يحتفل الشعب المصري اليوم بذكرى انتصارات العاشر من رمضان وحرب أكتوبر المجيدة، والتي تزخر بقصص من بطولات رجالها من الجيش المصري، الذين نجحوا في إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حيث كانت العقيدة المصرية بالنصر أو الشهادة سرا من أسرار الانتصار.
ومن بين أبطال حرب أكتوبر والعاشر من رمضان الشهيد إبراهيم الرفاعي بطل الصاعقة، ابن مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية والذي ولد في 27 يونيو عام 1931، حيث التحق بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج فيها 1954، وعقب تخرجه انضم إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة).
وبعد هزيمة 1967، قررت القوات المسلحة تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، وكان قائدها هو الشهيد إبراهيم الرفاعي، وكانت أول أعمالها نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي بذله في قيادة المجموعة.
دور إبراهيم الرفاعي في حرب أكتوبر
ومع علو صيحات الله أكبر، بعد نجاح الضربة الجوية الأولى، قاد البطل إبراهيم الرفاعي كتيبة الصاعقة في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة، ثم توالت العمليات الناجحة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد.
كما نجحت مجموعته في على مطار الطور وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل، ثم في 18 أكتوبر تم تكليف مجموعته باختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة الدفرسوار لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته.
ووصلت القوات في فجر التاسع عشر من أكتوبر ثم تغيرت التعليمات لتصبح تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق ( الإسماعيلية / القاهرة)، ثم تحرك البطل إبراهيم الرفاعي إلى منطقة نفيشة ثم جسر المحسمة حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات، احتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر المحسمة إلى قرية نفيشه لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة.
ثم نجحت القوات في إمطار مدرعات العدو بقذائف آر بي جي وأثنتها عن التقدم، ثم أمر الرفاعي رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات، وفي ظل القتال الضاري الذي دار حينها سقط دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة وحاول رجال المجموعة إنقاذه ثم طلب منهم إكمال المعركة ولفظ أنفاسه الأخيرة ليلقى ربه صائما.
استشهد الرفاعي في يوم 19 أكتوبر 1973 وكان يوم جمعة 27 رمضان وكان صائمًا، ويقول أعضاء مجموعته "كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئًا بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك. رحمة الله".