يخيم الغموض على مستقبل القارة العجوز جراء ما تشهده من متغيرات متلاحقة سياسيا واقتصاديا خلال السنوات الأخيرة.. فعلى الصعيد السياسى بدأت القارة تحول بوصلتها نحو اليمين المتطرف، والذى بدأ يجتذب هوى الناخبين فى عدد من الدول الأوروبية.
فبعد المكاسب السياسية التى حققتها أحزاب وقوى اليمين المتطرف فى كل من السويد والمجر وفرنسا.. جاءت إيطاليا لتلحق هى الأخرى بركب اليمين بعد أن تمكن حزب "إخوة إيطاليا" من تحقيق أعلى نسبة أصوات فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو ما يمكن زعيمة الحزب جورجيا ميلونى من تشكيل حكومة يمينية متشددة بأريحية بالغة.
أما على الصعيد الاقتصادى فحدث ولا حرج عن معدلات التضخم غير المسبوقة فى أغلب دول القارة، ونقص السلع وأزمة الطاقة التى تهدد أوروبا بشتاء مظلم وبارد جراء التداعيات الناتجة عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
شعارات القومية التى يرفعها تيار اليمين المتطرف فى أوروبا تتعارض مع أفكار تيار العولمة الحاكم فى أمريكا حاليا، مما ينذر بمواجهة قد تسفر عن خروج أوروبا من تبعية العباءة الأمريكية.. وهو ما يعكس أن الصراع العالمى الحالى هو صدام بين أيديولوجيات فكرية.. والدليل على ذلك ما أشارت إليه بعض المراكز البحثية بالولايات المتحدة نفسها والتى كشفت عن دور بعض المؤسسات الأمريكية اليمينية فى دعم اليمين المتطرف فى أوروبا.