قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، دكتور أحمد عامر، إن الملوك في عهد المصريين القدماء لعبوا دورًا هامًا، وتحديدًا في الفترة التي كان الهسكوس مُحتلين جُزءً من البلاد، فنجد أنهم سيطروا على شمال مصر، ومنطقة الدلتا، بالإضافة إلى امتداد نفوذهم إلى مصر الوسطى، حيث بدأ حكام مصر في الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك «سقنن_رع» في مقاومة احتلال الهكسوس، وهناك اختلافًا في تاريخ حُكم الملك «سقنن_رع» فُيحتمل أنه بدأ الحكم في الفترة 1560ق.م، أو 1558ق.م.
وأشار «عامر»، أنه في عهد الملك «سقنن_رع» بدأ القتال الحقيقي ضد الهكسوس، ويُعتبر هو أول ملك حارب هؤلاء المُحتلين، حيث وُجِدت وثيقة على شكل قصة عُرفت ببرديه «سالييه»، وتُنسب إلى عصر الملك "سقنن_رع"، والتي أخبرتنا عن كيفية بدأ الخلاف بين ملك الهكسوس "ابو فيس" والملك "سقنن_رع"، حيث أرسل «أبو فيس» من «أواريس» عاصمة الهكسوس، رسالة إلى الملك "سقنن_رع"، يُخبره فيها أن أصوات فرس النهر تُزعجه.
وقد وخاض الملك "سقنن_رع" ببسالة أول حروب التحرير حين كان أميرًا لطيبة، بالرغم من عدم انتصاره في معركة التحرير ضد الهكسوس، حيث تم العثور على مومياؤه، وقد ظهر واضحًا أن الهسكوس قيدوا يديه، وأجهزوا عليه بضربات عدة، كما ظهرت جروح عديدة فى الرأس كان سببها بلطة، مما تدل على أنه سقط صريعًا فى ساحة المعركة.
وتابع إلى أن النضال ضد الهكسوس استمر من بعد ما قُتل الملك "سقنن_رع "، فنجد أن إبنه "كامس" وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، والذي قد إعتلي عرش طيبه عقب استشهاد والده الملك "سقنن_رع" في أحد معارك التحرير ضد الهكسوس، بل وواصل الكفاح، وقام بتسجيل معاركه علي نُصبين تذركارين أقامهما بالكرنك، بل وإستولي علي "نفروسي" والتي تقع شمال الأشمونين، حيث كان حاكمها مواليًا للعدو في تلك الفترة، وأسر رجاله رسولا أوفده "أبوفيس" ملك الهكسوس إلي الكوشيين ليحرضهم علي غزو جنوب مصر، وإحتلت قواته الواحات البحرية ليتحكم في الطريق الصحراوي إلى الجنوب.
واستطرد الخبير الآثري أن الملك "كامس" إشتبك مع الهكسوس في معركة نيلية غُنم فيها 300 سفينة، بل وواصل تقدمه في الدلتا حتي وصل فيما يُحتمل إلي مشارف "أورايس"، ولكن موته المفاجئ منعه من الإستيلاء عليها، وبقي هذا العمل ليتمه أخوه "أحمس الأول"، وقد وُجدت مومياؤه داخل متواضع، وكلاهما كانت متواجدتان في المتحف المصري بالتحرير، قبل أن يتم نقلهما إلي المتحف القومي للحضارة بالفسطاط في إحتفالية نقل المومياوات الملكية عام 2021م.