الأحد 24 نوفمبر 2024

أخبار

حسام بدراوي يشارك فى مؤتمر الناشرين العرب بالشارقة

  • 5-11-2022 | 13:59

حسام بدراوي

طباعة
  • دار الهلال

شارك الدكتور حسام بدراوي بدعوة من اتحاد الناشرين العرب، فى  مؤتمر الناشرين العرب في الشارقة وألقى كلمة مرفقة ، وزار معرض الكتاب. 


وجاء نص كلمة د بدراي فى  مؤتمر الناشرين العرب في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة (نوفمبر ٢٠٢٢)، تحت عنوان: صناعة المحتوي العربي وتحديات ما بعد الجائحة، على النحو التالي: 
                   
" كما هو الحال بالنسبة لنشر الكتاب بين المطبوع الورقي والرقمي ، فالكتاب المدرسي بل وكل نظم التعليم لديها تحدي بين المعتاد والرقمية.
الرقمية كمفهوم يندمج في الوجدان ليصبح حقيقة وليس وسيلة نستخدمها أو لا نستخدمها ، وكأن لدينا رفاهية الاختيار.
تقول الحكمه أن في كل محنه ، فرصه..ويعتمد الأمر علي من عنده القدرة  لاستخراج الفرص من المحن. لقد واجهنا إنتشار فيروس كوفيد-١٩  سنتين، وكان أحد نماذج المقاومة هو التباعد الاجتماعي الذي أدي الي إغلاق المؤسسات التعليمية وبقاء ملايين التلاميذ والطلاب في منازلهم ، وشبه توقف للعملية التعليمية.
، وتمادي الحديث عن التعليم الرقمي وعن بعد بكل مدخلاته كحل مؤقت ، وظهرت قيمه التقويم الإلكتروني للطلاب ، وازداد إستخدام التكنولوچيا للتواصل مع التلاميذ.
المحنه أوقفت النظام التعليمي ، وكاننا في حاله ريبووت (إعاده تشغيل) لجهاز التعليم كله، ولكنه عاد الي العمل.. الجديد أن التوقف علمنا الكثير ما كنا من الممكن إدراكه الا من تجربه التوقف والتي ما كان لأحد أن يقوم بها بدون ما حدث..
علينا أن نراجع أنفسنا  ولا نعود لفعل نفس الشئ مره أخري بنفس الطريقة في انتظار نتائج مختلفه وإلا كنا في عداد  الأغبياء.
المدرسون الناشطون سجلوا شرائط تعليميه في إطار المنهج ويعرضوها في اليوتيوب، وتعددت المنصات التعليمية التي يستخدمها الطلاب علي الإنترنت، وبعض المدارس قامت بجهد مؤسسي ممتاز للتواصل مع طلابها ..
الؤال هو ، هل استغلينا الفرصة  ، في مبادرات جديده للتدريب علي طرق التعلم المستحدثة. علينا ان نستفيد من المدرسين الذين أظهروا قدره وطاقه علي التواصل مع طلابهم خارج أسوار الروتين والتقليدية..
علينا تشجيع الشباب الذين أظهروا إمكانات بناء نظم لتحويل المناهج الي ماده ثلاثية الأبعاد بطرق مبهره ، والذين أنشأوا برامج للتقويم عن بعد بتكلفه بسيطه .
لابد لنا من النظر الي إمكانيه تحويل المدارس الي مزج بين التعليم الرقمي و عن بعد والتعليم وجها لوجه، لتقليل كثافة الفصول ، واستيعاب التلاميذ الجدد. طبعا ما أقوله هنا لابد له من إحترام الأسس التربويه وأهمية التواجد في مجتمع المدرسه ولكن بشكل جديد قد يرتفع من مستوي التعليم المدرسي ويزيد رونقه وقيمته في بناء المعرفة وخلق الشخصية السوية بمتعة يفهمها الأطفال والتلاميذ.
ان شعوبنا تستحق إنجازاً حقيقياً وملموساً في مجال التعليم والتنمية الإنسانية والبشرية. ومن منطلق إيماننا بان قوه بلادنا تكمن في قوه شعوبها ، وقوه شعوبها لا تتحقق الا بالعمل المستمر على وضع اطارا عاما للتنمية وزيادة الوعي ورفع مستوى المعارف والمهارات ،    و ان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك لا يكون الا من مدخل التعليم والثقافة والإعلام الهادف فإننا ننظر الي الوضع الحالي بنظره متفائله وكأنه قد فتح أمامنا بابا جديدا للتطوير والتحديث .
ولكن عليناالأخذ في الاعتبار ان أي رؤيه جديده  لا قيمه لها الا بقناعه المجتمع و بالتزام الحكومات المتعاقبة بتطبيقها والتعامل مع محاورها باعتبارها دستوراً ،وأن هذه الرؤيه يجب أن تتوافق مع الواقع المتغير والمستقبل الذي نصنعه نحن بإرادتنا.

 


نقطة أخري  للحوار :
من المفترض  أن يقود التعليم حركة التقدم ، ولكن في  حقيقة الأمر أن حركة التقدم سبقت مؤسسات التعليم في عالمنا العربي، فأصبحنا نركض وراء ما يحدث فى الصناعة و التكنولوجيا، وليس العكس ،
لكن يظل من  يصنع التقدم ،ويخترع ويبدع ويبتكر هم علماء وشباب يتخرجون من نظم التعليم و يصنعون  أنفسهم  بعد ذلك .
 حينما يشترى الإنسان جهاز حاسب آلي ، فهو قطعة من الحديد لا قيمة لها إلا بما يمكن تحميله عليه من برامج  (سوفت وير)، و يحتوى كل جهاز علي سعة تحميل معينة ، وفي الاغلب أن غير المتخصص لن يستخدم مما علي الجهاز من إمكانات إلا ما يقرب من 10% من هذه السعة ، فمن الايسر للإنسان   أن يعيد استخدام ما يعرفه أصلاً ويرتاح لذلك . كذلك، فإن الجسم البشري  بدون ما يحتويه من روح  ونفس وعقل ، فليس له قيمة وهو ما يفسر تحلله واختفائه إن تم تفريغه من طاقة الروح  و توقف العقل عن العمل وهو ما يعني موته.
العقل البشرى لديه سعة عملاقة ولا نستخدم مما فيه  من برامج سوى 7% إلي 8% وحينما يكون الإنسان عبقرياً ربما يستخدم 9% إلي 10% من إمكانات عقلة الجبارة . إن وسيلتا للتطور  هي إستخدام إمكانات عقولنا  بالتفكير والتعلم  المعرفة لاستيعاب ما خلقه الله من سعة في عقولنا لم نستخدمها بعد. 
إن كل ما يخطر على الذهن قابل للحدوث لأنه لو لم يكن موجوداً فى برنامج العقل [السوفت وير] ما خطر على البال أساساً .  ومن شاهد أفلام الخيال العلمى فى الخمسينات و الستينات يدرك أن ما نعيشه الآن أكثر من خيال البشر منذ نصف قرن فقط.
    كلنا نقرأ عن تغيرات فى نوعية العمل فوظائف اليوم قد يختفي أغلبها وتنشأ وظائف جديدة لاحتياجات جديدة.
الإنسانية سوف تتغير بناء على قدرات موجودة وتحدث اليوم، و ما كان يحدث فى القرن العشرين ربما لن يكون له قيمة فى القرن الواحد و العشرين ولكن بدونه ما كان يمكن  أن يحدث ما يحدث الآن. الإنسان يبني بالعلم تراكم للمعرفة و  دورة الحضارة التي كانت تستغرق آلاف السنين ثم  تقلصت الي عشرات السنين أصبحت الآن حوالي سنتان فقط، مما يستوجب علينا أن نفكر إيجابياً وندرك الفرصة الجديدة  التي لم تكن متاحة أمامنا فى السابق ، فلسنا بحاجة لمئات السنين ولا حتي عشرات لنلحق بركب التطور أو نكون من صانعيه . 
إن الأطفال في عالمنا العربي يقفون على نفس المسرح الذى يقف عليه باقى أطفال العالم ، فاليوم لدينا إمكانية أخذ طرق مختصرة. لدينا الفرصة لننتقل مع غيرنا نقلة نوعية فى وقت قصير، إنه تحدى و فرصة لو كنا عاقلين. 
لقد أصبحت المعرفة متاحة للجميع بلا تكلفة  و الذين يملكون الخيال أكثر من غيرهم هم الأطفال وصغار السن.
 أولادنا يولدون لديهم فضول المعرفة و عقلهم ملئ بالخيال، و يستخدمون حواسهم وخيالهم   لمعرفة ما حولهم وما لديهم من أدوات يفوق ما كان لدينا في نفس عمرهم بمراحل ، و نحن الذين نُحِد من استخدام الأطفال لقدراتهم و نحيطهم بالقيود في سنوات حياتهم الأولي حتي يدخلون المدرسة، وهي النظام الذى صنعه الإنسان منذ قرنين ونصف  من الزمان فقط لجعل كل الناس نمطاً واحداً.
نحن من اخترعنا الوسيلة التي تضع أفكار  جيل سابق وكأنها مقدسات  في ذهن جيل قادم ليكونوا نسخاً مكررة .
إننا نضع الأطفال داخل إطار نصنعه أربعة عشر سنة، ويتوفر لهم رغماً عنا وسائل الحصول علي المعارف والتي قد تتعارض مع ما نضعه فى عقولهم من أفكار  ، و نحن من يصنع وجدانهم فإذا تخرجوا بالرغم من تفوقهم العلمي والتقني ، أحادي الفكر لا يدركون جمال الخلق والإنسانية، ويفكرون بالعنف لجعل الآخرين صورة أخري منهم و لا يقبلون التعددية التي خلقها الله و لا يحترمون حرية الغير في الاختيار  فهذا من صنعنا وليس هم.  
مجتماعتنا يا سادة هو نتاج إدارتنا لنظم التعليم و الاعلام و الفن و الثقافة وعلينا في السعي نحو الرقمنة أن نؤكد استدامة الأنسنة..
الفضول فضيلة وبدونه تتوقف حركة الحضارة الإنسانية ونظم التعليم ستشترك أرادت أو لم تريد في مناهج الرياضيات والعلوم  فهي عابرة للحدود وليست من صنعنا ، ولكن تدريس العلوم الإنسانية والمعايشة في مؤسسات التعليم  ما زالت تدور في نمط  جيل أسبق يحاول أن يستنسخ   جيلا يشبهه ليعيش في الماضي  بدلاً من الحاضر الذي سيصنعه أو المستقبل الذي سيبنيه هؤلاء الأطفال. 
ولأن مصادر المعرفة أصبحت موجودة وبلا تكلفة فشكل  مدرسة و جامعة المستقبل إختلف وسيختلف  ،و لابد له أن يختلف . وظيفه المدرس الذى يشرح درساً بالشكل التقليدي أصبحت غير كافيه ولا واقعية لأن التلميذ أصبح قادراً أن يقرأ عن موضوع الدرس قبل أن يأتى للفصل، وعنده من الوسائل حسب مرحلته العمريه ما يجعله مستعدا للمناقشه بدلاً  من مجرد تلقي العلم من طرف واحد.
المدرس أصبح ميسراً، وهو الذى يضمن للطالب صحة مرجعياته ، أو يقوم بتوجيهه لمراجع أخري ويرشده كيف يختار الأفضل ،   و يغرس في وجدانه  منهجية البحث وإيجاد البرهان .
المؤسسة التعليمية لا يقتصر دورها علي  التعليم التقليدي ولكن دورها الرئيسى يجب أن يكون صياغة الوجدان وبناء الشخصية السوية وزرع قيم أخلاقية وإنسانية تتوازن مع  الذكاء الاصطناعي و الرقمية  التي لابد آتية آتية.  
الحقيقة إن المدرسة يجب أن تكون المكان الذى يذهب اليه التلميذ لكى يتوافق مع زملائه الأخرين و يمارس مهارات القرن الواحد و العشرين ويتعلم أن يعمل ضمن فريق ويرسم و يغنى ويعزف الموسيقى و يمارس الرياضة و يخطئ و يصيب ويشارك ويقابل تحديات ويعبر عن نفسه  ويتنافس علميا ورياضيا ويفوز بشرف بلا غرور و يخسر بلا غضاضة ويتعلم من أخطائه...
ما نريد تغيره حقا هو أسلوب توصيل المعلومة الي الطالب، علي حسب قدرة استيعابه، وأن نوجد المدرس الميسر الذي يتابع هذا التحصيل ،  ويدمج الرقمية في وجدانه ليفكر ويُثَبت قيم  النزاهة والصدق والدقة والأمانة وإحترام المختلف ، وغيرها من القيم الإنسانية والأخلاقية  أثناء ذلك   .
التحدي ليس في الأطفال والشباب ولكن فينا،   فى مدرسيهم و مدارسهم إن كانت غير مجهزة لهم .  
التحدي في تغيير ثقافة أولياء أمورهم الذين دفعهم النظام  لأن يقيسوا نجاح أولادهم  بالشهادة وليس الاستيعاب أو التعلم .  .
 دور المدرسة هو صياغة الوجدان السوي من خلال النشاطات المصاحبة لوجود الطالب فى المدرسة ، فالمدرسة التي ليس بها مكتبة ورقية ورقمية ، و نشاط رياضي   و موسيقى و تختفي عنها الفنون ، هي مدرسة غير قادرة على تحقيق هدف بناء الإنسان السوى فالمسألة ليست فى العلم والتعلم فقط ،
المسألة فى مجموعة القيم التى تجعل من الطفل إنساناً . المدرسة قد تكون منصة إنطلاق لعقول ونفوس أطفالنا ، وقد تتحول الي سجن نحصرهم  بداخله فى إطار نمطى من صناعتنا.
لا أعتقد أن  لدينا مشكله فى تعليم أطفالنا ولكن لدينا تحدي فى إدارة هذا التعليم ، فنحن الذين نختار و نضع  ملايين من أطفالنا بين أيدي معلميهم
الواجب تأهيلهم رقميا وإنسانيا  لمهمتهم  بالشكل الكافي ، و نعطيهم الاحترام المستحق إذا ارتفعوا لمستوي ظنونا بهم . ذلك هو الواقع الذي أراه و أنت تراه و الحكومات تراه .
إذا كانت المعرفة متاحة و المدارس موجودة و الشباب و الاطفال  ممتازين فما الذى يتبقى؟ 
يتبقى من يقودهم داخل هذا الإطار أي مديري المدارس و المعلمين و هم الأساس و" لا يرتفع مستوى التعليم فوق مستوى معلميه" . 
والآن أجئ الي نتاج تواصلي في اليومين الأخيرين مع زملاء وأصدقاء من العالم العربي…..
كنت أعتقد أن تحدي تعلم اللغة العربية هو تحدي مصري ، ولكن وجدت أنها مشكلة عربية وليست محلية.. الكل يعاني من عدم قدرة أطفالنا علي التحدث وقراءة والفهم الجيد للغة العربية.
لذلك فإن من التحديات الكبري أمام صناعة النشر هو من الذي سيقرأ الكتب العربية في المستقبل وأطفالنا لغتهم العربية تنحدر ، فعلينا طرح مبادرة لوضع معايير تحترم اللغة ، وتعتبر ما طرأ عليها من تطور، و إجراء إختبارات مقارنة بين الدول المتكلمة لالعربية لتحقيق أهداف جودة القراءة والكتابة والفهم بمنطق جديد رقمي محترف.

الاكثر قراءة