الأربعاء 24 ابريل 2024

عالم يبحث عن النجاة

مقالات17-8-2022 | 22:40

وسط توترات متصاعدة.. وتحديات خطيرة.. ونذر حروب مصنعة ومعروف أهدافها.. علينا أن نبحث عن الحلول والبدائل لعبور الصعاب القادمة.. وعلى الأطراف غير المشاركة فى صراعات الكبار أن تغير أساليب التفكير والعمل
 
 
الحقيقة أننى عندما أمسكت بالقلم وجدت أفكارى مبعثرة ومتوترة شأن حال العالم الذى نعيش فيه الآن.. فحالة الغليان العقلى والتصارع الفكرى والقلق المشروع على مستقبل العالم، وتداعيات الأزمات والصراعات الطاحنة التى تدور فى الكون.. وعدم الإدراك لخطورة هذا الاشعال الذاتى الناتج عن خلق وصناعة بؤر التوتر والذهاب إلى خانة الحروب والصراعات وبالتالى اشتداد وطيس الأزمة فى العالم.. لكن كل ما يدور الآن، وما هو محتمل فى الأيام القادمة من صراعات وتحرشات كبار العالم يجعلنا نسأل أنفسنا ماذا نحن فاعلون؟ وكيف تنجو الدول والشعوب غير المشاركة فى صراعات الكبار وليست طرفاً فى النزاع والصراع المحتدم.. لكنها بطبيعة الحال تذوق ويلات التداعيات، وتتحمل كلفة هذه الصراعات شاءت أم أبت.
المشهد الحالى يقول ويشير إلى استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. الرئيس فلاديمير بوتين يتهم أمريكا بإطالة أمد الحرب فى أوكرانيا وأنها السبب المباشر فى خلق بؤر التوتر والأزمات الدولية وانتهاك سيادة الدول.. وانشاء تحالفات عسكرية فى آسيا على غرار «الناتو».. فمن الواقع ان الأزمة بين موسكو وكييف مستمرة ولن تنتهى قريباً.. وراء إطالة أمدها واستمرارها أهداف تكمن فى العقل الأمريكى ربما لاستنزاف أكثر للجانب الروسي، رغم ان الداخل الأمريكى يشهد تحديات معقدة ليس فقط فيما حدث مع الرئيس السابق دونالد ترامب ولكن أيضاً سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار وتراجع نفوذها على الصعيد الدولى خاصة بعد تدشين نظام عالمى جديد بمجرد انطلاق الحرب الروسية- الأوكرانية لتدخل مرحلة نظام عالمى متعدد الأقطاب.
الأجواء تتصاعد بين الصين وتايوان عقب زيارة نانسى بيلوسى رئيسة البرلمان الأمريكى ثم وفد الكونجرس، وهو الأمر الذى اعتبرته بكين انتهاكاً لسيادتها والاتفاقيات الدولية مع واشنطن، ولم تكتف بالحصار البحرى لتايوان ولكن أيضاً بانزال عقوبات اقتصادية عليها ثم معاقبة 7 مسئولين تايوانيين لتبنيهم قضية الاستقلال عن الصين، فى نفس الوقت تجرى واشنطن مناورات مع كوريا الجنوبية، وفى ظل هذا التصعيد ربما تتعقد الأمور وتنذر بمواجهة عسكرية من خلال إقدام الصين على تنفيذ عملية عسكرية على تايوان بنفس سيناريو روسيا وأوكرانيا.. ولنا أن نتساءل ماذا عن موقف العالم وتطور الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على شعوب الأرض؟
على صعيد منطقتنا.. أو الشرق الأوسط، التوترات مازالت ساخنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والموقف فى العراق يتصاعد وفى السودان الأمور لم تتبلور بعد وأزمة اليمن لم تشهد جديداً، والوضع فى ليبيا مازال ملتبساً، وهنا اسأل ألم تتعلم الشعوب فى بعض دولنا العربية من تجارب العقدين الأخيرين ألم تحذر من سقوط الدول، هل فاتت عليها كوارث 12 عاماً خلفتها أحداث الربيع العربي، أليس من الأجدى أن تتجه إلى الوعى والوحدة والحلول السياسية بدلاً من النزاعات المحتدمة والمشتعلة والصراعات الدامية، لا أدرى كيف يفكر هؤلاء؟.. ألم يدركوا ما أصاب هذه الأوضاع من آلام وأوجاع ونزيف فى الدماء والثروات وضياع للوقت الذى كان يمكن أن يستغل فى البناء والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار.. وهل المقامرة بالأوطان ووضعها على «المحك» حقق فوائد وعوائد وطموحات وآمال هذه الشعوب أم حولها إلى مجرد أطلال وأشلاء ودماء؟.. المفروض ان الشعوب استفادت من الدروس.. وتعلمت من تجارب الماضي.. أم ان هناك مخططات ومؤامرات تنفذها قوى الشر الإقليمية والدولية.
