تردد فى الأيام الأخيرة خلال أحداث الأقصى اسم مدينة"أم الفحم"، والتي سميت نسبة للفحم الذي كان يُنتج فيها بكثرة، ويطلق عليها أيضا "أم النور"، وكان يتردد كلام كثير داخل أروقة سلة الاحتلال برغبتهم فى التنازل عنها للسلطة الفلسطينية، والسؤال الذى يبرز الآن هو لماذا تريد إسرائيل أن تترك المدينة الكبيرة للسلطة الفلسطينية؟، وهل يمكن أن ترمي"الحداية كتاكيت"؟..ولكن من الواضح أن تلك المدينة أصبحت بمثابة خنجر فى قلب دولة الاحتلال.. السطور التالية تلقي الضوء عليها:
المدينة..الموقع:
تقع أم الفحم في شمال المثلث، وقد كانت قبل حرب 1948 تتبع قضاء جنين – حيث تقع شمال غرب جنين، إلا أنها الآن تتبع منطقة حيفا – حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي. وقد تم تسليمها لإسرائيل بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن أو ما يعرف باتفاقية رودس في العام 1949، ودخلتها القوات الإسرائيلية "مايو 1949"، وبقي أهلها فيها ولم يهجروها، وكانت أم الفحم أوسع بلد في فلسطين، من حيث مساحة الأراضي، وتعد ثاني أكبر تجمع سكاني عربي في البلاد بعد الناصرة.
الحداية تدعي "أنها سترمي كتاكيت":
استغل نتنياهو التوترات التي شهدتها القدس، على خلفية العملية التي نفذّها 3 شبان من "أم الفحم "والتي أدت إلى مقتل عنصرين من الشرطة الإسرائيلية، واقترح على المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جايسون جرينبلات، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عملية التبادل أن تكون جزءاً من أي حل سلمي مستقبلي.
وتلك هي المرة الأولى التي يطرح فيها نتنياهو هذه الفكرة، بعد أن دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، في أكثر من مناسبة، للتنازل عن أم الفحم للفلسطينيين مقابل ضم المستوطنات اليهودية ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي.
رفض فلسطينى:
ورفض" أيمن عودة "رئيس "القائمة العربية المشتركة" بالكنيست الإسرائيلي، هذا المقترح، وقال عبر حسابه في "فيسبوك" إن: "أهالي أم الفحم ووادي عارة ليسوا بضائع للنقل، وإنما أهل البلاد الأصليين، ولا تتم مبادلتهم مع المستوطنين، لصوص الأرض".
ام الفحم..التاريخ:
- من المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها بالمدينة وضواحيها، على ان هذه البلدة قائمة منذ آلاف السنين، منذ العصر الكنعاني، وربما قبل ذلك مع الاعتقاد أنه كان لها اسم آخر غير المتعارف عليه اليوم، لقد كان العثور على المقابر من العصر الكنعاني في منطقتي، خربة الغطسة وعين الشعرة أول إثبات رسمي على أن تاريخ هذا البلد يعود إلى ما يقارب 5000 سنة.
رسالة مزدوجة:
"أم الفحم" تحديدًا، وغضب أبنائها الثلاثة للأقصى، وتسببها بتغيير الوضع الاحتلالي بالمسجد، مثَّل رسالة مزدوجة للقيادة الإسرائيلية، مفادها أن ما كان قبل الاعتداء على الأقصى، لن يكون بعد الاعتداء عليه، وثانيًا أن جماهير الـ48 جاهزة لأي قرار للدفاع عن المقدسات".
واصبح الاحتلال الإسرائيلي الان يوقن تمامًا، أن محاولات أسرلة فلسطينيي الـ48، وسلخ عقيدة المقاومة المسلحة، والنضال فيهم، لم تفض لشيء، بل إنه يدرك تمامًا أن فلسطيني هذه الأراضي بالذات هم "خطر وعدو استراتيجي لها".
وقد هدمت أم الفحم لإسرائيل اعتقادها القديم بأنها قادرة على إقامة دولة لها على أنقاض الحقوق الفلسطينية، وفي ظل وجود فلسطينيي الـ48 داخل حدودها، وكذلك انعكست على الاجتهادات الفلسطينية، والتي تقوم بها القيادة لحل القضية الفلسطينية، بطريقتها، دون وضع حساب للمواطن الفلسطيني.
تاريخ من الصمود :
لأم الفحم، بالتحديد تاريخ نضالي عريق، وهذا ينطبق ليس فقط على الموقف الأخير من أبنائها الذين نفذوا عملية الأقصى والموقف الجماهيري المنتصر لهم بالمدينة، وإنما على كل السنوات منذ خضوع المدينة للاحتلال الإسرائيلي.
منذ هبة أم الفحم في الثمانينيات من القرن الماضي، حينما خرجت عن بكرة أبيها وكانت في مقدمة المدن الفلسطينية بالداخل في مواجهة التيار الفاشي الصهيوني.
وبالنسبة لموقف أهالي أم الفحم فـ "تاريخها معروف وتسميتها بقلعة النضال والصمود لم يأت من فراغ، ومن له تاريخ شريف ونضالي سيبقى كذلك"
وقد فاجأت الاحتلال وأخرجت الجماهير في القدس والضفة للشوارع لمواجهة الاحتلال والدفاع عن الأقصى، وأكدت أن الدفاع عنه وحمايته هو صلب القضية الفلسطينية.
صاحبة الصرخة الأولى:
قال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48، على وحدوية الموقف الفلسطيني حتى بالنسبة للقيادة الفلسطينية الذي جاء منتصرًا للأقصى.
وأكد الخطيب: أن "أهل الداخل هم من أطلقوا صرخة الأقصى في خطر بتاريخ 8-10-1996، وهو شعار أصبح الآن يردده الكثير".
ويضيف "من أطلق الصرخة لا يمكن أن يتخلف عنها أو يتراجع، بل سيكون دائمًا في مقدمة الصفوف".
ويشدد على أن ما حدث في القدس بدءًا من هذه العملية ووصولًا إلى الانتصار، نقلة نوعية في تعامل أهل الداخل عامة والقدس خاصة والذين فاجأوا الاحتلال وأنفسهم بهذا الموقف الأسطوري في الدفاع عن الأقصى، معتبرًا أن هذا من بركات المسجد الأقصى.