للوهلة الأولى قد يتبادر إلى ذهنك مشاهد الحرائق التى ضربت مدينة الضباب مؤخرًا جراء الارتفاع القياسى فى درجات الحرارة ضمن 15 منطقة عانت من الحرائق بمختلف أنحاء بريطانيا. فى مشهد وصفه رجال الإطفاء هناك بـالجحيم المطلق.
لكن واقع الأمر يؤكد أن تلك الحرائق وما خلفته من خسائر، وخلقته من حالة طوارئ واضراب فى المرافق عبارة عن حلقة جديدة فى سلسلة أزمات متتالية تطوق عنق الإدارة والمواطن فى دولة من أعتى الاقتصاديات العالمية وأكثرها استقرارا نتيجة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا.
بريطانيا تعانى من ارتفاع معدل التضخم لأعلى مستوى منذ 40 عاما بسبب زيادة أسعار الوقود والذى يتوقع أن يشهد زيادة جديدة أكتوبر المقبل، مما سيؤدى لاستمرار ارتفاع معدلات التضخم، والذى أدى لانخفاض قيمة الأجور بوتيرة قياسية - وفق بيانات رسمية - وسط تراجع قيمة الجنيه الاسترلينى لمستوايات تاريخية.. وكلها عوامل تزيد الضغط على الحكومة البريطانية والتى لم تقدم أى حلول لتخفيف أعباء المعيشة على المواطن الذى يعانى أيضا من نقص السلع.
ولا أعتقد أن المرشحيّن لخلافة بوريس جونسون فى رئاسة الوزراء ريشى سوناك، وليز تراس يملكان أى حلول لإطفاء الحرائق المتتالية؟ خاصة فى ظل تباين نظرة كل منهما للمشهد الاقتصادى المتأزم فى البلاد.. والتوقعات الأمريكية بأن تشهد بريطانيا ركودا اقتصاديا خلال العام المقبل.