السبت 18 يناير 2025

مقالات

الخطاب الرئاسي المصري تجاه القضايا الاجتماعية (6)

  • 13-6-2022 | 17:11
طباعة

انتهت الدراسة المهمة التي أعدها الباحث د. أحمد شحاته عبد الفضيل عبيد المدرس بكلية الإعلام جامعة بني سويف للتحليل التداولي للخطاب السياسي الرئاسي إلى تركيز تحليل الخطاب المعاصر على الدور الأساسي للسياق، لفهم دور النص وتأثير الحديث في المجتمع، حيث لا تمارس خطابات السلطة نفوذها خارج نطاق السياق فحسب، وإنما للظروف السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية المحيطة، أثر كبير في تشكل الخطابات والحكم عليها، وقياس مدى تأثيره في الجمهور.

    ففيما يتعلق بإنتاج الخطابات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، نلاحظ اختلاف الخطاب السياسي في محتواه، باختلاف السياق السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وإن كان الطابع الغالب هو الخطاب العاطفي الارتجالي العامي، وذلك لحرصه علي مخاطبة المواطنين باللغة التي تشترك في فهمها كل الفئات والشرائح الاجتماعية، كذلك ربط الرئيس أولوياته خلال الفترة الرئاسية الثانية والتي بدأت من عام 2018 وتستمر لمدة ست سنوات، علي بناء الإنسان وتنمية المجتمع سياسيا، واجتماعيا، وصحيا، وتعليميا، وثقافيا، وهو ما انعكس بالفعل علي إنتاج خطب الرئيس محل الدراسة.

     ففي عهد الرئيس انطلقت الاستراتيجية القومية لبناء الدولة "مصر 2030" لتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة حياة المواطن، وتطوير الصحة والتعليم، وهو ما يتوافق مع النظام الجديد للتعليم، والاستعداد لبدء التطبيق التجريبي لنظام التأمين الصحي الشامل، حيث ظهر جليا في خطابات الرئيس تأكيده الدائم علي وضع شبكة حماية اجتماعية، للتعامل مع الآثار السلبية الضاغطة للإصلاح الاقتصادي على الفقراء ومحدودي الدخل، مع إعادة توجيه مخصصات الدعم والرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر استحقاقا لها، خصوصا مع تخاذل الحكومات السابقة عن إجراءات إصلاحية اقتصادية جادة، وبالأخص لدي منظومة الدعم والتي تتعارض مع مفهوم العدالة الاجتماعية.

     وفيما يخص قضايا المرأة، نلاحظ حرص الرئيس في خطاباته علي الحديث عنها ودعمها وتمكينها سياسيا، اقتصاديا، واجتماعيا، وصحيا، ودعوته المستمرة إلي تغيير النظرة المجتمعية التقليدية للمرأة، والمساواة بين الجنسين، وذلك في ضوء اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، أما عن ذوي الإعاقة فتظهر الخطابات الرئاسية أهميتهم كونهم قوة فاعلة إيجابية ومؤثرة في المجتمع، من خلال التأكيد الدائم علي إنهاء كافة أشكال التمييز نحوهم، وإدماجهم في العمل السياسي التنموي، ويأتي ذلك كله بعد إعلان  2018 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، والتصديق علي القانون رقم 11 لسنة 2019 بشأن المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة.

     أما محور العدالة الاجتماعية، فنجد اهتمام الدولة بالقضاء علي العشوائيات، وتطوير شبكة الطرق، وبناء وحدات الإسكان الاجتماعي، وتطوير منظومة التموين، ودعم المنتجات الغذائية للفئات المستحقة، وهو ما ظهر في خطب الرئيس بتدشين مبادرات رئاسية كتكافل وكرامة، لدعم ملايين الأسر المصرية البسيطة، ومبادرة حياة كريمة لتحسين مستوي المعيشة، والخدمات في المناطق الأكثر فقرا والصعيد بعد تهميشها طوال الثلاثين سنة الماضية.

     كما أشار الخطاب الرئاسي أيضا بأن السبب الرئيسي في ضياع التنمية وتآكل ثمارها، والمشكلات التي يعانيها المجتمع ناجمة بشكل أساسي عن الزيادة السكانية الكبيرة التي تعجز الدولة عن مواكبتها، وتعجز عن استيعابها، خاصة مع ضعف الموارد، حيث تطرق الرئيس في خطبه إلي عدم نجاح الدولة المصرية طوال السنوات السابقة في إحداث تناسب بين معدلات الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي.

     من هنا نلاحظ تنوع واختلاف السياقات التي احتضنت هذا الخطاب، وأسهمت في بنائه ونسجه على أساليب محددة، تراعي خصوصية هذه السياقات وتنوعها، وتداخلها بين ما هو سياسي، واجتماعي، وثقافي، ونفسي، وتاريخي.

    وتعد القصدية أحد المقومات الأساسية للخطاب باعتبار أن لكل منتج خطاب غاية يسعي إلي بلوغها أو نية يرد تجسيدها، عن طريق الحجج المستخدمة، فهي مؤشر من أهم مؤشرات المعني، وفضاء دلالي يسمح للنص بإفراز دلالته الخاصة به.

   وهنا سعت الدراسة للتعرف علي القصد من الخطاب الرئاسي، حتي نتمكن من تحديد المعاني المقصودة والضمنية التي يريد الرئيس إيصالها وتمريرها، عبر جملة من الرسائل المبثوثة في الخطاب، حيث تبين من خلال تحليل الخطب الرئاسية وجود أهداف يسعي إليها الرئيس في خطاباته، من خلال مجموعة من الاستراتيجيات اللغوية داخل العملية التحليلية للخطاب الرئاسي التداولي، منها أسلوب التبرير وجاءت هذه المبررات للربط بين الأسباب والنتائج في إطار من التعاون بين رئيس الدولة ومؤسساتها وشعبها، فعلي سبيل المثال:" لقد انتقلنا بخطى ثابتة.. بفضل المولى عز وجل، ووعي ومساندة الشعب المصري العظيم.. من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة وتثبيت أركانها، إلى مرحلة البناء والتعمير والتنمية.. أن مصر قد وجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية مدعومة باصطفاف ودعم شعبها العظيم للاستمرار في العمل والتطوير والبناء والإصلاح لمجابهة التحديات التي طال أمدها في الدولة".

    أيضا جاء أسلوب التبرير في سياق من الترتيب المنطقي وتفعيل العلاقة السببية بين السبب والنتيجة للربط بين أهمية تنظيم سعر رغيف الخبز، وبين تنمية الريف المصري وتحسين التغذية المدرسية لأبنائنا، حيث ذكر الرئيس:" الوقت قد حان لزيادة ثمن رغيف الخبز المدعم والذى يباع بـ 5 قروش... الـ 8 مليار جنيه الخاصين بالتغذية لازم يتوفروا.. واحنا بنعمل برنامج "حياة كريمة" لتطوير الحياة داخل الريف.. ولازم يكون فيه عطاء متوازن"

وجاء أيضا أسلوب التبرير للربط بين المشكلة والحل في تسويق المشروعات القومية، والمدن الجديدة للنهوض بالبلاد، وتحسين حياة المواطنين، فمثلا قال الرئيس:" وما بين مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين في كل ربوع الوطن، وإسكان اجتماعي يوفر المسكن الملائم لشبابنا، وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات، وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية، وزيادة للرقعة الزراعية، وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطني الأعظم لتنمية الريف المصري "حياة كريمة"، والذي نسعى من خلاله.. إلى تحسين جودة الحياة لحوالي ٥٨ مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ ٧٠٠ مليار جنيه".

    وأخيرا تم توظيف أسلوب التبرير في إطار تحويل الانتباه نحو ضرورة الاهتمام بالرؤية المستقبلية للأجيال القادمة، من خلال إجراءات الإصلاح الاقتصادي، فمثلا: "اقتحمنا مشكلات، وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادي، كان بطله هو المواطن المصري الذي تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية، متفهما أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

      ومن ضمن الأساليب التي اعتمد عليها قصدية خطابات الرئيس أسلوب المكاشفة والمصارحة مع الشعب والذي تميز به الرئيس منذ توليه الحكم، فدائما ما يحرص الرئيس على مصارحة الشعب المصري بالحقائق، وعرض المشكلات والأزمات، ومكاشفته بحقيقة الأوضاع الاقتصادية في مصر، خصوصا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وذلك باستخدام لغة سهلة وبسيطة وجماهيرية بينه وبين شعبه، ومن أهم القضايا التي اعتمد الرئيس علي المصارحة ملف الدعم بعد كشفه عن العديد من المواطنين الغير مستحقين منضمين لمنظومة الدعم، في حين وجود آلاف الفقراء المحتاجين لهذا الدعم، فمثلا قال الرئيس:" حان الوقت لزيادة ثمن رغيف الخبز والذى يباع بـ 5 قروش.. مش معقول أدى 20 رغيف بثمن سيجارة... محدش يعرف الـ "5 صاغ.. هنا إحنا مش بنأمن الجلوس على الكرسى.. إحنا نحمل أمانة الحفاظ على حياة الناس ومستقبلها".

    أيضا من الملفات التي حرص الرئيس علي المصارحة فيها، هي قضية الزيادة السكانية وخطورتها علي التنمية وآثارها السلبية علي ارتفاع الأسعار وفرص العمل، كما جاء في خطابه: "لما نيجي من 2011 إلى اليوم ما يقرب من 20 مليون زيادة ، طيب يا ترى الأسعار بتبقي غالية ليه لأن حجم الطلب بيزيد.. وبالطريقة اللي إحنا ماشيين فيها في النمو السكاني كل الجهد اللي بنعمله.. إحنا مش بنمن على أهلنا وده دورنا ولو مش قادرين نمشى"، أيضا حديث الرئيس عن الإسكان الاجتماعي وتطوير العشوائيات بقوله:" أنا قعدت 50 سنة أدرس الكلام ده.. البلد دي لازم والناس تعيش بشكل آدمي".

    كما اعتمد الخطاب الرئاسي في مقاصده علي أسلوب مخاطبة وجدان الناس وإثارة حماسهم، بهدف بث روح الأمل والطمأنينة في نفوس المصريين، سواء باستنفار واستثارة الحس الوطني، ففي عبارته ذات البعد الوطني والقومي: "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا" يستنفر الروح الوطنية في مواجهة التحديات باستدعاء التاريخ الحضاري، والتفرد الأممي لمصر بين الشعوب والدول؛ أيضا حشد العقل والشعور الجمعي للشعب والأمة، باستبعاد ضمير الذات الشخصية في خطاباته (الأنا)، وإحلال ضمير الأمة والشعب تعبيرًا عن القضايا المثارة، كما في عبارة: "إحنا المصريين"، "إحنا يا مصريين"، وأخيرا إلهاب الشعور والعقل الواعي لدى المتلقي بالختام التعبيري القوى الملخص للخطابات، مع تكراره بعبارة: "تحيا مصر" "تحيا مصر" "تحيا مصر"، التي تكون الانطباع التذكيري السياقي في نفس المتلقي.

    كما اعتمد الخطاب الرئاسي في مقاصده علي أسلوب التوعية والإرشاد، خصوصا وقت الأزمات، للتأثير في سلوكيات الجمهور، ولتشكيل وعي حقيقي للمصريين٬ وتحديدا أزمة كورونا، حيث حرص الرئيس في خطاباته علي توعية المصريين وإرشادهم بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، قائلا:""إحنا على أعتاب الموجة الرابعة، من فضلكم ننتبه أكثر للإجراءات الاحترازية نخلي بالنا، وبقول للمصريين من فضلكم تجاوبوا معانا.. ساعدونا حتى نحافظ على ما وصلنا إليه ونحد من انتشار الفيروس"، وأيضا الاعتماد علي توعية الشعب المصري بأهمية الحفاظ علي صحة أبنائهم حتي لا يعانوا من السمنة، قائلا: "لازم يكون في ثقافة الناس من خلال مراقبة حقيقية لوزن أولادهم.. ومدى الكفاءة الصحية من خلال نظام غذائي صحى ويمارس الرياضة ويمارس أنشطة رياضية مناسبة طبقا للهوايات لو أمكن".

     أخيرا حرص الخطاب الرئاسي في مقاصده علي الإخبار بتقديم المواطن كافة المعلومات الخاصة بأي قضية بشفافية ووضوح للمواطن، سواء التحديات التي تواجه الدولة المصرية، أوخطط التنمية التي وضعتها الدولة.

     ویمثل الحجاج مستوى من مستويات التحليل التداولي، وآلية من آليات الإقناع، بل هو أقوى أساليب التأثير والإقناع، والاستدلال، والمحاورة واستحضار الطرف الآخر المشارك في الدخول في علاقة استدلالية تخاطبیة مع الغیر.

     فمن خلال الرصد والتحليل برز دور الخطاب الرئاسي في إقناع الجمهور، باستخدامه كل الوسائل الحجاجية الشكلية من حيث (الأسلوب)، والمعنوية من حيث (المضمون)، لاستمالته قصد التأثير فيه، وتغيير مواقفه، وذلك بتقديم أدلة وبراهين وحجج قوية.

   ومن أهم الوسائل اللغوية للإقناع الواردة في الخطاب الرئاسي، فتمثلت في أسلوب النداء، وذلك لجذب انتباه المواطن، وللتنويه بشأن الكلام الوارد بعد النداء، كذلك استدعاءه لأمر أو طلب ما، علي سبيل المثال: "يا جماعة بقول ثقافة البناء على الأراضي الزراعية لابد أن نواجهها"، "أيها الشعب الأبي الكريم.. أقف متحدثًا إليكم اليوم"، أيضا أسلوب الاختصاص من خلال مخاطبة الرئيس لفئة محددة من الشعب، كالمرأة أو الطبيب، كما هو موضح في المثال التالي:" فأنتم ملائكة الرحمة ويد الله في إنقاذ البشرية"،" أنت البطلة فى نجاح سياسات الدولة وخططها"، أيضا من الوسائل اللغوية التي تم توظيفها أسلوب الدعاء في خطابات الرئيس، لما لها من تأثير عميق في نفوس الجمهور، وذلك بدعوة الله سبحانه وتعالي لحمايه عباده وجلب الخير لوطننا، علي سبيل المثال:" وفقنا الله جميعًا، لما فيه الخير لهذا الوطن العظيم، "كفى بالله وكيلا"، أيضا أسلوب التوكيد واستخدام أدواته في الخطب، وذلك لتأكيد المعني الوارد وإزالة الشك واللبس، كما قال الرئيس:"لن نحط بطاقة تموين تاني لأكثر من فردين في اللي فات"، "فقد أصبحت المرأة المصرية نموذجا يحتذى به في جميع المحافـــل الدوليـــة"،" "إنَ التحدي الخاص بتحسين أحوال المواطنين ليس تحدى للحكومة فقط ..."،" أن الإنسان المصري هو أهم وأغلى ما نمتلكه من ثروات"، كذلك استخدام العديد من أدوات الربط في الخطاب مثل: (كما-لكي-ثم-ماعدا-لذلك-أيضا-إلي جانب-علي جانب آخر-كذلك...) حتي يظهر نص الخطاب متماسكا ومترابطا، ولتحقيق المعني النحوي والدلالي لها، حتي يتم إقناع الجمهور بالرسالة المراد توصيلها بسهولة.

