الإثنين 17 يونيو 2024

عروض من لبنان ومصر وسوريا وفلسطين في مهرجان إدنبرة فرينح باسكتلندا

19-6-2017 | 13:17

بعد نجاح فعالياته لمدة ثلاثة أسابيع في شهري مارس وأبريل 2017، يضع مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة «دي-كاف» يده في يد كل من تجمع تماسي، وشركة المشرق للإنتاج، وشركة كينمور للإنتاج من اسكتلندا في تعاون حثيث لتقديم برنامج رائد للملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة في أكبر مهرجان للفنون في العالم «مهرجان إدنبرة فرينج».

سيمثّل هذا المشروع من نواح عدة أكبر استعراض للأعمال الفنية العربية على ساحة دولية. كما سيسلب بالتأكيد اهتمام الحضور على امتداد «مهرجان إدنبرة فرينج» بما يقدمه من طيف واسع في برنامجه، من العروض المسرحية المعاصرة إلى الفنون البصرية، ومن العروض الراقصة الخلابة إلى المحادثات الشيّقة. فطيلة الفترة ما بين 4 إلى ٢٧ من أغسطس القادم، ستشهد ثلاثةٌ من المواقع الأكثر تميزًا للمهرجان الشهير عروضًا لأعمال فنية عربية على المستوى العالمي.

سيضم البرنامج ثمانية عروض مختلفة لفنانين من لبنان ومصر وسوريا وفلسطين والمغرب. وهو يهدف إلى رفع الوعي بتنوع الفن العربي من خلال تحدي الصور النمطية الحالية عنه وتشجيع المناقشات الإيجابية بشأن أعمال الفنانين العرب، في محاولة لخلق فهمٍ أوسع للمنطقة.

 قال أحمد العطار، المدير الفني لمهرجان «دي-كاف» والمدير العام لشركة المشرق للإنتاج: "سيقدم الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة في إدنبرة مجموعة من أفضل الأعمال المسرحية الجديدة من المنطقة".

وأضاف: "نأمل أن يخلق هذا مساحةً للسرديات التي لا تحظى بالتمثيل الكافي، وذلك من أجل تسهيل إمكانية التبادلات والتعاونات المستقبلية بين الفنانين والمؤسسات الثقافية والفنية من العالم العربي وأولئك في اسكتلندا والمملكة المتحدة".

من هنا، لن تكون مفاجأة كبيرة إذن أن العروض التي يطرحها البرنامج تجمع ما بين التسلية من جهة، والاستفزاز والتحريض الذهني من جهة أخرى.

سيفتتح عرض «الحب وقنابل وتفاح» البرنامج بقوة في تصوير هزلي مضحك وناقد للصور النمطية عن المسلمين والمنتشرة بكثرة في هذه الأوقات المضطربة سياسيًا. أما عرض «الفيل يا مولاي» المثير للتأمل، والذي يتخذ من التقليد العربي الأصيل في سرد الحكايا والخرافات قالبًا له، فسيقدم مجموعة من اللاجئين السوريين في سن المراهقة وهم يستكشفون عناصر الهوية والمأساة أمام جمهور عالمي في مهرجان إدنبرة. على نفس المنوال، يأتي عرض «طه» ليتأمل في التجارب الحقيقية للاجئين عبر استعراض حياة شاعر فلسطيني شهير في حكاية مليئة بالحزن والفكاهة والصمود والإنسانية الرقيقة. من جهة أخرى، سيقدم عرض «حبك نار» صورة موجعة للحياة اليومية في سوريا التي مزقتها الحرب، متأملًا في الصراعات الداخلية للسكان في قصة ترفض قطعيًا أن تحول شخصياتها إلى ضحايا.

وأكدت أماني أبو زيد، المديرة التنفيذية لتجمّع تماسي: "نأمل في أن يلعب الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة في إدنبرة دورًا هامًا في تحفيز المسيرة الفنية للفنانين المشاركين، وأن يسهم في تطوير المشهد المستقل للفنون الأدائية في المنطقة العربية، كذلك أن يشكّل منصة حيث  يمكن للجماهير المحلية والدولية وللفنانين أن يحظوا بفرصة جادة للتواصل وتبادل الآراء بخصوص التفاعل بين الفن والجغرافيا والهوية والمجتمع في هذه اللحظة التاريخية المفصلية".

كما تبرز الإنسانية الواقعية، إن شئتم، في صميم البرنامج. في عرض "جوغينج" سنشاهد القصة المؤثرة لسيدة لبنانية خمسينيّة تتنقل بسرعة بين أدوار وشخصيات ورغبات وتطلعات وخيبات مختلفة على طول الطريق أثناء خروجها يوميًا للركض. هذا التعقيد في المشاعر الإنسانية سيتم تناوله أيضًا في عرض «ابتسامة جيهان»، وهو عرض للأطفال يروي قصة طفلة عادية تخسر ابتسامتها و كيف تخوض طريقًا شاقًا لاستعادتها.

وسيحظى الرقص المعاصر بنفس الثِقل في هذا البرنامج المحفز للتفكير والتأمل. فيطالعنا عرض «النسخة الثانية: 2045» بنظرة هزلية إلى ديناميات الفن المعاصر الشرق أوسطي سواء في الحاضر أو المستقبل. وسيبهر عرضي «ما يحكمشي» و«هروب» الجماهير بأدائين مصري وفلسطيني للرقص الحديث، حيث يركز كل منهما على الهوية والوطن والضغوط المجتمعية، بينما يسائلان أثناء ذلك كله ما الذي يعنيه أن تكون عربيًا في الوقت الحاضر. أيضًا، ستأخذ مصممة الرقصات ذات الأصل الجزائري نجمة حاج بن شلبي الجمهور في رحلة خلابة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر اختيار برنامج ثريّ بعروض الرقص المعاصر المذهلة.

أما إن لم يكن كل ذلك كافيًا، فهذه السنة في إدنبرة سيقدم الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة  ما يمكن أن ندعوه الملهى الليلي- الكباريه-. سيتيح «روّق يا حبيبي» للجمهور فرصة للاسترخاء بينما يستمتعون بذات الوقت بمزيج من المسرح والكوميديا والرقص والموسيقى من مصر وسوريا وفلسطين والمغرب واسكتلندا.