الإثنين 6 مايو 2024

موقع إفريقي: تغير المناخ أدى إلى تفاقم العواصف الإستوائية في منطقة شمال الأطلسي

تغير المناخ

عرب وعالم4-10-2022 | 15:39

دار الهلال

رصد موقع "ذا كونفرزيشن أفريكا" تداعيات تغير المناخ على تفاقم حدة العواصف الإستوائية التي تهب على منطقة شمال المحيط الأطلسي، وهو ما تجلى مؤخرا في الأضرار واسعة النطاق التي سببها إعصار "إيان" الهائل في كوبا وولاية فلوريدا الأمريكية.

وقال الموقع الإخباري الإفريقي - في تقرير نُشر على موقعه الإلكتروني اليوم - "إنه غالبا ما يُنظر إلى الأعاصير المدمرة على أنها مؤشر على زيادة الاحتباس الحراري، وفي حين أن هذا الأمر مُعتادًا داخل الأوساط العلمية، فإن كيفية معرفة تأثير تغير المناخ على الطقس المتطرف أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل.. ومن هذا المنظور، فإن إمكانية فهم هذه التعقيدات ستُساعد البلدان والمجتمعات على تحديد كيفية التكيف مع العواصف المتزايدة ومتى يكون من الأفضل اتخاذ الخيار الصعب للإجلاء".

وأوضح أن إعصار "إيان" وصل إلى اليابسة لأول مرة في غرب كوبا باعتباره عاصفة من الفئة الثالثة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 11 مليون شخص، واستمر باتجاه الشمال فوق خليج المكسيك حيث ازداد قوة فوق مياه المحيط الدافئة بشكل استثنائي وغير مسبوق، وعند وصوله إلى ساحل فلوريدا، وصل "إيان" كعاصفة من الفئة الرابعة مع رياح وصلت سرعتها إلى 249 كم/ساعة (155 ميلاً في الساعة)، بالإضافة إلى هبوب العواصف والأمطار الغزيرة.

وأضاف التقرير "إن إيان لم ينته بعد؛ حيث شق طريقًا للدمار عبر الولاية قبل أن يستجمع قواه مرة أخرى في البحر، حيث اشتدت قوته واتجه شمالًا ليضرب ولاية ساوث كارولينا ثم تحرك إلى عمق الولايات المتحدة مُسببا في قطع الكهرباء عن 2.7 مليون منزل في فلوريدا وحدها، وكذلك تم إجلاء الملايين من الأشخاص في وقت مبكر.. وعلى الرغم من أن حجم الضرر غير معروف حتى الآن، إلا أنه يُحتمل أن تكون الخسائر قد تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات، كما حدث في بعض العواصف من قبل".

وفي هذا الصدد، لفت الموقع إلى حقيقة علمية مفادها بأن معظم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي تبدأ كنظم طقس منخفضة الضغط وتتحرك قبالة الساحل الغربي لإفريقيا باتجاه منطقة البحر الكاريبي، كما أن هناك مجموعة محددة من الظروف يستوجب توفرها حتى تتطور إلى أعاصير هائلة، من بين ذلك الهواء الدافئ الرطب والرياح المتسقة إلى حد ما في الغلاف الجوي العلوي والسفلي، والأهم من ذلك درجة حرارة مياه البحر فوق 27 درجة مئوية. 

وبين أن الهواء الدافئ الرطب ودرجات حرارة المحيط المرتفعة غالبًا ما تتوفر بكثرة في عالم يزداد احترارًا سريعًا، ومع ذلك، لا يوجد دليل على حدوث الأعاصير في كثير من الأحيان، ولا يتوقع العلماء أن يتغير هذا مع مزيد من تغير المناخ، متابعا: "بدلاً من ذلك، من المرجح أن تكون تلك التي تحدث هي الأعاصير الرئيسية من الفئات 3 إلى 5، مع الأخذ في الاعتبار بأن كل فئة متتالية بعد ذلك لديها إمكانات تدميرية أكبر بكثير من الفئة السابقة".

وأشار الموقع إلى أنه من المعروف جيدًا أن الجو الأكثر دفئًا يحتفظ بمزيد من الرطوبة (بنسبة تبلغ حوالي 7% أكثر لكل درجة مئوية)، الأمر الذي يعني أن الأعاصير المسئولة بالفعل عن هطول الأمطار بغزارة أكثر على الكوكب، تميل إلى التخلص من كمية هائلة من المياه الزائدة في عالم أكثر دفئًا. وفي غضون ذلك، درس العلماء هطول الأمطار من عدة عواصف حديثة، وأكدوا استمرار هذا النمط، حيث ازدادت كثافة هطول الأمطار من أعاصير، مثل "كاترينا" و "إيرما" و "ماريا" و "هارفي" و "دوريان" و "فلورنسا" بسبب تغير المناخ.. وتسببت هذه العواصف معا في أضرار تزيد عن نصف تريليون دولار، ففي حالة هارفي، وصلت كمية الأمطار الإضافية بسبب تغير المناخ إلى حوالي 15%، وهي نسبة تزيد عن ضعف ما توقعه المرء من درجات حرارة الهواء الأكثر دفئًا.

واختتم الموقع تقريره بالقول "إنه حتى الآن، لم تكن هناك زيادة كبيرة في سرعة رياح الأعاصير بسبب تغير المناخ، لكن دراسة تاريخية عن العواصف كاترينا وإيرما وماريا أظهرت أنه بحلول نهاية القرن ستكون سرعة الرياح للعواصف المماثلة أسرع بحوالي 24 كم/ساعة (15 ميلًا في الساعة)، حيث تستمد الأعاصير المزيد من القوة من المياه الدافئة ويمكن أن تزداد شدة في ظل الضغط المنخفض في الغلاف الجوي"، مشددا على ضرورة إدراك حقيقة أن الأعاصير التي تتحرك بشكل أبطأ تعرض الناس والممتلكات لرياح قوية لفترة أطول حتى لو لم تزداد سرعة هذه الرياح.

Egypt Air