الإثنين 29 ابريل 2024

الدكتور أيمن سالم : تقلبات “الربيع والصيف” تزيد من حساسية صدر الأطفال

.

20-6-2022 | 17:55

حوار أمانى عزت

مع دخول فصل الربيع وبداية الصيف تزيد فرصة إصابة الأطفال بحساسية الصدر التى تعتبر من الحالات الشائعة بشكل كبير فى الآونة الأخيرة وقد ذكرت الإحصائيات الحديثة أن نسبة الصغار المصابين بهذه المشكلة بلغت حوالي 27 % من الأطفال فى جميع دول العالم  وحوالي من 55 % إلى 83 % من الأطفال المصابين بحساسية الصدر يعانون السعال والالتهاب المزمن فى الشعب الهوائية،  وذلك حتى بلوغهم سن 5 سنوات.
 بالإضافة إلى  أن أعداد المصابين بحساسية الصدر لدى الصغارفى زيادة مستمرة ،حيث أظهرت الإحصائيات الجديدة أن عدد الأطفال المصابين بهذا المرض فى الدول العربية يبلغ 33 %، وتستقبل غرف الطوارئ منهم حوالي 85 % للعلاج السريع.
“طبيبك الخاص” التقت الدكتور “أيمن سالم” أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني  ليوضح لنا أسباب انتشار حساسية الصدر والأعراض التى يجب على كل أم الانتباه إليها ، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها؟ 
- فى البداية ما الأسباب التى تؤدي إلى إصابة الطفل بحساسية الصدر؟
- يتوفر العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمشكلة حساسية الصدر لدى الأطفال، ويجب على الأم معرفة هذه المسببات جيدا حتى تتجنبها، وتقي الصغير فرص الإصابة بهذه المشكلة التي تجعل الطفل فى حالة عدم راحة مستمرة وبكاء مزعج من ضيق التنفس الذي يلاحقه وخاصة فى فترات الليل ويمثل العامل الوراثي المسبب الرئيسي لمشكلة حساسية الصدر لدى الأطفال فعندما يكون أحد الأبوين من المصابين للمرض أو الحاملين له يصبح هناك فرص واحتمالات كبيرة لإصابة الطفل بالحساسية ويفسر العلماء ذلك بوجود جينات وراثية تجعل الرئة أكثر حساسية للعوامل البيئية، وقد يكون من أسباب حساسية الصدر انخفاض وزن الطفل عند الولادة  وتناول بعض الأطعمة يحفز على ظهور هذا المرض ومنها البيض والشوكولاتة وبعض الأغذية الأخرى ، كما ثبت أن تنفس الطفل لبودرة “التلك” من العوامل الخطيرة التي يمكن أن تتسبب فى هذه المشكلة لأن الأم تعتني بطفلها من خلال وضع هذه البودرة على جسمه لوقايته من حساسية الجلد والتخلص من الحبوب والبثور والالتهابات التي تظهر وتصبح فرص استنشاق الصغير لهذه البودرة كبيرة ، مما يكون له أبلغ الضرر على الجهاز التنفسي وظهور هذه الحساسية.
وتمثل إصابة الرضيع بالتهابات فى الجهاز التنفسي فى الفترات الأولى من حياته أحد الأسباب القوية لحدوث مرض حساسية الصدر المزمنة وتفاقم علامات المرض تعتمد على ارتفاع معدل تعرض الطفل للمثيرات والمهيجات التي لها تأثير سلبي كبير على الشعب والممرات، وتؤدي إلى انسداد وتضيق هذه الممرات بصورة كبيرة محدثة التهابات وحساسية الصدر.
- ما هى الأعراض الأكثر شيوعا لحساسية الصدر؟
- يصدر عن هذه الحساسية صوت أزيز مصدرة صدر الطفل والكثير يلاحظ ذلك عند حمل صغير وهي تمثل التهابا يحدث داخل الجهاز التنفسي‏ ،ويسبب الضيق فى التنفس والكثير من المشاكل الأخرى مثل نوبات من السعال المتكرر والتي تزيد عند اللعب أو الضحك وخلال فترة الليل التنفس بشكل سريع، وجود ألم فى  الصدر، كما يصدر من الطفل صوت صفير عند التنفس ،شد فى عضلات الرقبة والصدر، والشعور بالضعف العام والإعياء، وعدم القدرة على استنشاق الروائح مثل العطور بالإضافة لبعض الأعراض المزعجة مثل زيادة إفرازات البلغم والمخاط التي يزيد الحالة سوءا، كما يصاب الصغير بالأرق وقلة النوم وتزيد الأعراض وبقسوة  فى فصل الشتاء وغالبا ما يتغيب الطفل عن المدرسة ويتأخر فى تحصيل دروسه.
- هل هناك عوامل أو مثيرات تزيد من الإصابة بالحساسية؟
- من السهل إثارة الجهاز التنفسي لدى الأطفال المصابين بالحساسية ، مما يؤدي إلى حدوث التهابات وضيق بالشعب الهوائية وبالفعل هناك بعض العوامل والمثيرات التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية لدى الأطفال وظهورها، والتي يجب تجنبها ومنها التعرض إلى المهيجات والملوثات التي توجد فى الهواء،والإصابة بالالتهابات فى الجهاز التنفسي مثل أمراض البرد والأنفلونزا،والتعرض إلى الارتجاع المعدي،والتغير فى الأحوال الجوية،والحساسية تجاه حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة،وتجنب تعرض الطفل إلى الدخان أو الأتربة ، كما أن بعض الأغذية لها دور فى تهييج الجهاز التنفسي وخاصة التي تحتوي على الألوان الصناعية والإضافات ومكسبات الطعم والرائحة.
- تحدثنا عن المثيرات للحساسية ..فكيف يمكن حماية الطفل من الإصابة بها؟
- بالبعد عن المثيرات التى ذكرناها بالإضافة إلى الحرص على إعطاء  الطفل لقاح الأنفلونزا الموسمية، الذي يحمي الطفل من التعرض إلى نزلات البرد والتي تؤثر على الطفل المصاب بحساسية الصدر وتجعله يصاب بالمضاعفات،والتقليل من استخدام مكيفات الهواء نظرا لأنها تؤثر بالسلب على الطفل المصاب بحساسية الصدر نتيجة تغير الهواء فى المنزل بين بارد ودافئ، ولذلك ننصح بفتح النوافذ فى الصباح بعد القيام من النوم حتى يتم معادلة درجة حرارة الجو بالغرفة أو المنزل، ولا يتعرض الصغير لتغيير مفاجئ فى درجة الحرارة يسبب تهيج الجهاز التنفسي.
ويجب منع تعرض الطفل للتدخين السلبي بشكل كامل، خاصة لدى الآباء والأمهات المدخنات، كما ينبغي تجنب الأدخنة بكافة أنواعها سواء المنبعثة من المطبخ وزيوت الطهي أو دخان الحرائق والخشب، ويجب الحرص على تناول الخضراوات المهمة لتقوية الجهاز المناعي ومنها الخس والجرجير والفلفل والسبانخ وتناول أنواع من الفواكه بشكل يومي وخاصة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي المهم لتقوية الجهاز المناعي ،مما يقلل من ظهور الأعراض المصاحبة لحساسية الصدر عند الأطفال ومن هذه الفواكه الكيوي والبرتقال واليوسفى والجوافة،والحرص على تناول المشروبات العشبية الدافئة ، والتي تقلل من تهيجات حساسية الصدر ومنها اليانسون والنعناع ،وعدم استخدام العطوروالمبيدات الحشرية التي تهيج حساسية الصدر عند الأطفال، والحرص على تهوية المفروشات بالمنزل للتخلص من الغبار العالق بها، والذي يعتبر من مسببات حساسية الصدر والحرص على المتابعة الطبية لتقديم الرعاية للطفل من خلال وصف الطبيب للأدوية.
- كيف يتم علاج حساسية الصدر؟
- يتوفر الكثير من طرق العلاج لمرض حساسية الصدر لدى الأطفال، وغالبا مايعتمد على استخدام البخاخات،وإعطاء الصغير الأدوية الموسعة للشعب الهوائية ،وكذلك المضادات الحيوية فى الحالات القاسية وانصح  باستعمال جهاز البخار والذي يخرج منه بخار الماء الدافئ المضاف إليه بعض الأدوية وهو جهاز يوضع على فم وأنف الصغير فترة بسيطة من الوقت ،حيث يتنفس الصغير عبر هذا الجهاز موادا موسعة للشعب تم إذابتها فى المحاليل الملحية.
- هناك أطفال كانوا مصابين بحساسية الصدر ولكنها اختفت لديهم فى الكبر..هل معني هذا إنه مرض يمكن الشفاء منه؟
- هذه الحالة المرضية تسمي بالربو الكاذب لأنها تختفي وتزول لدي الطفل المصاب كلما كبر فى العمر، حيث تزيد مناعته وتنضج بشكل كاف يمكنها من أداء دورها فى محاربة الحساسية، بالإضافة إلى نمو الشعب الهوائية بصورة جيدة يجعلها تنتصر على هذا المرض  بفضل زيادة اتساع الشعب الهوائية وزيادة نموها لتؤدي عملها بكفاءة طبيعية وخاصة إذا مارس الطفل الرياضة وبصفة خاصة السباحة لأنها تعمل على توسيع الشعب الهوائية. 
 ولكن يمكن أن تستمر هذه الحالة مع عدد قليل من الصغار وتصبح مرض الربو فى المستقبل، ولذلك يجب اهتمام الأم بحالة طفلها لأن فرصة إصابته بمرض الربو قائمة رغم اختفاء الأعراض فلابد أن تبعد صغيرها عن العوامل التي تهيج هذا الاستعداد لحدوث المرض ،لأن عدم الاهتمام بالمشكلة وإهمال علاجها يتسبب فى إصابة الطفل بالتهابات مزمنة داخل الشعب الهوائية يمكن أن يستمر معه طوال حياته.