السبت 27 ابريل 2024

علماء مصريون عظماء وقصص نجاحهم الملهمة (15)

مقالات25-9-2022 | 22:09

د. محمد جمال الفندي.. رائد علم الأرصاد الجوية 

محمد جمال الدين الفندي، رائد من رواد علم الأرصاد الجوية بالعالم، أحد أبرز العلماء المعاصرين، الذين تجلت على أيديهم فكرة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، ولد عام 1913 بالسودان، وأتم دراسته الابتدائية بمدرسة عطبرة، ثم انتقل مع أسرته إلى مصر، عقب ثورة السودان عام 1925، والتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية الإعدادية، ثم مدرسة الإبراهيمية الثانوية، ومنها حصل على شهادة الثانوية بمجموع درجات كبير، واستجابة لإرادة أسرته التحق بكلية الطب، ثم سحب أوراقه للالتحاق بكلية العلوم، حيث تتلمذ على يد العالم المصري علي مصطفى مشرفة، أستاذ الفيزياء، ودرس معه «نظرية النسبية» لأينشتين، ونظرية الكهرومغناطيسية.

• وطني للنخاع فعن مواقفه حدث ولا حرج. من أشهر مواقفه أنه بعد حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية في العلوم من الطبقة الممتازة عام 1946، قام بإعادته لبريطانيا لمشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر.

الدكتور محمد جمال الفندي

• تخرج في كلية العلوم بتقدير «ممتاز» عام 1935. سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا، حيث حصل على دبلوم الأرصاد من جامعة لندن عام 1938، وفي عام 1939 اندلعت الحرب العالمية الثانية، فانتُدب خبيراً لجيش الحلفاء بالشرق الأوسط، وخلال هذه الفترة أجرى بحوثًا مهمة، حصل بموجبها على وسام الإمبراطورية البريطانية، ودرجة الدكتوراه في الطبيعة الجوية عام 1946. وعين عام 1953 أستاذاً بجامعة الإسكندرية، ثم انتقل عام 1956 إلى جامعة القاهرة، حيث أسس قسم الفلك والأرصاد الجوية، كما أنشأ القسم نفسه بجامعة الأزهر، كما أنه أنشأ وحدة الطبيعة الجوية بالمركز القومي للبحوث "وحدة دراسات تلوث الهواء حاليا" وهو صاحب مدرسة الربط بين العلم والدين التي أنشأها منذ 40 سنة. كما عمل مستشارا علميا مع د. بطرس غالي ود. حسين فوزي وغيرهما ممن عملوا في اخراج دائرة المعارف التي نشرتها الأهرام ابتداء من عام 1970.  

• عمل في مصلحة الطيران المدني من عام 1935-1942 فني أرصاد جوية ثم تدرج في وظائفه الجامعية حيث عين مدرسا بقسم الطبيعة - كلية العلوم - جامعة الإسكندرية 1942-1946م، ثم أستاذ مساعد بكلية العلوم جامعة الإسكندرية من عام 1946 إلي 1953، ثم أستاذ كرسي الطبيعة الجوية  - بكلية العلوم - جامعة الاسكندرية 1953-1956م، ثم نقل إلى جامعة القاهرة أستاذا  للطبيعة الجوية - كلية العلوم - جامعة القاهرة 1956-1973م، ثم عين رئيسا لقسم الفلك والأرصاد الجوية - كلية العلوم - جامعة القاهرة 1966-1973م، واعير للملكة العربية السعودية وعين رئيسًا لقسم الأرصاد - جامعة الملك عبد العزيز 1974-1980م، ومن ثم عاد ليصبح أستاذًا متفرغًا - كلية العلوم - جامعة القاهرة 1980م. هو عضو المجمع المصري للعلوم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عضو مجلس جامعة الأزهر، رئيس الجمعية الفلكية المصرية والجمعية المصرية للعلوم الجوية، ورئيس لجنة خبراء العلوم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

• خلال رحلته العلمية الطويلة، والتي زادت على الستين عاماً، قدَّم للمكتبة العلمية سلسلته القيمة «الإسلام والعلم» في سبعة أجزاء باللغة الإنجليزية، والتي كان له فيها فضل السبق في تقديم الجانب العلمي المشرق للحضارة الإسلامية. وبلغت مؤلفاته أكثر من 70 كتاباً حول تاريخ العلوم، والحضارة العلمية للمسلمين، إلى جانب عشرة كتب في علم الفلك والأرصاد الجوية، وهي أولى لبنات هذا العلم باللغة العربية. كما ترجم كتاب «تاريخ الفيزياء» لجورج جاماو. وكان له الفضل في تأسيس مدرسة أصيلة لإعادة تقديم التراث العلمي للمسلمين، وإعادة النظر في المشروعات العلمية لمئات العلماء المسلمين، ومن عطاء هذه المدرسة تأسست «مدرسة البحث في الإعجاز العلمي للقرآن والسنة في العصر الحديث» وفي هذا الميدان قدم أكثر من مائة كتاب وبحث ورسالة.

• له العديد من النظريات العلمية مطبقة حاليا في مجال الرصد في الشرق العربي ووادي النيل مثل انخفاضات قبرص الجوية، نظرية ذبذبات جبهة التجمع تحت المدارية وعلاقاتها بأمطار فيضان النيل، نظرية ذبذبات انخفاض السودان الموسمي وكلها منشورة في أمهات المجلات العلمية المتخصصة في إنجلترا وأمريكا ووزارة الطيران البريطاني من أجل التطبيق عمليا.

• له الكثير من المؤلفات في العديد من المجالات فمن الكتب العلمية والمراجع: طبيعيات الجو وظواهره 1956م، الطبيعة الجوية 1964م، الأرصاد الجوية مطابقة 1975م، ومن الكتب العلمية المترجمة: سكان السماوات 1959م، قصة الفيزياء 1964م، العلم خفاياه وأسراره 1971م، ومن الكتب الثقافية العامة في سلسلة اقرأ: كتاب الصعود إلى المريخ 1957م، كتاب عجائب الأرض والسماء 1964م، وفي السلسلة الثقافية بوزارة الثقافة: كتاب المريخ 1960م، كتاب الغلاف الهوائي 1964م. ومن الكتب الإسلامية العلمية: من الآيات الكونية في القرآن الكريم 1961م، القرآن والعلم 1948، الإسلام والعمل (بالإنجليزية) 1987، كما كتب فى تاريخ العلم حول البيرونى والعلم والإسلام. نُشر له 25 بحثا علميا في مجالات الرصد الجوي العالمية ومن هذه البحوث مراجع في أمهات الكتب.

• حصل د. محمد الفندي على وسام الإمبراطورية البريطانية في العلوم من الطبقة الممتازة 1946، جائزة الدولة العلمية في العلوم، الطبيعية 1947، جائزة الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية 1950، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983، و توفى د. الأفندى في 26 يونيو 1998 بالقاهرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa