السبت 1 يونيو 2024

سر استخدام «الموتوسيكل» في العمليات الإرهابية.. والبرلمان يتأهب بقانون حازم

15-7-2017 | 10:40

كتبت خلود الشعار:

 

الملاحظ في العمليات الإرهابية الخسيسة التي شنها مجموعة من أعداء الوطن والمتطرفين، استخدامهم إلى وسائل نقل خفيفة تساعدهم على الهروب السريع من جرائمهم، حيث نجد أن الدراجة البخارية «الموتوسيكل» هو العامل المشترك في أغلب الحوادث الإرهابية والجنائية من قتل وسرقة وخطف وغيره، وتعد بمثابة "اللهو الخفي" الذي لا يقل أهمية عن الوسائل المعتادة كالسيارات التي يستعان بها في تنفيذ الجرائم المختلفة، الأمر الذي يتطلب وضع حدًا لتلك الظاهرة المريبة.

فالحادث الإرهابي الغادر الذي وقع صباح الجمعة الماضية، واستهدف دورية أمنية في قرية أبو صير بمنطقة البدرشين جنوب محافظة الجيزة، وأودى بحياة مجموعة من رجال الشرطة، كان الجناة أيضًا يستخدمون دراجة بخارية "الموتوسيكل" لسهولة الهرب والفرار بها.

الترخيص ينجز ضبط الجناة

ومن هذا الجانب، طالع "الهلال اليوم" آراء بعض أعضاء لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، وبعض الخبراء الأمنيين حول سبل تقنيين أوضاع الدراجات البخارية، والحد من استخدامها في العمليات الإرهابية تحديدًا، وخطة الدولة لمواجهة هذا الخطر بحزم.

 

النائب حامد جهجه، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، قال إن البرلمان طالب بترخيص "التوك توك" والدراجات البخارية، حتى تكون معلومة من قبل الجهات التنفيذية والشرطية، مشيرًا إلى أن الأمر سيساعدهم في القبض على المجرمين والإرهابيين كما حدث اليوم في حادث كمين البدرشين، بعد استخدامهم لدراجة بخارية.

 

وأضاف جهجه، أن الترخيص يمنح الجهات المعنية سرعة الاستدلال على هؤلاء الأشخاص بسهولة، من خلال الملف أو الترخيص المتواجد لدى إدارة الشرطة، مؤكدًا أن لجنة النقل والمواصلات بالمجلس تقدمت بالعديد من طلبات الإحاطة، كما أنه لابد من وضع آلية سريعة لترخيص "التوك توك" حتى تستفيد الدولة من موارد ورسوم، ويكون له آلية تحدد مرتكبي الجرائم سواء في عمليات اغتصاب أو مخدرات أو تفجير أو أي عمليات إرهابية، وكذلك ينطبق على الدراجة البخارية.

 

إزالة اللوحات المعدنية

النائب محمد بدوي الدسوقي، عضو لجنة النقل والمواصلات، قال إنه هناك بعض الأشخاص لا يرخصون وسائل نقلهم الخفيفة ولا بد من وضع لوحات معدنية شأنها شأن السيارات، مشيرًا إلى أنه في الغالب تكون السيارات أو الدراجات البخارية المستخدمة في العمليات الإرهابية مسروقة.

وتابع الدسوقي:" أن الإرهابيون يزيلون الأرقام الخاصة بالسيارة أو الدراجة، حتى لو كانت مرخصة، كذلك التوك توك له قانون خاص صدر في عام 2008 بترخيصه، مؤكدًا ضرورة تفعيل دور المحليات في هذا الأمر، وأن يكون هناك اهتمام بالمحليات والشرطة المحلية لكل محافظة، وهذا الأمر سيتم تناوله في لجنة النقل، لأنها تمثل خطر وخاصًة الدراجات البخارية التي تستطيع الهرب بسهولة.

وأضاف أنه يجب وضع حلولًا لهذه الدراجات، وهذه الأمر يهدد الأمن الوطني والمواطنين والاقتصاد والسياحة، مشيرًا إلى ضرورة وجود دوريات تفتيشية على هذه الدراجات والتأكد من ملكيتها والذين يستقلونها، ولا بد من أن يكون هذا مفعل وأكثر انضباطا من ذلك.

 

قوانين صارمة وعدالة ناجزة

أما اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني، قال إن الدراجة البخارية مثلها مثل وسائل النقل الأخرى، التي يمكن أن تستخدم في العمليات الإرهابية، وليست لها علاقة بما يحدث في الوقت الحالي، بل إنها مجرد وسيلة سيستخدمها الإرهابيون في تنفيذ العمليات الإرهابية، مثل السيارات أيضًا المستخدمة في هذه العمليات تكون نفس الوضع دون لوائح معدنية.

وأكد أمين، أن ما حدث في البدرشين هو انتظار الإرهابيون لسيارة الشرطة، مستغلين  المطب الصناعي المتواجد الذي أرغم السيارة على السير ببطء ثم توجهوا إليها وقاموا بتنفيذ العملية باستخدام السلاح وقتل الضابط والجنود، واستطاعوا أن يأخذوا سلاحهم الميري، مشيرًا إلى أن الدراجات البخارية من الصعب منعها أو رفضها، فهناك العديد من الطرق للسيطرة على الأمر من خلال القوانين وأهمية تفعيلها.

وأضاف أن الإرهاب يتمادي في فعل هذه العمليات لعدم تنفيذ القوانين بشكل صارم، فضلًا عن وجود السلاح مع الإرهابيين وانتشاره في مصر خاصًة بعد ثورات الربيع العربي، قادمين سواء من ليبيا أو السودان أو رفح إلى غير ذلك، لافتًا إلى أن القضية ليست في دراجة بخارية أو عربية دون لوحة معدنية، ولكن تفشي وسط مواطنين مصريين هذا الفكر السيئ، فهناك سيارات تستخدم ويُكتشف أنها مسروقة، أو مستخدمة بأرقام مزيفة وهكذا، أو قد يسير بها الإرهابي لحين يصل إلى مكان العملية ثم ينزع هذه الأرقام.

وأشار إلى ضرورة تغيير الثقافة الموجودة في المجتمع، وانتشار مثل هذه الأفكار بين المواطنين، في ظل اختفاء قواعد الأخلاق الأساسية التي نشأ عليها الأجيال السابقة من تربية وتعليم.