الأربعاء 15 مايو 2024

د. أبو بكر النشار:مصطلح عاقر لم يعد مُخيفًا بفضل الله .. وتطور العلم

د. أبو بكر النشار:مصطلح عاقر لم يعد مُخيفًا بفضل الله .. وتطور العلم

11-8-2022 | 09:48

كتبت: أمانى عزت
الأمومة حلم كل سيدة ومع تطور العلم أصبح هذا الحلم سهل المنال، ويمكن تحقيقه مهما كانت أسباب العقم. وتعد عملية الحقن المجهرى واحدة من الحلول التى من خلالها يمكن علاج بعض حالات تأخر الإنجاب، وخاصة إذا كان السبب من الزوج.. الدكتور أبو بكر النشار أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب بنها ورئيس الجمعية الإكلينيكية للنساء والتوليد فى حوار “لطبيبك الخاص” يحدثناعن الحقن المجهرى وأسباب اللجوء إليه والفرق بينه وبين عملية أطفال الأنابيب. - فى البداية ما المقصود بعملية الحقن المجهري؟ الحقن المجهرى هو عملية جمع البويضات من الزوجة والحيوانات المنوية من الزوج وتلقيحهم فى مختبر الأجنة . - ما الحالات التى تستدعى الحقن المجهري؟ نلجأ للحقن المجهرى لأسباب كثيرة منها قلة كمية الحيوانات المنوية، ضعف حركة الحيوانات المنوية، وجود كمية كبيرة من الحيوانات المنوية غير الطبيعية ،قطع فى القناة الدافقة، وجود عوامل مناعية أو وجود القذف المنعكس. - ما الفرق بين عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري؟ أطفال الأنابيب هى أخذ البويضة ويتم تلقيحها بالحيوان المنوى ثم يتم وضعها فى رحم الأم صاحبة البويضة ولتلقيح البويضة يتم وضع 50 ألف حيوان منوى حتى يستطيع واحد أن يخترق البويضة. أما الحقن المجهرى هو نفس هذه الخطوات والفرق أننا نختار حيوان منوى واحد فقط قوى قادر على تلقيح البويضة ويحقنه الطبيب نفسه داخل البويضة تحت الميكروسكوب فإذا كانت الحيوانات المنوية سليمة وليس هناك مشكلة فى نقص فى الخلايا المنوية فنستخدم أطفال الأنابيب، ولكن لوهناك قلة فى عدد الحيوانات المنوية أو ضعف فى الحركة أو عدم قدرة الحيوان المنوى على اختراق البويضة هنا نستخدم الحقن المجهرى بمعنى أننا نستخدمه فى حالات العقم الناتج عن الرجل. - كم نسبة نجاح هذه العمليات فى مصر؟ نسبة حدوث الحمل من عمليات أطفال الأنابيب أو الحقن المجهرى تتراوح40-45%فى السن الصغيرة، وإذا زاد عمر المرأة على 35 سنة تنخفض النسبة و تكون 30-35%وإذا زاد العمر على 40سنة تقل النسبة إلى 10% لأنها بعد سن40 تنخفض نسبة الحمل وترتفع نسبة الإجهاض، نسبة الحمل والولادة لسيدة عمرها41سنة تكون7%، وفى سن 42سنة تكون5%، ونسبة حدوث الحمل والولادة لدى سيدة فى سن43 سنة تكون2.5% حتى نصل إلى سن 45 تنخفض النسبة إلى أقل من 1%ولذلك ننصح السيدات اللاتى تنوى الحمل أن تُسرع فى الحمل والولادة فى سن مبكرة لأن مع تقدم السن يحدث انخفاض شديد فى نسبة الخصوبة ونسبة استمرار الحمل وولادة طفل حيوي، وهذه المشكلة موجودة فى العالم كله ففى إحصائيات للأمم المتحدة وجدوا أن الحمل الأول فى البلد الأوروبية قد ارتفع ومتوسط السن حوالى 29 عاما مقارنة بالمستوى الطبيعى وهو من20 -22 عاما، ولذلك تحدث مشكلة العقم فى بلاد العالم المتقدم بسبب تأخر سن الزواج بالإضافة إلى أن نسبة نجاح هذه العمليات لا تصل إلى 100% من أول مرة فمتوسط حدوث الحمل والولادة بعد عملية أطفال الأنابيب أو الحقن المجهرى يحدث بعد 3 محاولات فهناك من تحمل من أول مرة وأخرى تحمل من المرة الثانية. - أليس كل بويضة ملقحة تتحول إلى جنين حقيقي؟ من المهم أن ندرك أن ليس كل بويضة تم سحبها ستتلقح وتنمو إلى جنين حيوي. - هل يجب الراحة التامة بعد عملية الحقن؟ الكثير من السيدات يعتقدن أن الراحة بعد الحقن المجهرى ستحافظ على الجنين وتثبته إلا أن هذا اعتقاد خاطئ، حيث إن الراحة التامة فى الفراش بدون أية حركة تؤثر سلبا على نتائج الحقن المجهرى ويجب الالتزام بالراحة التامة من ساعتين إلى 4 ساعات فقط بعد الحقن مباشرة ولا مانع من القيام بمجهود طبيعى فالحركة تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ومنع تجلطات الساقين مع ضرورة الابتعاد عن الأنشطة الشاقة وحمل الأشياء الثقيلة بالإضافة لتجنب بعض الأطعمة التى تحتوى على مكونات تسبب انقباض الرحم مثل التوابل والقرفة. - مشكلة تأخر سن الزواج لم تعد فى الغرب فقط أصبحت لدينا أيضا ..فماذا يحدث للسيدة التى تنجب بعد الأربعين؟ أولا: نسبة حدوث الحمل تكون قليلة وترتفع نسبة الإجهاض و قد تصل إلى 60٪بالإضافة إلى احتمالية حدوث تشوهات خلقية فى الجنين، ولذلك ننصح فى هذه الحالة بإجراء فحص طبى شامل وتحليل لمختلف الهرمونات وموجات فوق صوتية لكى نكتشف وجود تشوهات خلقية أم لا. - ما الفرق بين المرأة العقيم والمرأة العاقر؟ العقم طبقا لتعريف الصحة العالمية هو عدم القدرة على الإنجاب بعد عام من المعاشرة الزوجية غير مصحوبة باستخدام أية وسيلة من وسائل منع الحمل، والعقم يمكن علاجه لأن كثيرا من حالات العقم تحدث دون سبب جوهري، وأحيانا نجد السبب ويتم علاجه ويحدث حمل، أما العاقر هى وجود سبب لا يمكن أن يحدث معه حمل مثل عدم وجود الرحم أو عدم وجود مبيضين، لكن فى الحقيقة العلم الحديث توصل إلى طرق نستطيع أن نعالج بها مثل هذه الحالات مثل زراعة رحم وحدث حتى الآن حوالى 20 حالة ولادة من سيدات زرع لهن الرحم من متبرعات. أيضا الرجل الذى يعانى من عدم القدرة على إنتاج خلايا منوية فى السائل المنوي، ولكن الآن عن طريق الحقن المجهرى نأخذ عينة من الخصية ونخرج منها حيوانا منويا ونحقنه داخل البويضة ويحدث حمل أيضا للرجل الذى لا ينتج خلايا منوية على الإطلاق الآن هناك أبحاث فى اليابان وكوريا تجرى على الخلايا الجذعية فمن خلالها نستطيع أن ننتج خلايا منوية فأصبح مصطلح عاقر حاجة نسبية وبتطور العلم يحدث اختلاف ولا نستطيع القول بإن هذه إرادة الله فإن الله يخلق فوق كل ذى علم عليم ولكل داء دواء. كيف ترى حالات عدم الإنجاب من زوجين لكن عند انفصالهما قد ينجب أحدهما أوكلاهما من زوج آخر أو زوجة أخرى؟ هناك 15%من الأمراض تسمى بالعقم مجهول السبب نجد السيدة سليمة تماما والرجل سليم ولا يحدث حمل هل هذا يرجع إلى أن الخلايا المنوية غير قادرة على اختراق البويضة، وهنا نضطر أن نجرى عملية أطفال الأنابيب على الرغم من أن ليس لديهما مشكلة ظاهرة تمنعهما من الحمل، وهناك بعض الحالات نجرى لها العملية ولا تحمل، وبعد2-3 سنين تحمل طبيعى وهذا يرجع إلى أن البويضات بها نسبة كبيرة مشوهة والحيوانات المنوية أيضا بها نسبة كبيرة مشوهة فلابد أن يصادف حيوان منوى سليم بويضة سليمة حتى يحدث حمل. -هل تدخين المرأة وخاصة الشيشة يؤثر على صحتها الإنجابية؟ طبقا لإحصائيات الصحة العالمية هناك 250 مليون سيدة فى العالم تدخن ونسبة التدخين فى البلدان المتقدمة بدأت تنخفض بين الرجال، ولكن نسبة التدخين فى البلاد النامية مثل بلادنا مازالت فى ارتفاع وللتدخين أثر سيئ على السيدة وعلى الرجل أيضا لأنه يسبب تشوهات فى الخلايا المنوية، وبالتالى تقل فرصة قدرة الحيوان المنوى فى تلقيح البويضة، وفى السيدة يؤثر على جدار البويضة ويؤثر على هرمون داخل البويضة وتزيد فرصها فى الإجهاض فإذا كان التدخين السلبى يؤثر على السيدة وجنينها فما بالك إذا دخنت هي. كيف تفسر زيادة ولادة التوائم؟ هناك ثلاثة أسباب رئيسة منها ارتفاع سن الزواج وارتفاع سن الحمل فمع تقدم العمر تحدث زيادة فى نسبة حدوث التوأم والاستخدام غير المنضبط للأدوية المثيرة للتبويض فيحدث تنشيط زائد للبويضة وينتج عنه ولادة التوأم أوأكثر وهذه ممارسة طبية خاطئة فيجب عدم استخدام الدواء إلا عند الحاجة وتحت إشراف طبى واستخدام أطفال الأنابيب يزيد من فرص حمل التوائم لأننا نقوم بزرع أكثر من جنين على أمل أن ينغمس أحد داخل الرحم، وتصل نسبة حدوث التوأم الناتج عن هذه العمليات إلى 20 % أيضا العامل الوراثى له دور فى ولادة التوأم.