الجمعة 26 ابريل 2024

مشاركون بجلسة مؤتمر «الشؤون الإسلامية» يناقشون أثر الاجتهاد في حل معضلات العصر

جانب من الجلسة

دين ودنيا25-9-2022 | 18:57

دار الهلال

ناقش المشاركون بالجلسة العلمية الثامنة بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين الذي تنظمه وزارة الأوقاف، بعنوان "الاجتهاد ضرورة العصر (صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه)، أثر الاجتهاد في حل معضلات العصر.

وعقدت الجلسة العلمية الثامنة بعنوان (أثر الاجتهاد في حل معضلات العصر)، برئاسة الدكتور سامي ربيع الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، وتحدث فيها الشيخ علي شعبان، مفتي بوروندي ورئيس الجمعية الإسلامية البوروندية، والشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ الحافظ شاكر فتاحو، رئيس العلماء ومفتي الديار مقدونيا، وحسان موسى، الأمين العام للوقف السويدي الإسلامي للتواصل والحوار بالسويد، والدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وفي كلمته أوضح الدكتور سامي ربيع الشريف، أن الساحة العربية والإسلامية تشهد حالة من الانفلات الشديد في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، تهدف إلى تحقيق الإثارة على حساب المصداقية والموضوعية، تزامن هذا مع ظهور أدعياء الدين أو المتطفلين على موائد الشريعة، وتم ارتكاب الكثير من الجرائم تحت دعوى حرية الرأي والتعبير، وأنه يجب على العلماء المتخصصين من الوقوف في وجه هؤلاء الأدعياء حماية للدين وللثوابت من هؤلاء الدخلاء.

وفي كلمته قدم الدكتور شعبان علي، مفتي بروندي، رئيس الجمعية الإسلامية البوروندية، تحية إجلال للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعايته للمؤتمر ولوزير الأوقاف ، على حسن اختياره للموضوع حيث إن هذا الموضوع من الأهمية بمكان نظرًا تطورات العصر وكثرة الأمور المستجدة والمسائل المستحدثة فيه.

وفي كلمته، أكد خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإسلام اعتنى في مقاصده الشرعية بالصحة النفسية، لارتباط الصحة النفسية بمقصد حفظ النفوس، والذي هو من المقاصد الشرعية التي حرص الإسلام عليها، موضحًا أن الفقه ينقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة ما قبل الدولة والمرحلة الثانية مرحلة ما بعد الدولة، وتميزت مرحلة ما بعد الدولة بتغير وتبدل الأحكام الفقهية حيث أصبح لها سمات جديدة حيث أصبح هناك فقه للركاز والزكاة وفقه للأحوال الشخصية، وهذه الأحكام لها دور بارز في حفظ الصحة النفسية والتي أصبح الكثير يحتاج إلى الاهتمام بها لتفادي كثير من المشكلات المجتمعية.

وأكد أن المسلمين لهم خصوصية في التعامل مع تلك القضايا، مشيرًا إلى الأهمية العلمية للبحث الذي قدمه وزير الأوقاف عن "البحث العلمي والتكنولوجي"، وأن أمّتنا في أمس الحاجة لاستلهام أسباب الصحة النفسية عند السابقين من علمائنا وأجدادنا الكرام، وكيف استنبطوا أسسها وأسسوا قواعدها وفق المنهج الإسلامي القويم.

وفي كلمته قدم الشيخ الحافظ شاكر فتاحو رئيس العلماء ومفتي ديار مقدونيا الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي راعي المؤتمر، وإلى وزير الأوقاف على التنظيم الرائع للمؤتمر، فهو عمل عظيم للتقريب بين الآراء والمساهمة في بيان وسطية الإسلام واعتداله، مشيدًا بهذا اللقاء حيث تبادل الخبرات وتلاقح الأفكار، مؤكدًا أنه يجب تقديم رسالة الإسلام السمحة وقيمه الراسخة إلى العالم أجمع بصورة صحيحة تعكس هذه القيم، وأن يسهم أيضًا في تقديم الأنموذج الأخلاقي الذي يميز الإسلام، وهذه هي مسئولية العلماء العاملين وهذا يتطلب إلمامًا حقيقيًا في كافة المجالات، كل في تخصصه، وأن الاجتهاد أصبح ضرورة ملحة نظراً للمستجدات التي تطرأ من آن لآخر.

وفي كلمته أكد حسان موسى الأمين العام للوقف السويدي الإسلامي للتواصل والحوار بالسويد أن البيئة موضوع مهم لكل الدول، وأن مصر رائدة وقائدة في هذا المجال، فعلى العلماء والدعاة والعاملين في الشأن العام بذل الجهد والوسع في إبراز المشترك الإنساني الذي نحن بحاجة إلى إحيائه في مناهجنا وتفاصيل حياتنا، فعلينا أن نبذل الجهد والوسع في الغوص في دلالات النص، فنحن بحاجة إلى قراءة نصوص الوحيين من خلال نظرة مقاصدية والتأمل في الحكم ومآلات الأحكام بعيدًا عن التقليد.

وأكد ضرورة الاهتمام بقضايا البيئة وخاصة أن مصر تحتضن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ Cop 27، أكبر مؤتمر عالمي بشرم الشيخ بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الرائد القادر على إدارة الأطراف والجمع بينها والتوسط وإيجاد حلول بين الشمال والجنوب وبين الدول الصناعية والدول النامية، مشيراً إلى أهمية مؤتمر المناخ للتعامل مع التغيرات المناخية التي تجوب العالم، والإجراءات المتخذة للحفاظ على أمن مصر المائي، كما أشار إلى ضرورة الحفاظ الأمن البيئي وهو ما دعا إليه الإسلام.

وشدد على أن الاجتهاد أصبح ضرورة ملحة لمواكبة المستجدات وتطور الزمن، وأنه لا يجوز أن يتجرأ على الفتوى من لا يملك أدوات الاجتهاد، كما أكد جعل الاجتهاد جماعي ومؤسسي، ومشيداً بمكانة مصر قائلًا: "مصر بحاجة إلى أبنائها، وأبناؤها بحاجة إليها، فمصر قلب العروبة النابض، مصر الإسلام، مصر الأزهر بوسطيتها واعتدالها، بقيادة رئيسها الذي خدم الوطن والمواطن وثبت أركان الدولة، وثبت الدين والدولة.

كما أشاد بجهود وزير الأوقاف ووزارة الأوقاف في عمارة المساجد والاهتمام بكتاب الله تعالى، فقد أصبح في المساجد النشاط الصيفي والمقارئ القرآنية، والدروس المنهجية، فغير قدرتها على ديناميكية العمل، فأصبحت الوزارة لها صرح شامخ للتدريب وهو أكاديمية الأوقاف الدولية، وأقام المسابقات لخلق روح التنافس في طلب العلم، فمصر ولادة أنجبت علماء في كل المجالات، لتأخذ مكانها في الريادة.

وفي كلمته أكد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة هما النور الدائم فقد بث الله فيهما قوة ذاتية خلاقة لتوليد حلول لكل عصر، ويذخران بمعايير تدفع الفكر الإنساني إلى التأمل للوصول إلى الحلول المضبطة التي تتسق مع الواقع المعاش، مؤكدًا حاجة الأمة الإسلامية الملحة إلى منهجية التجديد الواعي والمستدام، من خلال إحياء الاجتهاد المعاصر.

وأشار إلى ضرورة التركيز على الاجتهاد الجماعي في المستجدات والقضايا العامة وعلى نحو يواكب حجم التحديات والمستجدات، وتطويرِه وفق رؤية علمية عصرية، ومنهجية أصولية تراعي الثوابت، وظروف العصر، وتغير الزمان والأعراف، موضحًا أن تكوين جيل المجتهدين المبدعين البارعين إنما يكون بامتلاكهم حسن فهم النص، وحسن قراءة الواقع، وحسن تطبيق أحكام الشريعة، وكذلك القدرة على تنزيل الأحكام الشرعية على المستجدات بشكل سليم، وأيضا تفعيل الرخص وتيسير الشعائر والمعاملات على الناس، في ظل ما يذخر به ديننا الحنيف من: المرونة، والسَّعة، واليسر، ورفع المشقة والحرج على المكلفين.

Dr.Randa
Dr.Radwa