السلاح النووي لموريا الشمالية وسيلة لتعزيز قدرتها وتحقيق موقع استراتيجي ضد أمريكا، فأذا استطاع بيونج يانج تحقيق هدفها بتصنيع صاروخ عابر للقارات على سبيل المثال سوف تحول التوازن الاستراتيجي ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن العالمي وبالأخص مع الولايات المتحدة.

أما بالنسبة للصواريخ قصيرة المدى فهي تهدد بشكل أساسي جيران كوريا الشمالية القريبين منها، وهذا الأمر ييهل على بيونج يانج عدم مشارمتها بقوات عبر الحدود في حال نشوب حرب.

وعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية لا تهتم بإشعال معركة مع جارتها الشمالية، إلا أنها أعربت عن قلقها من الخطر الذي تشكله بيونج يانج عليها، والمشكلة أنه لا توجد أي دولة يمكن أن تقنع كيم بالتراجع عن أعماله، حتى حليفته الصين، ليس لها تأثير كبير عليه.

ووفقا لفاريال فإن الصين غير سعيدة أيضا بالتقدم الصاروخي لكوريا الشمالية لأنها ببساطة تسحب الولايات المتحدة إلى المنطقة، ومع ذلك لا تستطيع أن تستخدم قوتها لوقف هذا البرنامج الصاروخي من خلال العلاقات الجيدة مع بيونج يانج.

وهذا الأمر اكتشفه ترامب مؤخرا، ففي ابريل عقب اجتماعه مع الرئيس السيني شي جين بينج قال لسخيفة وول ستريت جورنال، إنه شعر بان الصين تتمتع بسلطة هائلة على كوريا الشمالية ،لكن ليس كما يظن

وبالإضافة إلى ذلك فإن حلفاء كوريا الشمالية وهم إيران وباكستان وروسيا غير مستعدين لتحقيق ما تريده أمريكا بإقناع ببونج يانج بوقف برنامجها النووي، لذلك يبدو أنه من المرجح أن كوريا الشمالية ئتظل تشكل تهديدا حقيقيا جدا لإدارة ترامب.
 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة