الأحد 24 نوفمبر 2024

٢ مليون زائر يومياً رأس البر.. اللسان حج العشاق

  • 11-8-2017 | 15:46

طباعة

تحقيق يكتبه: صلاح البيلى

عدسة : حسام عبدالمنعم

رأس البر مصيف طلعت حرب والأباظية وعبدالوهاب وأم كلثوم حتى منتصف القرن العشرين، فكيف آل إليه الحال؟.. من رواده؟

وما أسعار شققه وثمن النزهة اليومية على البحر؟ وكيف تواجه إدارة المدينة نحو ٢ مليون مصطاف أيام الخميس والجمع والعطلات؟!.. «المصور» قضت يوماً فى المصيف العريق وخرجت بهذا التحقيق المصور، فإلى التفاصيل:

رأس البر مصيف العائلات، ومصيف رحلات اليوم الواحد للمحافظات القريبة منه، مصيف بلا توك توك، وبلا قمامة فى الشوارع، وبلا حوادث غرق لانتشار عربات الإسعاف والمنقذين بامتداد البلاج، ينفرد دون سواه بالتقاء مصب فرع دمياط لنهر النيل مع البحر المتوسط، حيث منطقة اللسان والفنار القديم، مصيف يجمع بين شاطئ النيل وعشاق صيد السمك فى العصارى من «الجربي» إلى «اللسان» وبين بلاج البحر لهواة السباحة، مصيف لا ينام، ويؤمه فى أيام الخميس والجمع والعطلات قرابة ٢ مليون مصطاف فى اليوم الواحد.. لذلك تراوحت أسعار الشقق المؤجرة بين ٣٠٠ جنيه حتى ألف جنيه لليوم الواحد بحسب مساحتها وقربها من الشاطئ.. وتراوحت أسعار الشمسية بالكراسى الأربعة من خمسين إلى مائة جنيه.

رأس البر كان مصيف النخبة السياسية والفنية والأدبية فى النصف الأول من القرن الماضى، حتى الستينيات كانت مقصد طلعت حرب باشا وأم كلثوم وعبدالوهاب ورامى والنقراشى والأباظية، حتى رواد دمياط من شاعرها محمد الأسمر ولطيفة الزيات وطاهر أبوفاشا وفاروق شوشة وعلى سالم وبشير الديك وإلى يومنا يؤمها السفير عبدالرؤوف الريدى، حيث أسرته فى عزبة البرج التى لا يفصلها عن رأس البر إلا مصب نهر النيل، وأسامة الغزالى حرب، وحارس المرمى عصام الحضرى وكمال أبورية وصلاح منتصر، وإبراهيم محلب.. إنها مدينة لا تنام وتناسب كل الطبقات الاجتماعية، وتظل هى عشق الدمايطة وما جاورها من مدن مثل طنطا وكفر الشيخ والمحلة والمنصورة، ويقول أهلها: «من زار رأس البر ولم يزر منطقة اللسان والفنار ومجمع البحر فكأنه لم يزرها.. فالحج والقبلة وملتقى العشاق والصغير قبل الكبير عند الفنار واللسان»!

محسن عزيز رئيس المدينة الذى يقضى يومه فى الشارع وعلى البلاج وسط الناس ولا يقصد مكتبه إلا ساعة فى النهار فهو يرى أن موسم الصيف فى رأس البر أشبه بموسم الحج، فهو موسم الرواج ليس للشقق فقط بل لبيع الأثاث الدمياطى والحلويات، والأنتيكات حتى لباعة الفشار والذرة المشوى والترمس وغزل البنات، وهم ينتشرون ليلاً حتى الفجر، ورغم أنهم باعة جائلون ويمثلون إشغالات «بالشاطئ واللسان والجربي» إلا أننا نتسامح معهم.. نعم الدمياطى الأصيل غاضب من ذلك الزحام الذى يصل ذروته إلى ٢ مليون زائر فى يومى الخميس والجمعة وأيام العطلات والأعياد.. ولكن رأس البر لو صارت مدينة مغلقة لا يدخلها أحد لماتت.