    ومن الوسائل اللغوية الأخرى أسلوب التمني، حيث يعتبر أحد الأساليب الإنشائية التي تعمل على توضيح المعنى الذي يقصده قائل الخطاب، فمثلا:"والله العظيم لو كنت اقدر أجيب من السما واديكم لكنت عملت"، "مش هفرح إلا لما كل الشغل يخلص.. وبعدين دخل المواطن يصل 10 و20 ألف جنيه في الشهر يمكن ساعتها أكون مرضى"، كذلك أسلوب التوجيه الإلزامي وصيغته اللغوية الأمر، كما جاء في الخطاب: "لما أقولك تعالى اسكن فيها تقولي لا افضل جنب عائلتي.."، هنا نجد توجيه من الرئيس للمواطنين بضرورة التوجه إلي المدن الجديدة وترك العشوائيات، أيضا "تلك المعركة تلزمنا أن نصطف جميعا حول الوطن.. فلنعمل ونجتهد سويا للارتقاء بهذا الوطن الحبيب"، وهو ما يدل علي دعوة الرئيس باستمرار بضرورة العمل المستمر من أجل النهوض بالبلد.

   ومن أهم الوسائل اللغوية للإقناع السؤال والذي يتخلل التركيب اللغوي للسؤال عناصر تكون فاعلة في بعدها العقلي الإقناعي وبعدها التأثيري، وقد يكون غرض السؤال توصيل انطباع إلي المخاطب كالاستنكار والتعجب، فعلي سبيل المثال:" ولما نشوف رقم 3.4 مليون طفل يعانون من السمنة.. هل فيه رعاية سواء في المدرسة؟.. هل يمارس الرياضة؟"، "يا ترى محتاجين نستمر بالنمو السكاني بالطريقة دي؟"، أيضا تم توظيف أسلوب التكرار سواء بشكل لفظي أو معنوي وذلك لتأكيد المعاني وترسيخها في ذهن الجمهور، فمثلا كرر الرئيس مفردة التخلف لفظيا ومعنويا أيضا باستخدام ألفاظ مترادفة (الجهل-قلة الوعي..) فمثلا: "عندنا إشكالية بقول عليها دايما "التخلف" أو متاهة التخلف، وبعتقد أن المتاهة دي أسبابها الجهل، والفقر، وقلة الوعي، وبالمناسبة التلات حاجات دول ليهم تأثير متبادل، مش هنقدر أبدا محاربة الجهل إلا اذا كان لدينا قدرات اقتصادية، كذلك تكرار عبارة تحيا مصر أكثر من مرة في خطاباته، وذلك لإلهاب الشعور والعقل الواعي لدى المتلقي بالختام التعبيري القوى الملخص للخطابات، والتي كونت الانطباع التذكيري السياقى في نفس المتلقي.

      كما اعتمد الخطاب الرئاسي على الكثير من أساليب الإقناع البلاغي، باستخدام الاستعارة، والتشبيه، والكناية، والمجاز، وذلك لممارسة كافة أنواع التأثير الإقناعي علي المتلقي لإقناعه بفكرته، فعلي سبيل المثال: "هناك أشياء كثيرة لو اهتمينا بها سنجد النبت الجميل يكبر"، "إن الأحلام لا تسقط بالتقادم".. ونحن اليوم نخوض معركةَ لا تقل ضراوة.. معركة البناء"، "أنكن درع مصر وصمام أمانها.. ومفتاح مستقبلها"، "إن وطنكم يتطلع حالياً لسواعدكم الفتية وجهودكم الصادقة لاستكمال طريق الإصلاح"، "أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية ومحرك التنمية".

 يتضح مما سبق الاستخدام العميق للمفردات والعبارات، في الخطاب الرئاسي، والتي تم فيها توظيف الأبعاد المعرفية والاجتماعية والنفسية، لتحقيق الهدف المنشود وهو التأثير على المتلقي.

 

 

الاكثر قراءة