الإثنين 24 يونيو 2024

مساجد مصر| المرسي أبو العباس (30-4)

المرسي أبو العباس

ثقافة5-4-2022 | 14:19

عبدالله مسعد

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغى عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم يوميا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد المرسي أبو العباس.

يوجد مسجد أبو العباس المرسى أو المرسى أبو العباس، بمدينة الإسكندرية وهو أحد أقدم وأشهر المساجد، حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل، وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس فى منطقة بحرى بالمدينة، لصاحبه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى.

وبلغت مساحة أرض المسجد 3000 متر مربع، وروعى فى تصميمه أن يكون منتظما من الداخل، وطول كل ضلع من أضلاعه 22 مترا، وتقع القبة والمئذنة بالضلع القبلى، وتقع مرافق المسجد فى الضلع الغربى.

ويشرف المسجد على الميناء الشرقى بمنطقة الأنفوشى وهو مبنى على الطراز الأندلسى وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربى والأندلسى، وتعلو القبة الغربية ضريح أبى العباس وولديه.

مر المسجد منذ تأسيسه بالعديد من الترميمات، كان أبرزها فى عام 1477، بعد أن أهمل المسجد تماما حتى أمر أمير الإسكندرية قجماش الأسحاق الظاهى بإعادة بنائه، ثم أسس لنفسه قبرا بجوار قبر أبى العباس ودفن فيه.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.