المشهد فى العالم قابل لمزيد من الاشتعال والتصعيد فربما ما هو محتمل يجعلنا نتمسك بالواقع الحالى الذى مازالت الحكمة والاتزان وضبط النفس تحكم الكثير من أموره وتمسك بعجلة الصراع دون تهور قد يسبب الهلاك خاصة وان فى جعبة المتصارعين أدوات ووسائل هذا الهلاك لا تحتاج إلى ضغط على زر الخراب والفناء.
إذا كان هذا هو حال الكبار من صراعات ونزاعات وتوترات وتحرشات فماذا عن باقى الدول والشعوب التى اعتمدت فى كثير من احتياجاتها على هؤلاء، وارتبطت اقتصاداتها بالاقتصاد العالمى الذى يشهد تأزماً كبيراً ومشاكل لا حصر لها، وأصبحت الحياة بالنسبة للدول غير النفطية قاسية وصعبة.. ولكن ما هو الحل؟ وماذا عن السبيل والحلول؟
أولاً: من المهم فى هذه الفترة الحرجة استنهاض القدرات الوطنية وتعظيم الموارد والتنقيب عن ثروات يمكن الاستفادة منها ويحتاجها العالم والاستفادة من هذا الأمر فى زيادة معدلات التصدير.
ثانيا: جذب الاستثمارات الأجنبية، وعرض الفرص والمميزات والتسهيلات والمجالات بالإضافة إلى ما تتمتع به مصر من أمن واستقرار سياسي.
ثالثاً: ايجاد بدائل محلية للسلع ومكونات الإنتاج المستورد من الخارج، واقتصارها على الأمور الضرورية، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على توطين الصناعة وتعظيم المنتج المحلى واستغلال هذه الفرصة فى إحداث طفرة صناعية، ولعل ما وجه به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا المجال أمر مهم جداً خاصة فيما يتعلق بالمعدات المطلوبة لتنفيذ مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى الذى اطلقته مبادرة (حياة كريمة).
رابعاً: الاستغناء عن السلع غير الأساسية والتى لا تشكل ضرورة قصوى.. والتى يحتاج استيرادها من الخارج إلى ميزانيات كبيرة من العملات الصعبة فنحن نحتاج إلى المقومات الأساسية للعمل والإنتاج والحياة ويمكن الاستغناء عن السلع والمنتجات غير الضرورية وتعظيم المنتج المصرى المثيل له وندعم المصانع ونتوسع أيضاً لتوفير احتياجات المصريين.
خامساً: يمكن قراءة ومراجعة قائمة الاستيراد المصرية، وعمل تصنيفات على ما هو ضرورى وما هو غير ضروري.. والتركيز على مستلزمات الإنتاج.
سادساً: التوسع فى السلع والمنتجات التى تشهد اقبالاً من الأسواق الخارجية لتصديرها لزيادة مساحة وحجم الصادرات المصرية منها وقد شهدت الصادرات المصرية نجاحات كبيرة ويحدونا الأمل إلى تحقيق إنجاز الـ100 مليار دولار صادرات ويمكننا أن نحقق هذا الإنجاز بقراءة احتياجات الأسواق العالمية فى ظل «الأزمة» أو زيادة الصادرات التى تشهد طلباً قوياً عليها.
