الأربعاء 26 يونيو 2024

أدباء من عباءة الجماعات الإسلامية إلى ساحة الكتابة

11-7-2017 | 18:51

«الجمال هو المخلص الأول للبشرية من آثامها».. من هذا المنطلق كان الأدب هو المخلص للكثير من الشخصيات الهامة التي بدأت حياتها الأدبية كأحد أفراد الجماعات الإسلامية أو جماعة الإخوان المسلمين على وجه التحديد، ولكن سرعان ما انجرفت أرواحهم تجاه الأدب ونازعهم الفن في أرواحهم، فاتجهوا إلى كتابة الرواية والقصة وإصدار الكتب التي ترصد مرحلة التحول والانشقاق عن الجماعات الإسلامية المختلفة، إليكم أهم الشخصيات :

أشرف الخمايسي :

يعد أشرف الخمايسي أحد أهم كتاب الرواية في عصرنا الحالي، فقد أثارت روايته منافي الرب "جدلًا كبيرًا على المستوى النقدي والجماهيري، أدى ذلك إلى نفاد طبعتها في وقت قياسي، وصولًا إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية.

ويرجع السبب في اختفاء الخمايسي عن الوسط الثقافي، وبعده عن الكتابة قرابة 8 سنوات، بل وانضمامه إلى جماعة التبليغ والدعوة التي تنتمي إلى التيار السلفي، إلى شعوره بالخذلان من قبل الوسط الثقافي في سنة 2000 بسسب "ردود أفعاله الباردة على السحق العنيف الذي مارسه الإسرائيليون ضد انتفاضة الفلسطينيين وقتها" حسب كلام الخمايسي في حوار سابق له .

هذا جعل الخمايسي يستقطب من قبل مشايخ تيار سلفي يسمى " التبليغ والدعوة"، دام انضمامه لهم قرابة 8 سنوات حتى قرر "الخمايسي" رجوعه إلى الكتابة مرة أخرى.

أما عن رجوعه للوسط الثقافي والأدبي مرة ثانية، فيقول: "عدة ظروف تقاطعت في وقت واحد لتجعلني آخذ قراري بالعودة إلى الكتابة، أولها هذه الحياة على النمط "السلفي"، أو الديني عمومًا، التي تجعل الموت دومًا نصب عينيها، عند المتدينين يبقى الموت هاجسًا ضخمًا في خلفية الصورة، وأنا بطبعي محب للحياة، الفهم الديني يقدم إلهًا يستهتر بالإنسان تمامًا، وأقصى رغباته هو استعباده، وهو فهم يتناقض تمامًا مع ما جاء في الكتب الثلاثة المقدسة".

ولكن السبب الرئيسي والمباشر في رجوع الخمايسي للأدب، عندما دعاه أحد أصدقائه الشعراء إلى حضور فعاليات مؤتمر طيبة الأدبي، وذهب بلحيته وجلبابه القصير ليقابله الشاعر الشاب "شعبان البوقي" الحاصل على جائزة الشارقة في الشعر قائلًا له ما معناه إنه يأسف بشدة لغيابه، وإنه كان يمثل له ولجيله رمز الكتابة الإبداعية الحقيقية، وإنهم يتذاكرون اسمه وكتاباته في تجمعاتهم الأدبية، وطالبه بالعودة، فعاد الخمايسي.

ثروت الخرباوي :

بدأ ثروت الخرباوي حياته السياسية كعضو في حزب في الوفد، ولكن سرعان ما انضم لجماعة الإخوان المسلمين ليصبح بعد ذلك أحد قاداتها وأحد أهم أسباب النجاحات التي حققتها الجماعة المحظورة بنقابة المحامين.

ويرجع السبب في انشقاق ثروت الخرباوي عن جماعة الإخوان المسلمين، إلى اختلافه معهم في قضية النقابات المهنية عام 2000، التي حبس على أثرها مختار نوح القيادي السابق بالجماعة، كما حوكم بمقتضاها عدد من الإخوان أمام المحكمة العسكرية، ومن ثم أعلن الخرباوي انفصاله عن الجماعة عام 2002.

بعد انفصاله عن الجماعة، أصدر الخرباوي كتابًا بعنوان "قلب الإخوان: محاكم تفتيش الجماعة"، وهو كتاب يرصد فيه عبر تجربة حية، أساليب التفكير والتعامل والحكم على الأمور داخل تلك الجماعة، كما أصدر كتاب بعنوان "سر المعبد، الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين"، ويرصد فيها التفاصيل السرية لجماعة الإخوان وعلاقتهم بالماسونية، والتي أطلق عليها الخرباوي "الماسيو إخواكية"، ثم يأتي عام 2013 ليقدم الخرباوي للوسط الثقافي روايته " زمكان".

 

أسامة الدرة :

كان أحد القيادات الشبابية والطلابية الذين حظوا باهتمام إعلامي واسع، حتى بعد ثورة يناير 2011، قبل أن ينقلب على الجماعة وينشر كتاب "من الإخوان إلى ميدان التحرير" الذي كان من الأكثر مبيعًا خلال الأعوام التالية للثورة.

غادر الدرة جماعة الإخوان بالتحديد في مايو 2011، بعد إعلان الجماعة إنشاء حزبها السياسي، معترضًا على فكرة جعل الحزب لجنة ملحقة بالجماعة وليس حزبًا مستقلًا.

 بعد ذلك اتجهت كتابات أسامة إلى رصد المعاملة الداخلية وسبل تجنيد الجماعة للشباب، لاسيما داخل الجامعات، غير أن أسامة أوقف هجومه على الجماعة بعد يونيه 2013 لأنه يرى أن الإخوان أصبحوا "شبه ميت".

يحب أسامة أيضًا تناول الموضوعات الاجتماعية والفلسفية، ففي مقال على مدونته الخاصة تحت عنوان "متابعات الحركة العاطفية: الجنس"، يحاول أسامة رصد فكرة تأثير الجنس على حياتنا، وكيف حاول الأدب تقديم القصص الجنسية.

 

سامح فايز:

"جُحر السبع" اسم لقرية تقع على أطراف محافظة الجيزة، وهي محل ميلاد الكاتب سامح فايز، والذي اتخذ منه عنوانًا لروايته التي تندرج تحت أدب الاعتراف، ورصد من خلالها حالة التيه التي تتبع مرحلة الانفصال عن الجماعات الإسلامية، مما يضطر بعضهم إلى المضي قدمًا في طريق الإلحاد، إضافة على أن سامح نشر روايته مصدرة بجملة "رواية واقعية".

قبل روايته، أصدر سامح كتابًا بعنوان "جنة الإخوان: رحلة الخروج من الجماعة"، ورصد من خلاله قصة انضمامه لجماعة الإخوان ورحلة خروجه وانشقاقه عنها.

تخرج سامح فايز في كلية الحقوق جامعة عين شمس، عمل في التجارة ثم المحاماة قبل أن يتفرغ للصحافة الثقافية، فكتب في عدد من الصحف والمجلات والمواقع كما صدر له عدة كتب منها «جنة الإخوان: رحلة الخروج من الجماعة»، وعدد من الروايات مثل «جحر السبع" و" رحلة يوسف".

خالد البري :

أنهى خالد البري دراسته الابتدائية في مدرسة الراهبات «فرنسيسكان» بسوهاج، وبعد أن أنهى دراسته المتوسطة والثانوية التحق بكلية الطب في القاهرة، حتى تخرج منها بشق الأنفس عام 1997.

وصل «البري» وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره إلى مراكز مهمة وفاعلة في الجماعة الإسلامية، إلى أن دخل المعتقل وتعرض للعنف من قبل الجهات المسئولة، حتى حانت الأقدار وتم الإفراج عنه، وعبر عن هذه اللحظة قائلًا: « أستطيع أن اصف مشاعري في تلك اللحظات، وقد أقترب من الحقيقة إذا قلت إنني أحسست وقتها وقد كنت أصوليا إسلاميا، أن الدنيا أجمل من الجنة، وأن روح الإنسان معلقة في منقار طائر»، حسبما روى في كتابه «الدنيا أجمل من الجنة» الذي عبر فيه عن تجربته ووجوده داخل أفراد الجماعة الإسلامية وخروجه منها.

ماهر فرغلي :

"الخروج من بوابات الجحيم" اختار الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، سيرته الذاتية والخروج من الجماعة الإسلامية بهذا الاسم.

يكشف الكتاب خريطة للجماعة واضحة ومحايدة وموضوعية، كما أظهر الكتاب مدى التكلفة السياسية التي كانت سببًا فيها ممارسة العنف دون حساب سياسي مع سيطرة العقلية الثورية على هذه الجماعة، كما يوضح أنه لا يوجد كتالوج للأسعار في عالم السياسة، فمنذ أن ظهرت الجماعات الإسلامية والجماعات الأخرى الجهادية وتضامنوا تحت مسمى «السلفية الجهادية»، وانتهى بهم الأمر خلف القضبان إلا قليلاً ممن استطاعوا أن يذهبوا خارج البلاد، ولكن لم يتوقف الأمر عند السجون وفقط بل ظهرت من خلف هذه الأسوار ما يسمى بالمراجعات وانتشرت في شتى البلاد وهي تدعو إلى تجديد فكر الجماعات الإسلامية.

كان ماهر فرغلي أحد أعضاء الجماعة الإسلامية وسُجِن في عهد مبارك ما يقرب من 13 عامًا، ثم انشق عن الجماعة واتجه للبحث في الحركات الإسلامية وكشف تحركاتهم.

 

    الاكثر قراءة