الخميس 20 يونيو 2024

مصادر: غلق ملف الإرهاب.. وما حدث في سيناء عملية نوعية ذات مصالح اقتصادية وسياسية

سيناء

تحقيقات12-5-2022 | 17:24

إسراء خالد

تتوالى ضربات أبطال القوات المسلحة القاصمة والملاحقة للعناصر الإرهابية، والتي تهدف للقضاء على تلك الكيانات بشكل جذري، ومع كل إرهابي يتم القضاء عليه، تزداد عزيمة القوات للاستمرار في محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره، فمثل تلك المحاولات البائسة من قوى الشر ومن يعاونهم لا تزيد قواتنا إلا إصرارًا على تحقيق الأمن والأمان لشعب مصر العظيم. 

وكانت القوات المسلحة أعلنت عن قيام مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على سيناء، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة؛ مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 5 أفراد.

العمليات الإرهابية في سيناء

وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد عطا، المحلل السياسي والباحث بمنتدى الشرق بلندن، إن ما تعرضت له سيناء من هجوم إرهابي، ما هو إلا عملية نوعية ذات أهداف مبطنة ورسائل يسعى القائمون على تلك العملية إيصالها للدولة المستهدفة من الهجوم.

وأوضح عطا، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن هذه العملية الإرهابية تهدف لزعزعة حالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي التي تعيشها الدولة المصرية ولم تشهدها من قبل خلال العشر سنوات الماضية، بالإضافة إلى السعي للثأر لما حدث في 26 أبريل الماضي قبيل عيد الفطر، واستهدفت قوات الجيش وقوات إنفاذ القانون 3 قرى، بالتعاون مع اتحاد قبائل البدو لمداهمة ما بها من أوكار إرهابية.

ونوه إلى أن هذه القرى هي: المقاطعة، والمماطلة، والحسينات، مشيرًا إلى أنه في قرية المقاطعة تمكنت قوات الجيش أن تقتل المسئول عن العمليات المسلحة لتنظيم داعش في سيناء وهو «فتحي شحاتة أبو دراع»، وهو ما اعتبره تنظيم داعش بالخارج، محاولة من قوات الجيش بضربة استباقية لتفتيت التنظيم والقضاء عليه نهائيًا، بالإضافة إلى تمكن القوات ممن تبقى من عناصر التنظيم التي تعرف بـ «شتات الرق»، وهم العناصر النسائية والأطفال الذين انضموا لتنظيم داعش في شمال سيناء مقابل مبالغ مالية، وقامت تلك العناصر بتسليم أنفسهم لقوات الجيش.

وفيما يتعلق بالدلالة الزمنية للعملية الإرهابية على سيناء، قال المحلل السياسي إن تنظيم داعش يتبع سياسة «الحرب بالوكالة»، بمعنى أنها أداة احترافية تعتمد على أجهزة استخباراتية خارجية، تهدف لضرب الاستقرار الأمني والسياسي، ومحاربة التنمية على كل الملفات بشكل غير مسبوق.

وأضاف عطا: أن الدولة المصرية في صعود جعل الجماعات الإرهابية تسعى لرسم صورة ذهنية للعالم بأن الإرهاب مستمر وهذا غير حقيقي.

وأكد أن الإرهاب «كارت حر» يتم استخدامه على فترات زمنية متباعدة، بهدف تحقيق غرض سياسي تقوم به أجهزة استخباراتية تابعة لدول خارجية لا تريد الاستقرار لمصر، وتهدف لإيصال رسائل مبطنة وإحباط الشارع المصري بأن الإرهاب مستمر وموجود.

وأشاد الدكتور أحمد عطا بما حققته قوات إنفاذ القانون من القضاء على تشكيل من المنظمات الإرهابية في شمال سيناء، فبعد ثورة 30 يونيو تمكنت تلك القوات من القضاء على أكثر من 15 ألف عنصر جهادي تابع لأنصار بيت المقدس وتنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، حتى نجحت قوات إنفاذ القانون أن تهيأ شمال سيناء للتنمية والاستقرار.

وأشار إلى أن العمليات الإرهابية النوعية متواجدة حولنا في مختلف الدول فالإرهاب صناعة عالمية، ولكن مصر دولة حاضنة للاستثمارات والتنمية والسياحة العالمية وليست حاضنة للإرهاب، مضيفًا: «ملف الإرهاب تم إغلاقه وما تعرضت له سيناء عملية نوعية ذات مصالح اقتصادية وسياسية».

القضاء على الإرهاب

ومن جانبه، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب، إن العملية الإرهابية التي تعرضت لها سيناء تأتي ردًا على استقرار الأوضاع الأمنية في مصر، ومحاولة للفت انتباه الرأي العام العالمي إلى أن مصر، لا تزال تعاني من الإرهاب، وهو ما يأتي على النقيض تمامًا للحقيقة.

وأوضح العقيد حاتم، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الدولة المصرية تمكنت من القضاء على الإرهاب في تجربة ليس لها مثيل، وتناقصت العمليات الإرهابية بها تدريجيًا، فتعرضت عام 2013 إلى 306 عمليات إرهابية، وظلت تتناقص حتى وصلت عام 2014 إلى 222 عملية إرهابية، وعام 2018 أصبحت 8 عمليات، و2019 عملية إرهابية واحدة فقط، وأيضًا عام 2020 عملية واحدة، حتى جاء عام 2021 ليشهد على عدم تواجد أي عمليات إرهابية.

ونوه إلى أن عام 2022 شهد عملية إرهابية واحدة؛ ما يبرهن على النجاح الساحق الذي حققته الدولة المصرية في مواجهة الجماعات الإرهابية، مشددًا على أن وضوح المواقف السياسية للدولة المصرية كان الداعم الأول لها للقضاء على الإرهاب، بالإضافة إلى جهود قوات الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتوالي الضربات الاستباقية، لضبط الإرهابيين وإفساد مخططاتهم.

وأكد خبير مكافحة الإرهاب أنه تم إشعال فتيل الجماعات الإرهابية من خلال ما عُرض عبر التليفزيون من أعمال درامية فضحت جرائم جماعة الإخوان الإرهابية وتأمرهم على الدولة إعلاميًا، وهو ما تم إيضاحه للعالم أجمع، وأسفر عن الهجوم على سيناء كرد فعل من تلك الجماعات الإرهابية.

 وأضاف حاتم: «لا توجد دولة على مستوى العالم قادرة على القضاء على الإرهاب بنسبة 100%، إلا أنها تعمل على التقليل من تواجدهم بواسطة العديد من الآليات مثل التنمية وما ينتج عنها من استثمارات وتعمير».