السبت 1 يونيو 2024

إعادة صياغة الكرة المصرية على الطريقة البلجيكية

مقالات10-6-2022 | 02:22

جدل كبير في الشارع المصري، بعد الهزيمة المريرة لمنتخب مصر لكرة القدم أمام نظيره الإثيوبي في الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية "كوت ديفوار 2023"، والتي كان يستبعدها البعض، بينما تمنيتها لتكون صدمة تجعلنا نقف لوضع حل جذري للواقع الذي تعيشه كرة القدم المصرية وتصحيح مسارها. واتجهت الآراء معظمها، مطالبة بإقالة اتحاد الكرة، الذي اختار إيهاب جلال مديرًا فنيًا للمنتخب، بعد رحيل كيروش الذي فشل في الفوز بكأس أمم أفريقيا "الكاميرون 2022" وفي التأهل لنهائيات كأس العالم 2022، وقد يكون هذا صحيحا، لكن الأهم هو أنناقد اعتدنا رؤية وجوه محددة تدير الرياضة المصرية، في السر والعلن، بأفكار مستنسخة دون أي خطط حقيقة للتطوير. في العام 2005، واجه منتخب مصر نظيره البلجيكي في مباراة ودية على ملعب استاد القاهرة الدولي، وكان يقود منتخبنا حسن شحاتة بعد رحيل تارديللي، الذي فشل في التأهل لكأس العالم "ألمانيا 2006، وحققت مصر مفاجأة صادمة لمشجعي بلجيكا، بالفوز برباعية نظيفة، وهو ما دفع مجلس إدارة اتحاد كرة القدم البلجيكي لتقديم استقالته، وجاء اتحاد جديد استعان بالخبير البلجيكي ميشيل سابلون، الذي وضع خطة طويلة الأجل واضحة المعالم للنهوض باللعبة في بلاده. وبدأ سابلون في إعادة صياغة المنظومة الكروية في بلجيكا، وركّز على قطاعات الناشئين والأكاديميات، التي أخرجت فيما بعد لاعبين منهم هازارد ورفاقه، واستعان بأمهر المدربين والخبراء لاختيار مواهب حقيقية لمشروعه الجديد، إضافة إلى إعداد منتخبات الشباب لتكون ضمن العشرة الأوائل في العالم، وهدفه من ذلك أن تصبح بلاده ضمن المصنفين الأوائل على مستوى العالم. وكانت المحصلة أن منتخب بلجيكا حقق أفضل نتيجة له في خلال مشاركاته الـ13 بكأس العالم، حيث نال البرونزية في روسيا 2018، واحتل صدارة الترتيب العالمي، وحاليًا في المركز الثاني عالميًا والأول أوروبيًا. وبعد مرور 17 عامًا على إطلاق شرارة نهضة الكرة البلجيكية، التي أشعلها منتخب مصر، بات لزامًا علينا السير على نهج التجربة البلجيكية، التي قامت على إسناد المهام إلى الكوادر الأكفاء وإبعاد المنتفعين وإثقال خبرات المدربين وتوسيع قاعدة ممارسة اللعبة. وفي مصر، نعلم أن الأكاديميات "سبوبة" للأندية وبعض الأشخاص، ومدربي الناشئين معظمهم لاعبين حديثي الاعتزال، والإعلام الرياضي في حال لا يسر، والمشهد يتصدره أصحاب المصالح، ونحن أمام فرصة ذهبية لتغيير هذا الواقع الأليم، وننتظر أن يضع الجميع مصلحة مصر أولًا وأخيرًا أمامهم، والإطاحة بمَن يبحثون عن "اللقطة".