ربما يكون الأمر مزعجًا للغاية، وقد لا تستطيع الأم التفرقة بين جدية وهزل ابنها عند إعلان رغبته في الموت،.. «سيدتي» تقدم لكِ الأسلوب الأمثل للتعامل حال تهديد ابنك بالانتحار.
أوضح الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق، أنه لابد من التفريق بين الانتحار ومحاولته والتفكير فيه والتهديد، وهم جميعًا نتاج لأرضية من الاكتئاب وسوء التوافق مع الذات أو مع الدراسة أو مع الآخرين، فضلاً عن فقدان القدرة على تحمل الإخفاقات، فالإنسان القوي عندما يفشل أو يقع يبدأ من جديد ويعتبر الهزيمة بداية الطريق للنجاح.
وأشار أستاذ علم النفس إلى بعض العلامات التي يجب أن تنتبه لها الأم، كي تفرق بين الجد والهزل في التفكير بالانتحار، وهي:
- المعرفة بطبيعة شخصية الابن طوال الوقت وملاحظة ما يقوله من عبارات كالتحدث عن الانتحار، والتلفظ بعبارات مثل "سأقتل نفسي" أو "أتمنى لو كنت ميتًا" أو "أتمنى لو لم أُولد".
- فقدان الوالد أو أحد المقربين أو فشل العلاقة العاطفية، أو التعرض لحادث شديد أو مرضً خطير.
- الظروف المحيطة، فكلما كان هناك مصادر مساندة للطفل عند التعرض للمشكلات ووجود من يساعده على حلها، قلت الآثار الناتجة عن الصدمة أو الفشل.
- المعاناة من التقلبات المزاجية، فتارة يشعر بالتفاؤل وتارة أخرى بالإحباط، بالإضافة إلى تغيير الروتين اليومي بما في ذلك أنماط الأكل أو النوم.
- قلة عدد الأصدقاء فجأة فبعد أن كان الولد أو البنت لديهم الكثير من الأصدقاء يختفوا تدريجيًا، وكأنها علامات تدل على الانسحاب والقرب من فكرة الموت.
ولفت مخيمر إلى أن سن الـ15 من أكثر المرحلة العمرية التي يزداد تهديد الابن أو الابنه بالانتحار، ويرجع ذلك للتغيرات النفسية المصاحبة لفترة المراهقة، فيعاني البعض من مشكلات التكيف مع الضغط النفسي، مثل التعامل مع الرفض والفشل والانفصال والصعوبات المدرسية واضطراب العلاقات الأسرية، وعدم إدراك أن لديهم القدرة على تغيير حياتهم للأحسن، ولذلك نجد أن أكثر حالات الانتحار بالحبة السامة بين الشباب تتراوح أعمارهم بين الـ15 حتى 21 سنة.
ويقدم أستاذ علم النفس عدة نصائح للأم كي تتجنب تفكير ابنها في الانتحار:
- أن تربي أولادها على الشخصية القوية والمستقلة وتقبل النقد والفشل.
- الإيمان بأن الحياة مليئة بالضغوط والأزمات وعلينا مواجهتها بأقل الخسائر.
- التربية على إيجاد الحلول وبدائلها، فالفشل في الالتحاق بكلية ما لا يعني نهاية الكون، ولكن من الممكن تحقيق النجاح في مجال آخر.
- التعود على الاستقلالية وليس الاعتمادية منذ الصغر، وأن عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النتائج.