الأحد 5 مايو 2024

شريف المنيري يكتب: شعراء على مر العصور "العصر الجاهلي"

صورة تعبيرية

ثقافة30-1-2022 | 16:28

دار الهلال

يُعد الشعر الجاهلي من أقدم الأشعار وأعرقها وهو الذي تميز به العرب قبل ظهور الإسلام وسُمي العصر الجاهلي بالأدب الجاهلي وهو فن الشعر والنثر، وكان الشعر ينقل صورة المجتمع العربي من حيث العادات والتقاليد العربية في تلك الفترة.

وأشتهر شعراء هذا العصر بالقصائد الفخر والمدح والهجاء والرثاء والغزل وكانت القبائل العربية تفتخر بشعرائها، ونجدها معُظمها متشابها في الأسلوب والمعظم كان يبدأ بالأطلال مثل عندما قال امرئ القيس..

قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ                 بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل

 ويتصف الأدب الجاهلي بالقوة والفخامة،

 ومن أهم شعراء هذا العصر هم:

امرئِ القيس: ويعتبر أحد شعراء الطبقة الأولى وأشهر شعراء العرب ولقب بذي القروح والملك الضليل وأشهر لقب عرف به هو امرؤ القيس ومعناه الرجل الشديد والقيس هو صنم من أصنام الجاهلية.

 وأشهر قصائده:

جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً   وَعزَّيْتُ قلْباً باكَوَاعِبِ مُولَعا

وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غَيْرَ أنّني   أراقب خلات من العيش أربعا

فَمِنْهُنَّ: قَوْلي للنَّدَامى تَرَفَّقُوا       يداجون نشاجاً من الخمر مترعاً

وَمنهُنَّ: رَكْضُ الخَيْلِ تَرْجُمُ بِالقَنا     يُبادُرْنَ سِرْباً آمِناً أنْ يُفَزَّعا

 

عنترة بن شداد: من أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، واشتهر بشعر الفروسية، وغزله العفيف بعبلة.

وسمي عنترة باسم عنتر، لربما استناداً إلى ما قاله بأشعاره

يدعُونَ عنترَ والرّماحُ كأنّها   أشطانُ بئر في لبَان الأدهمِ  

وقوله أيضاً

ولقَد شفَى نفسِي وأبرَأ سُقمها  قيل الفَوارس ويْك عنتر أقدمِ 

وأشهر قصائده:

لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ   ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ

 ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ      إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا

قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ   واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا

 لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا          منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ

 لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ     يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ

 إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ          أَنَّ يَدي قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

 اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً    يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

 إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها   عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً   وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ

 

طرفة بن العبد : أشتهر بشعر الهجاء.

زهير بن أبي سلمى : ويعتبر حكيم شعراء الجاهلية.

 عمرو بن كلثوم : وأشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة، وكان أكثر الشعراء اعتزاز بالنفس.   

 الحارث بن حلزة : كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل "أفخر من الحارث بن حلزة"

لبيد بن ربيعة : قد لقب بأبي عقيل وقد أدرك الإسلام  ولم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحدا، وهو..

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي               حتى لبست من الإسلام سربالا

 

ويُعد العصر الجاهلي عصر المُعلقات، وهي القصائد الطويلة المختارة لأشهر شعراء الجاهلية والأفضل عن غيرها، وقيل هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء الإِسلام، وتعد هذه القصائد أبلغ ما قيل في الشعرِ العربي، والقصيدة مكونة من أبيات، ويتألف البيت من شطرين، يُسمى الأول صدراً والثاني عجزاً وتنتهي الأبيات بالقافية، ويبلغ عدد المُعلقات سبع مُعلقات، واختلف بعض العلماء والمؤرخون بأن عددها عشر مُعلقات، وتم إضافة ثلاث مُعلقات ليصبح عددها عشر معلقات وهم:

 

1-مُعلقة امرئِ القيس، وهي من أجود ما قيل في الشعر العربي، ومنظومة على البحر الطويل، ومطلعها:

قفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى حبيبٍ ومنزلٍ                 بسِقط اللِّوى بين الدَّخول فحوْمَل

 

2- مُعلقة عنترة بن شداد، ومنظومة على البحر الكامل، وتُعنى بشكل أساسي بالوصف والحماسة ومطلعها:

هل غادَرَ الشُّعراء من مُتَردَّم           أم هَلْ عرفْـتَ الـدار بعـد توهــم؟

 

3- مُعلقة طرفة بن العبد، ومطلعها:

لخولة أطلالٌ بِبُرقة ثهمد                 تلـوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

 

4- مُعلقة زهير بن أبي سلمى ومطلعها:

أَمِنْ أمِّ أًوْفَى دمْنةٌ لم تَكَـلَّم               بَحْــومَانـة الدُّرّاج فالمتَـثَـلَّـم

 

5- مُعلقة عمرو بن كلثوم، ومطلعها:

ألا هبيِّ، بصحْنِك فاصْبحينا            ولا تُبـقي خُمـور الأنْدَرِينـا

 

6- مُعلقة الحارث بن حلزة، ومطلعها:

آذنتْنـا ببينهـا أسْماءُ              رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منـه الثَّواُء

 

7- مُعلقة لبيد بن ربيعة، ومطلعها:

عَفَتْ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُهَا              بمنى تَأبَّـد غولُهـا فِرَجامُهَـا

 

وقد أضافت العرب ثلاث مُعلقات

 

8- مُعلقة أعشى قيس، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية وقرنه بامرئ القيس وزهير والنابغة مطلعها:

ودّعْ هريرةَ إنْ الركبَ مرتحلُ                   وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ

 

9- مُعلقة النابغة الذبياني، عده ابن سلام في الطبقة الأولى وقرنه بامرئ القيس والأعشى وزهير وتقدم الخلاف في أيهم أشعر مطلعها:

يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَد                أقْوَتْ وطَالَ عليها سالفُ الأَبَدِ

 

10- مُعلقة عبيد بن الأبرص، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة وقرنه بطرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة التميمي وعدي بن زيد العبادي مطلعها:

أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلْحوبُ           فالقُطبيَّات فالذَّنوبُ

والمقالة القادمة نستكمل معاً العصر الجاهلي ونتكلم عن شعراء الصعاليك ومن هم أبرز شعراءه.