سابعاً: الترشيد الذى تطبقه الدولة المصرية فى كافة وزاراتها ومؤسساتها ومواقعها ووسائلها وبنودها لابد أن يكون أسلوب حياة ويصل إلى المواطنين، والتوعية بأهمية الترشيد، والتوفير وتطبيق فقه الأولويات.. كما ان الحكومة تحتاج أيضاً إلى التوسع فى الترشيد ليشمل بنوداً أكثر من ترشيد الكهرباء والطاقة.. وهنا أطالب كل الوزارات بقراءة انفاقها الذى كان مطبقاً فى التوقيتات الطبيعية قبل نشوب الأزمة العالمية، وتعيد النظر فى ظل تداعيات الأزمة ولا استثنى أى وزارة خاصة الوزارات التى لها انفاق فى مجال العملة الصعبة مثل السفر والإقامة والعمل فى الخارج.
ثامناً: لابد من وضع رؤية شاملة تستوعب طبيعة الاحتياجات فى الأسواق العالمية، وترجمتها محلياً إلى صادرات لهذه الأسواق، أيضاً لابد من تحرك السفراء فى الدول الأجنبية التى يعملون بها لعرض الفرص الاستثمارية المصرية مع الشركات الكبرى ورجال المال والأعمال فى هذه الدول.
تاسعاً: هناك قول مأثور يشير إلى ان الحاجة أم الاختراع لذلك لابد من البحث عن الأفكار الخلاقة وتشجيعها.. وأيضاً البدائل.. فمن الأفكار المهمة هو عيش البطاطا كبديل لدقيق القمح، ولابد من التعامل بجدية واهتمام عميق بمثل هذه الأفكار، ومحاولة البحث عن طرق لتقليل الانفاق العام أو الأسرى.. ومنها مقترح ارجاء الدراسة إلى منتصف أكتوبر القادم فإذا علمنا ان لدينا 25 مليون طالب وتلميذ ولو افترضنا ان يكون نصيب كل تلميذ يومياً رغيفاً واحداً من العيش الفينو.. إذن نحن أمام 25 مليون رغيف يومياً، بالإضافة إلى 25 مليون تلميذ يتحركون فى الشارع للذهاب إلى مدارسهم فكم من المركبات والسولار والبنزين نحتاج لتحقيق هذا الهدف بالإضافة إلى الضغط على ميزانية الأسرة المصرية.. لذلك يمكن الوصول إلى تقليل عدد أيام الأسبوع الدراسية والاستفادة من فكرة ارجاء الدراسة.
عاشراً: من أهم متطلبات مواجهة الأزمة العالمية ليس إجراءات اقتصادية فحسب ولكن أيضاً التركيز على بناء الوعى فى هذه الفترات الدقيقة وكما أشار الرئيس السيسى فى تكليفاته للوزراء الجدد التواصل المنتظم مع المواطن المصرى لنشر وتعميق الوعى العام بشأن التحديات الدولية والإقليمية والداخلية التى تواجه الدولة وأيضاً الجهود وحجم الإنجازات والتطورات التى تشهدها عملية التنمية الشاملة فى مصر، فالوعى أساسه التواصل والحوار المباشر أو من خلال الإعلام الوطني، مهم ان نشرك المواطن فى تحمل المسئولية ونغذى وعيه بالحقائق والتحديات الموجودة على أرض الواقع.. وهو استثمار بالغ الأهمية يفسح المجال للبناء والأمن والاستقرار.
حادى عشر: هناك أيضاً إجراءات سياسية تتعلق بعدم التورط فى الاستقطاب تحت أى سبب من الأسباب ولابد ان تكون تحركاتنا تستهدف مصالحنا فقط والالتزام بالحيادية، والعلاقات الجيدة مع الجميع.. والحقيقة ان هذا ما تفعله الدولة المصرية بنجاح، منفتحة على الجميع مواقفها ومبادئها ثابتة فى التأكيد على تغليب لغة الحوار والحلول السياسية والتفاوضية.
ثانى عشر: التمسك بزيادة القوة والقدرة الشاملة ورفع معدلاتها سواء الدفاعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية ولا أجامل ان هذا ما تدركه جيداً الدولة المصرية وتعمل عليه وتشهد قدرتها باستمرار تنامياً كبيراً للحفاظ على مقدراتها ومصالحها وأمنها القومى ويضمن احتياجات شعبها.. خاصة فى ظل القراءة المتأنية لمستقبل العالم فإن القادم أصعب سواء على الصعيد الإقليمى أو الدولى من هنا بات من الحتمى امتلاك القوة والقدرة والوقوف على أرض شديدة الصلابة لمواجهة التحديات والتهديدات القادمة.
