قال الدكتور سامح فوزي الأكاديمي والكاتب الصحفي، إن الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس يمثل جسرًا ثقافيًا لتلاقي المصريين واليونانيين، ولا سيما أن الشاعر المبدع ولد وعاش ومات في الإسكندرية، تلك المدينة التي عرفت تعددية ثقافية وحضارية، واعتبرها اليونانيون درة المدن الإغريقية التي أسسها الإسكندر الأكبر.
جاء ذلك في برنامجه الأسبوعي "آخر الأسبوع"، على قناة مي سات، تقديم الإعلامية ألفت كمال.
وأضاف "فوزي" أن ذكرى ميلاد ورحيل كفافيس للمفارقة، يصادف 29 أبريل من كل عام، فقد ولد عام 1863 ورحل في عام 1933 عن عمر يناهز السبعين عامًا، وعاش عاشقًا للإسكندرية، ورغم أنه زار دولًا أخرى، مثل القسطنطينية وبريطانيا واليونان إلا أن الإسكندرية ظلت المدينة الأكثر قربًا إلى قلبه.
ولد قسطنطين كفافيس لتاجر موسر، وهو أصغر إخوته التسعة، واتقن الإنجليزية والفرنسي والإيطالية واليونانية، وكان يتحدث العربية حيث عمل موظفًا بوزارة الأشغال العمومية إلى جانب عمله في الصحافة وكتابة الشعر، وتُدرس أشعار كفافيس في اليونان وقبرص ودول أخرى من العالم.
وعاش الشاعر اليوناني الكبير وحيدًا خاصة بعد رحيل والدته عام 1899، واكتفى بإنارة منزله بالشموع، والعزلة عن الناس إلا التجول في الإسكندرية، والارتباط بها خاصة محطة الرمل.
وأشار إلى أن الإسكندرية لها رصيد كبير عند اليونانيين حتى وقتنا الحاضر، وعاشت بها جالية يونانية كبيرة لعشرات السنين، وأطلقت شرارة العمل الأهلي في مصر، وتحول بيت الشاعر كفافيس في الإسكندرية إلى متحف، ومزار، يزوره اليونانيون والمصريون والأجانب، وزاره الرئيس اليوناني شخصيًا، ويعد أحد جسور العلاقات الحضارية بين مصر واليونان.