تتزامن الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو هذا العام، مع اضطراب عاصف فى المشهد الدولى سواء على مستوى السياسة أو الاقتصاد.. فلم يعد خافيًا على أحد تأثير تلك الأزمات على المدى القصير والطويل، وما قد تخلفه من تغير فى العلاقات الدبلوماسية والعسكرية أو التحالفات الاقتصادية بين مختلف دول العالم.. من هنا يتعاظم مفهوم الدولة الوطنية واستقلال القرار الوطنى.. وهما مبدأين رسختهما مصر وكانا بمثابة ركيزة أساسية لتحركاتها ورؤيتها داخليا أو فيما يتعلق بمحيطها الإقليمى خلال السنوات التسع الماضية.
فبعد ثورة الأمة المصرية فى الثلاثين من يونيو 2013، ضد جماعة الظلام السرطانية التى كانت تعتبر الوطن حفنة من التراب، بدأت الدولة المصرية فى إعادة بناء مؤسساتها، وفى الوقت ذاته أعلنت دعمها للمؤسسات الوطنية فى الدول التى عانت اضطرابات هددت مفهوم الدولة الوطنية داخلها.. وأصبح النموذج المصرى بعد الثلاثين من يونيو والذى رسمت ملامحه خارطة الطريق المعلنة فى 3 يوليو 2013، هو المرجع الذى طبقته العديد من الدول فى الإقليم لتحقيق الاستقرار، وفرض سيادتها على آراضيها.
عامًا بعد الآخر يكتشف المصريون أن ثورتهم فى الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد حركة عابرة أو فوران وقتى.. وإنما كانت يقظة للوعى الجمعى لأمة قررت الخلاص من مستقبل مظلم، وإرادة شعبية طامحة لرسم ملامح المستقبل لإقليم كان فى مفترق الطرق.