الجمعة 21 يونيو 2024

باحث سياسي: القصف الروسي المستمر لأوكرانيا سيكلف كييف كثيراً على المستوى الاقتصادي والسياسي

الأزمة الأوكرانية الروسية

عرب وعالم27-5-2022 | 16:28

دار الهلال

أعرب جاك واتلنج، زميل المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إحدى المؤسسات الفكرية البريطانية للدفاع والأمن، عن اعتقاده أن القصف الروسي المستمر لأوكرانيا سوف يكلف كييف كثيراً على المستوى الاقتصادي والسياسي.

وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة " الجارديان" البريطانية أن قصف القوات الروسية لمنطقة دونباس يهدف إلي الحيلولة دون حصول أوكرانيا على مزيد من الأسلحة من الدول الغربية.

وأضاف أن استراتيجية روسية الحالية باستخدام المدفعية الثقيلة لتدمير قرية تلو الأخري في المناطق التي تستولي عليها القوات الروسية بعد انسحاب المقاومة الأوكرانية تمثل خطورة كبيرة على الجيش الأوكراني حيث بات من الضروري أن تتمسك القوات الأوكرانية بالأراضي الواقعة تحت سيطرتها حتى تمنع تقدم القوات الروسية، وهو ما يعرض القوات الأوكرانية للقصف من جانب الجيش الروسي وبالتالي وقوع المزيد من الضحايا من الجنود الأوكرانيين.

ويشير الكاتب غلى أن الجيش الروسي يواجه تحدياً يتمثل في الحفاظ على عدد قواته وهو الأمر الذي دفع موسكو إلى الإعلان عن تعبئة عامة للجنود السابقين في الجيش الروسي إلى جانب الإعلان عن تعبئة للمتطوعين من خلال عقود قصيرة الأجل.

ويرى الكاتب أنه طالما استمرت روسيا في تعزيز قدرات أنظمتها المدفعية وطالما ظلت قوات دفاعها الجوي في حرمان أوكرانيا من أي دعم جوي فسوف يظل الجيش الأوكراني في حالة شتات وتشرذم مما يؤدي إلي تقليص قدراته القتالية ويضعف من معدلات تحريره للاراضي التي تسيطرعليها روسيا.

ويضيف الكاتب أنه يجب على القوات الأوكرانية تكبيد الجيش الروسي أكبر قدر من الخسائر قبل نهاية الصيف الحالي وإلا سوف تواجه أوكرانيا مخاطر حرب طويلة المدى، مشيراً إلى أن أولويات كييف في الوقت الحالي تتمثل في الاعتبارات الاقتصادية والسياسية لأنه في حالة الفشل في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب الحالية سوف تستمر معاناة أوكرانيا من شلل اقتصادي وسوف تظل موانيها محاصرة ومدنها مدمرة وفي الوقت نفسه ستعوق الهجمات الصاروخية أي عملية لإعادة البناء في البلاد. ويقول الكاتب أنه في ظل هذه الظروف فإن كييف أصبحت مهددة بفقدان ما يربو على نصف دخالها القومي هذا العام. ويشير الكاتب إلى تحدياً آخر يواجه أوكرانيا وهو أن معظم النازحين من الشعب الأوكراني داخل البلاد بدأت مدخراتهم في النفاد مما يهدد قدرتهم على توفير مصدر للدخل لمواجهة تكاليف المعيشة.

ويرى الكاتب كذلك أن الصراع العسكري طويل المدى سوف يؤدي إلى تآكل الجبهة الداخلية في أوكرانيا والتي مازالت متماسكة على المستوى السياسي. ويطرح الكاتب تسؤلاً حول مدى مقدرة الحكومة الأوكرانية على توفير الطاقة اللازمة للتدفئة مع قدوم الشتاء المقبل، مشيراً إلى احتمال استغلال روسيا مثل هذه الأزمة لإضعاف الجبهة الداخلية في أوكرانيا.

ويقول الكاتب إنه في حالة استمرار الصراع في أوكرانيا لفترة طويلة سوف تعتمد أوكرانيا على المساعدات المالية الخارجية غير أن شركائها الدوليين يعانون من مشاكل اقتصادية حيث وصلت معدلات التضخم في بريطانيا على سبيل المثال إلى ما يقرب من 10 بالمائة وهناك توقعات بحدوث حالة من الكساد.

وفي نفس الوقت مازالت أسعار الوقود تواصل ارتفاعها بينما تزداد حاجة الشعوب الأوروبية إلى مصادر طاقة للتدفئة وهو ما قد يدفع الشعوب الأوروبية إلى عدم الترحيب بتقديم مساعدات لأوكرانيا لاستمرار الحرب هناك في الوقت الذي تعاني فيه تلك الشعوب من أزمات اقتصادية داخلية.

ويختتم الكاتب مقاله موضحاً أن تلك الأوضاع دفعت العديد داخل حلف شمال الأطلسي إلى الدعوة للبحث عن حلول تفاوضية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام، مؤكداً على ضرورة نبذ أي خلافات بين الشركاء الأوروبيين حول سبل إيجاد حل للأزمة الأوكرانية في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الأوكراني من ويلات الحرب.