الأربعاء 26 يونيو 2024

فرسان «أدب المقاومة» الفلسطينيين الذين وقفوا في وجه العدو

24-7-2017 | 15:00

في الوقت الذي يعجز فيه السلاح عن ردع العدو الغاشم، يقف القلم بموقف المدفع والكاتب بموقف المحارب، فيسجل الشاعر في قصيدته تهجير بلدته ويرصد الكاتب في روايته مقتل طفل أو امرأة، ويعرض الصحفي على العالم قضيته وثورته، ومن ثم ظهر لنا ما يعرف بـ"أدب المقاومة"، كذلك كان للقضية الفلسطينية شعراؤها وقاصّيها وكتابها الذين استطاعوا رصد مجتمعهم وعرض قضيتهم ومعاناتهم، «الهلال اليوم»  تعرض لكم أهم الكتاب الفلسطينيين :

غسان كنفاني:

يعد غسان كنفاني أحد أهم كتاب القصة في العالم العربي كما أن له منجز روائي هام كما كتب المئات من المقالات السياسية والثقافية في المجلات العربية المختلفة، وترجع شهرة الأديب الفلسطيني غسان كنفاني المولود بعكا عام 1936 إلى كتابته الأدبية التي تناولت الحياة الفلسطينية وتفاصيلها اليومية وكفاح أهل فلسطين  ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، فيقول سلمان طلال عنه :" أحفظ لغسان كنفاني انه أدخلني إلى قلب فلسطين، وقد كنت وجيلي نقف على بابها، ونحبها بلسان الشعراء من دون أن نعرفها. كذلك أحفظ لغسان كنفاني انه فتح أمامي، وجيلي، الباب لمعرفة إسرائيل معرفة تفصيلية، بأحزابها وقواها السياسية وتركيبتها الاجتماعية والتيارات الدينية ومؤسساتها العسكرية والأمني".

ويشير الناقد مهند عبد الحميد إلى شخصية غسان التي أدت إلى استشهاده في بيروت عام 1972 مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين، فيقول: " كان غسان مقاتلاً والقتال يحتمل الموت، وكان لاجئاً والعودة تحتمل الموت، وكان ملتزماً والالتزام يفترض لقاء الموت، في "مسرحية الباب" يقول عماد " لا أريد الطاعة ولا أريد الماء" أي أن الموت عطشاً أفضل من التوسل إلى مستبد ".

محمود درويش :

هو أحد أشهر شعراء الوطن العربي الذي عرف بقصائده التي مزجت ما بين الرومانسية والوطنية فكثيرا ما كانت المحبوبة هي فلسطين، الهم والوطن والقضية الذي ظل درويش يحملها على عاتق قصيدته طيلة حياته.

ولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل  قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك.

خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)، ولم يغيب عن ذاكرة درويش الصبي هذا المشهد حتى أنه سجله في قصيدته "لماذا تركت الحصان وحيدًا".

يعد درويش أحد أهم المجددين في القصيدة العربية، فكان له الفضل في أدخل كثيرا من الرمزية على القصيدة العربية كما تميزت قصيدته بالفلسفة والرؤية الإنسانية التي خرجت بالقصيدة من محليتها إلى العالمية.

قدم درويش العديد من الدواوين الشعرية التي جسدت القضية الفلسطينية وحياة الفلسطينيين ومعاناتهم اليومية في ظل الاحتلال فكانت دواوينه "حالة حصار ، أثر الفراشة ، الجدارية، العصافير تموت في الجليل .." وغيرهم الكثير، أكبر مثال على ذلك .

توفي الشاعر محمود درويش في9 أغسطس 2008 بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجرائه عملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته.

سميح القاسم :

أرتبط أسم الشاعر سميح القاسم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي 48 حتى قال عنه الناقد المصري رجاء النقاش هو " شاعر الغضب الثوري ".

ولد سميح القاسم في 11 مايو 1939بمدينة الزرقاء لعائلة درزية وتعلم في مدارس الرامة والناصرة، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.

كان والده ضابطا برتبة رئيس " كابتن " في قوة حدود شرق الأردن، وحينَ كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذُعرَ الركَّاب وخافوا أنْ تهتدي إليهم الطائرات الألمانية! وبلغَ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى أن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحينَ رُوِيَت الحكاية لسميح فيما بعد تركَتْ أثراً عميقاً في نفسه، فعلق عليها قائلا : "حسناً لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحدٌ على إسكاتي" .

كان سميح القاسم شاعر غزير الإنتاج فما أن بلغ الثلاثين حتى نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.

كما كان له إسهامات صحفية فقد ساهم في تحرير "الغد" و"الاتحاد" ثم رَئِسَ تحرير جريدة "هذا العالم" عام 1966. ثُمَّ عادَ للعمل مُحرراً أدبياً في "الاتحاد" وأمين عام تحرير "الجديد" ثمَّ رئيس تحريرها.

تعرض الشاعر سميح القاسم نتيجة لثوريته وشاعريته إلى المضايقات والصعاب الكثيرة في حياته  فسجن أكثر من مرة كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنـزلي وطُرِدَ مِن عمله مرَّات عدّة بسبب نشاطه الشِّعري والسياسي وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل، في الوطن وخارجه.

توفي الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، بعد صراع مع مرض سرطان الكبد الذي داهمه مدة 3 سنوات والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة حتى وافته المنية يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2014، بعد أن قدم للمكتبة العربية ما يزيد عن 60 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة.