الخميس 20 يونيو 2024

بالصور.. 3 احتفالات سنوية لأسرة «شاه إيران» بمسجد الرفاعي

28-7-2017 | 20:07

كتبت- أماني محمد

 

داخل حجرة كبيرة بأحد أعرق المساجد في القاهرة هو مسجد «الرفاعي»، يرقد شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي وافته المنية داخل مصر خلال فترة اللجوء السياسي عقب الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بعرشه.

الغرفة التي تحتضن جسد آخر ملوك عائلة بهلوي قبل الإطاحة بحكمه عام 1979، مقسمة لنصفين في أقص اليمين تجد رخامًا محاطا بالشموع والورود وصورة لشاه إيران محمد رضا بهلوي، يجاورها صورة له بزيه العسكري وعلم الجمهورية الإيرانية ما قبل الثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخوميني في نهاية السبعينيات من القرن الماضي.

اعتادت أسرة بلهوي إحياء ذكرى وفاته في 27 يوليو من كل عام، حيث توفي في النصف الثاني من عام  1980، وتحضر زوجة الشاه إلى القاهرة لإحياء ذكراه، ويغمر قبره الورود وتضاء الشموع وأضواء خافتة تحيط بقبر محمد رضا بهلوي المدفون في مسجد الرفاعي بالقاهرة.

 

ذكرى رحيله

ووجدنا أمس خلال أحياء ذكرى وفاته بمسجد الرفاعي، احتفالات خاصة بذكرى رحيله، وألتف حول قبره العشرات، كما ألتقط البعض صورا تذكارية للمكان، استعدادات تجري على قدم وساق لاستقبال زوجته فرح ديبا التي تأتي إلى مصر سنويا.

وسط أجواء جنائزية تحيط بالمكان، يحضر من إيران أشخاص أغلبهم من أفراد أسرته وزوجته فرح ديبا ابنة الضابط في الحرس الإمبراطوري الإيراني والتي وصلت القاهرة أول أمس لتشارك في حفل تأبين محدود بمشاركة شخصيات إيرانية ومصرية أبرزها جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات الذي أكرم بهلوي في حياته وبعد وفاته بجنازة عسكرية مهيبة.

 

3 زيارات سنوية

في كل الأوقات الضريح مفتوح للزيارة حتى الرابعة والنصف عصرا، لكن خلال فترة وجود "الشاهبانو" فرح ديبا يقتصر على شخصيات محددة، خلال السنوات الماضية كان حفل التأبين مختلفة فكانت أكثر ضخامة وحضور وترتيب، حتى انقطعت ديبا عن الزيارة لأربع سنوات متتالية منذ عام 2011 لكنها عادت مرة أخرى في عام 2015.

أحد العمال القائمين على خدمة المكان، يؤكد أن أقارب شاه إيران يأتون إلى المكان سنويا لإحياء ذكراه لمدة يومين ثم يعودون إلى بلادهم مرة أخرى، ويأتي أحد أفراد أسرته إلى المدفن عدة مرات خلال العام لتفقد الأوضاع كما أنهم يحيون ثلاث فعاليات خلال العام تكون أكبرهم ذكرى وفاته.

الفعاليات الثلاث التي تقام خلال العام هي كما يعرف ذكرى تنصيبه ملكا لإيران وذكرى زواجه من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والتي تزوج بها في القاهرة في مارس 1939، والثالثة في يوليو حيث ذكرى وفاته والتي تكون أكبر تلك الفعاليات وتشهدا حضورا مكثفا وبرنامجا خاصا يشارك به شخصيات عامة.

تزين ساحة المسجد أمام قبره بالورود، ووضع مقاعد خاصة للحضور فتبدأ ديبا بإلقاء كلمة وزيارة قبر زوجها وتحية الحضور برفقة زوجة السادات، في احتفال يستمر لساعتين تقريبا يقتصر حضوره على قائمة محددة، لن يشارك فيها حتى مفتشي آثار المنطقة إلا خمسة منهم حسب توضيح أحد مفتشي آثار منطقة السلطان حسن والرفاعي.

 

أبناء محمد علي

يجاور قبر شاه إيران مقابر العائلة الملكية المصرية، لا يفصل بينهما إلا فاصل خشبي يفصله عن مدفن الملك فؤاد الأول والملك فاروق الذي وافته المنية خارج مصر وبناء على وصيته وافق السادات على نقل الرفات ودفن في المقابر الملكية بالقاهرة، كما أن رضا بهلوي والده الشاه كان مدفونا أيضا في المقابر نفسها بعد نفيه ونقل جثمانه إلى مصر لكنه وبعد طلاق الشاه من الأميرة فوزية ابنة الملك فاروق نقل رفاته إلى طهران.

وبعد أن غادر الشاه إيران منفيا بعد قيام الثورة الإسلامية ورفض أوروبا استقباله، فتح له الرئيس السادات أبواب القاهرة واستضافه في أسوان بمراسم رئاسية فكانت العلاقات بينهما جيدة، وقضى فيها عدة أيام ورحل بعدها إلى مراكش في المغرب هو وزوجته بدعوة من الملك الحسن الثاني ورحل منها إلى عدة أماكن حتى استقر في أمريكا للعلاج وحين اضطر لمغادرتها مجبرا بعد أزمة دبلوماسية بين إيران وواشنطن فاستقبله السادات مرة أخرى.

 

شاه إيران يسكن في قصر القبة

وخصص السادات قصر القبة لشاه إيران ليستقر فيه عام 1980، وتوفي بهلوي بالقاهرة بعد شهور من وصوله إليها، حيث كان مصابا بسرطان الغدد الليمفاوية حتى فارق الحياة في 27 يوليو لعام 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي.

وأقام له الرئيس السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين وعزفوا السلام الإمبراطوري الإيراني، وشارك في الجنازة عدد كبير من الرؤساء منهم والرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون وملك اليونان السابق قسطنطين الثاني.