أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال كلمته بجلسة مستقبل الطاقة ضمن فعاليات قمة المناخ "كوب 27"، إطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة "100 ميجاوات"، بالتعاون مع دولة النرويج.
وتعد المحطة واحدة من الخطوات التي اتخذتها مصر في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث ستعلن مصر خلال مؤتمر COP 27 عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، والتي تستهدف استفادة مصر من القدرات التنافسية لها للوصول إلى 8% من السوق العالمية للهيدروجين.
ما هو الهيدروجين الأخضر؟
الهيدروجين الأخضر هو أحد أهم المجالات في السعي نحو الاقتصاد الأخضر في العالم لمواجهة التغيرات المناخية وتسعى مصر دمجه في إستراتيجية الطاقة 2035، والهيدروجين الأخضر هو هيدروجين عند احتراقه بالأكسجين داخل خلية وقود ينتج طاقة خالية من الكربون ويمكن استخلاصه من الوقود الأحفوري والكتلة الحيوية أو المياه ومصدره الأساسي حاليا الغاز الطبيعي.
وتمتلك مصر القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم، ومن المقرر أن تنخفض تكلفة الإنتاج لتصل إلى 1.7 دولار/كجم عام 2050 مقارنة بـ2.7 دولار/كجم عام 2025.
استراتيجية مصر للهيدروجين الأخضر
وتستهدف استراتيجية مصر للهيدروجين الأخضر زيادة في الناتج المحلي الإجمالي من 10- 18 مليار دولار بحلول عام 2025، وهذا المشروع سيتيح أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة، بجانب المساهمة في تخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وكذلك تقليل انبعاثات الكربون، وهذه الاستراتيجية يتم تنفيذها بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة.
وخلال الأشهر الماضية وقعت عدة اتفاقيات في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، تضمنت مذكرة التفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة H2 Industries الألمانية المتخصصة في تخزين الطاقة، لإنشاء أول محطة تحويل المخلفات إلى هيدروجين أخضر في المنطقة الاقتصادية، باستثمارات تبلغ نحو 4 مليارات دولار، في منطقة شرق بورسعيد حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة ٣٠٠ ألف طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر.
وهذه المحطة الأولى من نوعها لتحويل المخلفات لوقود أخضر في مصر، فيما يعد تحويل الهيدروجين الأخضر إلى وقود نظيف -لاسيما لقطاع الطيران- سوقاً واعداً تزامناً مع التحول العالمي للاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية,حيث من المتوقع أن تستوعب المحطة نحو 4 ملايين طن من المخلفات سنوياً.
فيما وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 6 مذكرات تفاهم مع شركات عالمية لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين والوقود الأخضر .
وفي 24 أبريل الماضي، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر مجلس الوزراء، مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم جديدتين بشأن التعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط.
وبموجب مذكرتي التفاهم، ستشكل شركتا "مصدر" و"حسن علام للمرافق" ائتلافاً استراتيجياً يطمح لتطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، على مراحل مختلفة تمتد حتى عام 2030، لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاوات.
تهدف "حسن علام للمرافق" و"مصدر" خلال المرحلة الأولى من المشروع إلى إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2026، حيث ستنتج المحطة 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنوياً لتموين سفن النقل البحري في قناة السويس، وسيتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى 4 جيجاوات بحلول عام 2030 لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء المعدة للتصدير إلى جانب تزويد الصناعات المحلية بالهيدروجين الأخضر".