الإثنين 3 يونيو 2024

مفكر تونسى: "مصر وتونس لا يعيشان ثورة بل مسارًا ثوريًا"

8-2-2017 | 23:12

 

 

اعتبر المفكر التونسى الدكتور فتحى التريكى، خلال اللقاء الفكرى الذى عُقد بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مساء اليوم الأربعاء، أن الثورة التونسية قلبت كل المعطيات، كونها كانت أولى الثورات الدستورية، وأن ما حدث فى تونس جاء طبقًا لدستورها، مشيرًا إلى ضرورة عدم القطع بفشل الثورتين التونسية والمصرية، أو نجاحهما بنسبة 100%، بل اعتبارهما أنهما ما زالتا فى خطواتهما الأولى.

 

موضحًا أن الثورة المصرية الفرنسية نجحت بعد 80 عاما من قيامها، ولذلك فالعرب لا يعيشون ثورة بل مسارا ثوريا متواصلا، يمكن أن يسير إلى الأمام أو ينقلب إلى اليمين أو اليسار.

 

وتابع "التريكى": "لذلك لا نستطيع القول إن الثورة لم تنجح، لأن هذا حكم غير معقول، ولكن نقول إن الثورة بدأت تبنى أشياء جديدة، مشيرًا إلى أن الثورة فى تونس أوجدت ديمقراطية، أفضل من ديمقراطية أمريكا وفرنسا، ولكن هل سيدوم ذلك؟ بالطبع لا، لأننا فى مسار ثورى".

 

ونفى "التريكى" أن يكون ما حدث فى ليبيا أو سوريا أو اليمن، ثورات، معتبرًا أنها تدخلات أجنبية لأمور جغراسياسية، بالإضافة لضعف وهشاشة المؤسسات، وأن ما أنقذ تونس ومصر، المؤسسات القوية والدستور.

 

وأشار "التريكى" إلى ضرورة التصالح مع الجماعات الإسلامية واستيعابهم وهضمهم، موضحًا أنه أسس رؤيته تلك على مستويين، مستوى نظرى، وآخر عملى، والنظرى، يعنى قبول الآخر بفكرة العيش معًا، دون إقصاء لأى أحد، وهو مستوى قائم على أساس عقلى وليس وجدانيا، فإذا قبل الآخر هذه القاعدة فمرحبا به، وإذا استعمل العنف وخرج على نطاق العيش أصبح إذن عدوا، لأن العيش المشترك لا يقبل العنف، مشيرًا إلى أن التكفير حرب، والتكفير وجدانى وحربى وعنيف.

 

وحول ما يتعلق بالإسلام السياسى، فقال: "إذا كان لدى المنتمين للإسلام السياسى القدرة أن يصبح سياسيًا أكثر من إسلاميًا، عندئذ هناك إمكانية للعيش معا والتحاور، وليس هناك ضرر فى هذا الميدان لأنه سياسى، فإذا ترك الشريعة جانبًا، واستعمل السياسة كما يفعل السياسيون، هنا نستطيع التعامل معهم، كما الأحزاب السياسية.

 

مضيفًا: "الإسلام السياسى، والشيوعية، انتهت وتحطمت، لأنها عاشت شيئا فشيئا على أساس فكرة الوحدانية".