الأمر المهم أيضاً دعم ايجاد الحلول لمشاكل وأزمات دول الجوار.. لأنها تشكل تحديات كبيرة للأمن القومي.. واستعادة الدولة الوطنية فى هذه الدول وبالتالى وجود جيوش وطنية تتحمل مسئولية تأمين حدودها.. وتوفير الأمن والاستقرار ومواجهة التهديدات خاصة الإرهاب والفوضي.
ثالث عشر: التوسع الزراعى الذى تتبناه الدولة المصرية، وتوطين الصناعة هما طريقنا إلى الاستقرار الاقتصادى وتحقيق الإنجازات لكننى أتوقف عند أحد تكليفات الرئيس السيسى للوزراء الجدد عندما خاطبهم قبل البحث عن موارد وكوادر إضافية عليهم الوقوف بدقة على كافة أدوات وامكانيات وزاراتهم والمؤسسات والهيئات التابعة لها وحسن إدارتها لتعظيم نتاج تلك الامكانيات وتطوير أسلوب عملها لتحقيق أقصى عائد، لذلك فهذه النظرة الثاقبة للاستفادة من قدرات وامكانيات تحتاج للتقييم والإلمام بها.. بالإضافة إلى الأفكار خارج الصندوق نستطيع أن نحقق إنجازات وأهداف مهمة.
رابع عشر: فى اعتقادى انه مطلوب تشديد الرقابة على الأسواق.. ليس لبعض الوقت ولكن طوال الوقت واتباع سياسة النفس الطويل والاستمرارية فى ذلك لأن هناك تجاوزات على أرض الواقع.. غير قابلة للتشكيك.. فسعر السلعة الواحدة يختلف من مكان إلى مكان وإذا كان على سبيل المثال التدخين ضار بالصحة.. فهناك أسعار مختلفة لعلبة السجائر من نفس النوع فالسعر المحدد لها يصل إلى 32 جنيهاً لكن تعثر عليها بـ40 جنيهاً، زجاجات المياه المعدنية هناك من يبيع (الكرتونة) بـ38 جنيهاً وآخر يبيعها بـ45 جنيهاً بالإضافة إلى السلع والمنتجات الغذائية، وعلى سبيل المثال (كيلو اللحم) لدى وزارة التموين والمدعوم والبلدى لا يزيد سعره على 130 جنيهاً.. وفى محلات الجزارة يصل إلى 180 و190 وفى احد محال الجزارة فى أكتوبر أو المزارع يصل إلى 150 جنيها وهو الأفضل سعراً وجودة.. ناهيك عن تناقضات كثيرة تحتاج إلى ضبط ورقابة شديدة فى اختلاف أسعار السلع ليس من منطقة إلى أخرى ولكن من محل إلى محل آخر.
خامس عشر: على المواطن أن يفكر لمصلحته ولمصلحة الاقتصاد فى استخدام وسائل النقل سواء مترو الأنفاق أو أتوبيسات النقل العام وهى على درجة جيدة وهناك منها الفاخرة والمكيفة بدلاً من استخدام السيارات الخاصة فى كل وقت وهو ما يعود على المواطن نفسه بالتوفير، وترشيد مصادر الطاقة، وهو ما يحتاج إلى زيادة أعداد الأتوبيسات وأيضاً أهمية توعية المواطن، والإعلان عن جودة وسائل النقل العام.
سادس عشر: من المهم أيضاً ان يشعر المواطن ان هناك أزمة عالمية لها تأثيراتها وتداعياتها على الاقتصاد الوطنى وبالتالى حياته.. حتى يدرك أهمية تغيير سلوكياته الاستهلاكية ويستغنى عن بنود غير أساسية، ويلجأ إلى الترشيد فى كل مناحى حياته.. فالأزمة الاقتصادية العالمية ليست من صنع الدولة المصرية ولا ذنب لها فيها، فالعالم جميعاً تأثر بها وألقت بظلالها على جميع الشعوب.
سابع عشر: التوسع فى العمل الأهلى التنموى على غرار تجربة «التحالف الوطنى» لدعم الفئات الأكثر احتياجاً إلى جانب جهود الدولة المتمثلة فى برامج الحماية الاجتماعية والدعم التموينى الذى ارتفعت فيه نسبة الفرد الواحد فى الأسرة وتوسيع دائرة المشاركة فى التحالف الوطنى من خلال ضم كيانات جديدة تتعامل مع قاعدة بيانات واحدة.
ثامن عشر: فى بعض مؤسسات العمل.. بطبيعة الحال هناك موظفون وعمالة كثيرة ربما تحضر وتأتى إلى العمل وليس لها دور أو مهمة ويمكن أن تنتهى فى يوم أو أيام قليلة، فلماذا الاصرار على الحضور خمسة أيام، وما هو العائد منهم، وماذا لو عمل أربعة أيام.. وبقى 3 أيام فى بيته مثلاً توفيراً للنفقات الشخصية، وأيضاً للطاقة والبنزين والسولار والكهرباء فى المكاتب والاتصالات، وغيرها كذلك خطوط النقل بالنسبة للموظفين لابد ان تشمل أكثر من اتجاه.. فبدلاً من أتوبيس يذهب لمنطقة معينة لينقل 10 أو 15 موظفاً رغم ان سعته 50 أو 55 شخصاً.. لماذا لا ينقل الموظفين فى المناطق القريبة والمجاورة ويكون الجميع فى أتوبيس واحد.
تاسع عشر: أهمية تحفيز وتشجيع الفلاحين ودعمهم، على غرار حافز (التصدير) فهؤلاء يحتاجون إلى نظرة شاملة.. لأنهم يمثلون الآن عصب معركة مواجهة الأزمة العالمية.. ويوفرون استيراد هذه السلع بمليارات العملات الصعبة، وأيضاً يعملون على زيادة الصادرات الزراعية، وهذا الحافز أو التشجيع يكون بالعملة المحلية.. لذلك فإن الاهتمام بالفلاح ودعمه ورعايته ومساعدته فى زراعة أراضيه وتوفير أدواته واحتياجاته أمر مهم ويعد استثماراً حقيقياً يعود على البلاد بالنفع والمكاسب الاقتصادية الهائلة.
من المهم أيضاً الدعوة إلى تشجيع وتحفيز أصحاب الأفكار الخلاقة والاختراعات والابتكارات ووضعهم فى دائرة الاهتمام والرعاية والتشجيع والدعم، وربما نحن فى حاجة إلى مؤتمر أو جلسات لعرض هذه الأفكار والاختراعات أمام مجموعة من أفضل الخبراء أو التشجيع على ارسالها واستقبالها لدراستها ومدى قابليتها للتطبيق والتنفيذ والواقع.. لابد ان يكون لدينا (بنك للأفكار) والاختراعات والابتكارات فى كافة المجالات وننظر إلى هذا الحصاد بعين الاهتمام والتقييم الموضوعى لأننا فى أشد الحاجة إلى تشجيع هذا المجال والاستفادة منه فى حل مشاكلنا وأزماتنا وتحدياتنا.
الرؤية والعمل والأفكار الخلاقة والترشيد والاحساس بالأزمة العالمية هو طريقنا إلى تجاوز تداعياتها وعدم التأثر بها.
فى اعتقادى ان العالم يتجه إلى التصعيد والدخول فى حروب باردة.. لأن كل طرف له حساباته وأهدافه، أو قل معركة تكسير (العظام) أو تعطيل قطار المستقبل بالنسبة للقوى الصاعدة ومحاولة استنزافها وعدم صعودها.. بهدف استمرار النفوذ والهيمنة، المعركة ليست سهلة.. ومخططة ومحسوبة بدقة ولم تأت صدفة أو لسوء فهم أو صراع حدودي.. ولكنها أزمات وصراعات حروب مخلقة ومصنعة معروفة أهدافها بالنسبة لصانعيها جيداً وهو ما يدركه العالم الآن.. وأن العالم مقبل على الأسوأ والأصعب.. وقد تنطلق شرارة صراع أخر أو ثالث أو رابع.. وتتعقد الأمور أكثر وأكثر.. المهم ان من يمتلك القوة والقدرة يملك قارب النجاة.

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa