الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

لأنها «فريدة»!

  • 28-3-2022 | 16:56
طباعة

ما بين اسمها الحقيقي الإنجليزي "ميلدا" الذي يعني النضال، والعربي الذي اختارته "فريدة" ويحمل كل الاختلاف عن الآخرين، كان طريقها الذي سبرت فيه كل جديد يحتاج النضال للوصول إليه، ففي ذلك الوقت المبكر أرادت فريدة فهمي التمثيل، فقدمت بعض الأدوار السينمائية ارتبطت حيناً بالرقص وأخرى بمساحات "صغيرة" منذ عام ١٩٥٧ مع فيلم "فتى أحلامي".

ويبدو أن عامها كان بلا منازع ١٩٥٨حيث تزوجت المخرج علي رضا شريك الحياة والعمل، وقدمت خمسة أفلام ليأتي التمهيد للأداء التمثيلي في فيلم "الأخ الكبير" ثم "إسماعيل يس بوليس حربي" حيث جمعت بين التمثيل والرقص، ثم كانت الأفلام التي شاركت فيها فرقة رضا "إجازة نص السنة" و"غرام في الكرنك" وبعدها "حرامي الورقة" و"أسياد وعبيد" ١٩٧٨؛ الذي كان آخر ما شاركت فيه سينمائياً.

 ولكن يبدو أنها أرادات "التفرد" من خلال فرقة رضا التي كانت أرضها ونضالها ومساحة اختلافها، فمع "الفرقة" حلقت في سماء مختلفة، فكان "الرقص" الذي لم نره في مصر قبلها، فتلك اللوحات التي أبدعت في أدائها جاءت بكل ما هو "مصري" شعبي على امتداد نهر النيل من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، لتحمل حركاتها خريطة مصر وعاداتها.

فمن الذي لا يرتبط ذهنه بنغمات "حلاوة شمسنا" مع جسد "فريدة" الذي يتمايل فيحمل لنا "النهار" بكل بريقه وطاقته ويدلنا على جمال مصرنا.

ومن الذي ينسى معها موشح عجباً لغزالٍ قتالٍ عجبا؟ وغير ذلك الكثير.

لم تكتفِ فريدة بتلك المرحلة التي اختارت أن توقفها مع عامها الثالث والأربعين، وانطلقت نحو الدراسة العلمية؛ فجاءت بالدكتوراة في الرقص الإيقاعي من الولايات المتحدة الأمريكية وأسست في جامعة كاليفورنيا قسماً للرقص.

مشوار فريدة لم تكن فيه بمفردها؛ بل ساندها الأب الأستاذ الجامعي الدكتور حسن فهمى اختياراتها ومشوارها، والزوج المخرج الذى امتزجت أحلامهما معاً بالفرقة والأفلام الاستعراضية، وكذا رفيق الرحلة محمود رضا الذي ارتبط اسمهما معاً.

على مدار مشوار فريدة فهمى كانت التابلوهات التي قدمتها مع فرقة رضا؛ وجهاً آخر لمصر؛ تلك الجامعية التي اختارت في ذلك الزمن البعيد أن تأتى بالمختلف الفريد؛ فصورة "الراقصة" في مصر ارتبطت بالرقص الشرقي فقط، الذى اختلف عن غيره؛ لذلك فقدرتها على اختيار وأداء رقص تعبيري يعيد تراثنا الشعبي ويجوب العالم ويرتبط بكل قطعة من أرض مصر كان مشوارا بين النضال الذى كان فريداً، ولم يكن ليرى النور لولا "فريدة" ولم يكن ليحققه غيرها، لذلك أعاد لها تكريمها في يوم المرأة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إحساسها بالتقدير بعد كل هذه السنوات وفرحتها باحتفاء بلدها بها؛ فتلك مساحة من الوجه الجميل لمصرنا الذي نريده أن يعود من جديد.

الاكثر قراءة