قال الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية – إن من يقتل من رجال الجيش والشرطة في المواجهات الأمنية ضد العناصر الإرهابية ينال أعلى درجات الشهادة؛ لأن الإسلام جعل رتبة من يقاتل في سبيل الله تعالى ويدافع عن الأوطان من أعلى رتب الشهداء.
وأضاف أن كل من قُتل نتيجة اعتداء الإرهابيين سواء أكان من المدنيين أو العسكريين من أبنائنا فهو في رتبة الشهداء إن شاء الله تعالى وقاتلهم ينتظره العذاب الأليم في الآخرة.
وأكد مفتي الجمهورية اليوم في برنامج "حوار المفتي" المذاع على قناة "أون لايف" أن من يُقتل من العناصر الإرهابية المجرمة في مواجهاته ضد الجيش والشرطة ليس شهيدًا؛ وقاتله مأجور؛ لأنهم من المفسدين في الأرض الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؛ فالإرهابي شخص مجرم معتدٍ لا تنطبق عليه الشهادة.
وأكد مفتي الجمهورية أن الخدمة العسكرية شرف ما بعده شرف يتمناه أي إنسان، ومن يقولون عكس ذلك إنما يريدون السوء ولا يردون الخير لمصر، ويريدون أن تضعف هذه البلد، وهيهات أن تكون أمنيتهم محل تحقيق أو توفيق؛ لأن مصر عصية صعبة المنال بفضل الله تعالى وحفظه وبفضل رجال هذا الوطن الشرفاء.
وعن رتبة شهيد الدفاع عن الوطن في الآخرة قال مفتي الجمهورية إن العلماء أوصلوا درجات الشهداء إلى ثمانية عشر نوعًا أعلاها من مات وهو يدافع عن وطنه، ويشملهم قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، مؤكدًا على أن من مات اليوم ومن قبل في رفح وغيرها هم شهداء، ماتوا وهم يدافعون عن وطننا وشرفنا وعزتنا أمام خوارج العصر من المجرمين.
وحول كرامة الشهداء أكد مفتي الجمهورية أن الله سبحانه وتعالى جعلهم في رتبة الأنبياء وصحبة الصالحين، وأنهم سيشفعون يوم القيامة لأهلهم، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون تكريمًا لهم فهي شهادة حق تخبرنا عن منزلة الشهداء، كما أن الدم الذي سال من كل شهيد ريحه ريح المسلك وهي رتبة لم ينلها إلا الشهيد.
مبينًا أن للشهيد أحكام خاصة في الفقه من أنه لا يغسل ولا يكفن ويدفن بدمه؛ لأن هذا الدم الذي سال منه في سبيل الله والوطن دم طاهر شريف يبقى معه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى.
وبيَّن مفتي الجمهورية أن أجر الجندي الذي يرابط ويدافع عن الوطن عظيم، لأنه ينطبق عليه وصف الرباط، والذي بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا العمل من أعمال أهل الجنة الذين لا تمسهم النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.
وقال المفتي إن المجموعات الإرهابية المجرمة تنتمي جميعًا إلى فكر متطرف واحد لا يختلف بمختلف المسميات، حتى وإن تلونوا بأي لون؛ فهم يوهمون البعض بأنهم أبرياء من هذه الدماء، إلا أن التاريخ يؤكد أنهم جميعًا في سلة واحدة، ولقد توعدهم الله بالعقاب في الدنيا والآخرة، هم كلاب النار وقاتلهم مأجور إن شاء الله تعالى.