رأس البر القديمة على مساحة ٩٠٠ فدان وتم إضافة ضعف تلك المساحة ما بين شارع ١٠١ وبوابات الخروج بمساحة ١٤٥٠ فدانًا مقسمة على ١٢٦ مشروعًا سكنيًا وسياحيًا.. وكل هذه المساحة يتولى أمرها١٠٥ موظفين فقط بمن فيهم عمال النظافة و٧٠ بالمائه منهم عنصر نسائى!

رئيس المدينة: يقول: الموسم الرسمى لمصيف رأس البر يبدأ من أول يونيو حتى نهاية سبتمبر من كل عام.. ومن إبريل نبدأ تسوية رمال الشاطئ بطوله ٣.٥ كيلو متر وصيانة دورات المياه وتجهيز عربات الإسعاف ومراكز استقبال الأطفال التائهين وخيام الخدمات وإدارة الشاطئ والكورنيش وتجهيز خط الحماية داخل المياه بزرع المواسير بطريقة فنية، حتى لا يتعداها المصطافون داخل الماء منعاً لحوادث الغرق، واستعداد شركة الإنقاذ، حيث ينتشر رجال الإنقاذ على ٣٥ برجاً للمراقبة، إضافة لمائة منقذ وسط المصطافين وداخل الماء.. ولدينا ٦ لنشات مائية سريعة تجوب الشاطئ خلف المصطافين بالبحر و٢ موتوسيكل مائى سريع.. وهذه التجربة عمرها ثلاث سنوات وتقلدنا فيها بقية المصايف.. وقبلها كان عدد حالات الغرق بالموسم يتراوح ما بين ٤٥ إلى ٧٠ حالة وحالياً لم نسجل من بدء الموسم لليوم إلا حالة غرق واحدة!

المدينة جاهزة لكل خدمات المصطافين, ١٢ مخبزًا بلديًا وسياحيًا وسوق عمومى رئيسى بجوار مسجد الرحمة، إضافه إلى خمسة أسواق جملة وبداية من شهر مايو تسجل نسب الإشغال نحو ٥٠ بالمائه ومن أول يونيو ترتفع إلى ٨٠ بالمائه أما فى شهرى يوليو وأغسطس فتصل إلى ١٠٠ بالمائه وترتفع أيام الخميس والجمع والعطلات والأعياد إلى ٢ مليون زائر يومياً، حيث تتعدى الكثافة كل معدلات الإشغال لدرجة أنه مع ارتفاع إيجار الشقق تلجأ رحلات اليوم الواحد لافتراش الحدائق العامة والبلاجات لقضاء يومهم، ويقع على مجلس المدينة عبء رفع المخلفات لنحو ١٨٠ إلى ٢٠٠ طن مخلفات فى الخميس والجمع!

يكشف عزيز عن وجود ٢٧ بلاجًا إضافة إلى ٦ مواقع بمنطقة الخليج يتم تأجيرها بمزاد علنى كل ثلاث سنوات لأصحاب الكافيتيريات والشماسى والكراسى مع الزامهم بقائمة أسعار معلنة ومعلقة، وإن كانت أسعار المشروبات وتأجير الشماسى بحسب العرض والطلب ويتراوح بين ٥٠ إلى ١٠٠ جنيه للشمسية والكراسى الأربعة، ومع ذلك فهناك مساحات مجانية بالشواطئ يحق للمصطاف أن يدخل فيها بما فى حوزته من شماسى وكراسى.

العشش

رأس البر بها ٢٢٠٠ عشة، وكما يقول يوسف أبو رمضان مدير الادارة الهندسية سيظل اسم البيت عشة من اللسان حتى شارع ١٠١ ولكن الامتداد العمرانى فى مدخل المدينة مساحته مرة ونصف مساحة رأس البر القديمة، وسيضم سبعة آلاف مبنى تضم ٧٠ ألف شقة وحالياً المشغول ٢٠ ألف شقة وكلها أملاك دولة وأهالى وجميعات ومساحات الشقق من ٥٠ إلى ٩٠ مترًا والأسعار من ٣٥٠ ألف جنيه إلى ٨٠٠ ألف جنيه للتمليك، أما العشش القديمة فهى بحق الانتفاع.

اللسان والفنار

«لا أحد يدخل رأس البر إلا ويحج إلى منطقة اللسان والفنار، حيث ملتقى نهر النيل بالبحر والتقاط الصور التذكارية فى المكان.. ولهذا فقد تم تطوير الفنار وممشى اللسان ونشر صناديق القمامة الملونة بأشكال ورسوم كرتونية محببة للأطفال ونشر أفراد الأمن لمنع المضايقات، لذلك فرأس البر خالية من التحرش نهائياً».. هذا ما يؤكد عليه المهندس على بيومى مدير قطاع اللسان ويضيف بسبب الإشغالات فى شارع النيل الممتد إلى اللسان نقوم بتنظيم الباعة الجائلين وحملات النظافة مستمرة على ورديات ٢٤ ساعة والمحصلة أن اللسان يشهد تجمع الآلاف من مغرب كل يوم حتى فجر اليوم التالى، ومن كثرة الزوار ينتشر المصطافون فوق صخور الأمان القريبة من البحر، رغم تحذيرنا لهم للامتناع عن ذلك، و»فندق اللسان» الذى سيتم افتتاحه العام المقبل وسيرفع من المستوى السياحى للمنطقة، حيث تنتشر المطاعم والكافيتيريات السياحية.

رجال الإنقاذ

كابتن ياسر مسعود مسئول الإنقاذ البحرى فى رأس البر يشرف على مائة وعشرين رجل إنقاذ مدربين من قطاع الاتحاد المصرى للغوص تحت أيديهم ٦ لنشات و٢ جيت سكى أعلى سرعة و١٢جهازا لاسلكيا وخط حماية للمصطافين بالمواسير داخل الماء، علاوة على رجال الإنقاذ على الشاطئ وعلى ٣٥ برجاً للمراقبة والإذاعة الخارجية, وكما يقول ياسر: فكل هذا لتنبيه الشباب المتهور إضافه إلى عدد ٤ عربات إسعاف وتزيد يوم الخميس لخمس عربات، والنتيجة أننا لم نشهد إلا حالة غرق واحدة منذ بدء الموسم بعكس بلاجات أخرى تشهد حالات غرق يومية.

مشكلة قناديل البحر فى رأس البر كانت أقل من باقى الشواطئ فقد كانت قليلة ووجودها فى المعتاد حالياً، حسب أحمد حمودة أحد رجال الإنقاذ، ولكنها كانت كثيرة العدد أيام عيد الفطر وبدأت أعدادها تتراجع، لكنها لم تنمع المصطافين من نزول البحر.

ويقول كابتن بحرى إيهاب أبوالخير خريج الأكاديمية البحرية وأحد شباب الإنقاذ: فى رأس البر اكثر من ١٢٠ رجل إنقاذ، ونعمل من الفجر للمغرب براتب قدره ٣١٥٠ جنيهاً فى الشهر وفترة التعاقد معنا من أول مايو حتى آخر سبتمبر أى خمسة أشهر.

زوار ومصطافون

مسعد الباز صاحب كافيتيريا بالشاطئ شارع ٧١ يقول: يقول إن كل الزوار من المحافظات القريبة كالغربية والشرقية وكفر الشيخ والمنصورة وبورسعيد.. أما القاهرة فيأتى منها المصطافون ولكن كمجموعات تابعة للشركات والمؤسسات والنقابات.. وأسعار الشماسى تتراوح من ٤٠ و٥٠ و٦٠ جنيهًا للشمسية والكراسى الأربعة وبحسب العرض والطلب، أما أسعار الشقق المؤجرة فى اليوم فهى من ٤٠٠ جنيه إلى ألف جنيه بحسب مساحتها وقربها من البحر.

ويقول وليد بدوى صاحب احد المطاعم على منطقة اللسان إن الوضع الاقتصادى العام فى مصر أثر على نوعية الزبون وإنفاقه.

سماسرة الشقق

إبراهيم سكينة سمسار عقارات بالمنطقة الأولى ٤٥ سنة يعمل فى رأس البر منذ ٢٠ عاماً يعترف أن الحالة الاقتصادية أثرت على كثافة الزوار، لأن المصيف فى النهاية بند ترفيهى وليس أساسياً كالطعام والشراب.. ومع ذلك فأسعار الشقق الصغيرة من غرفتين وصالة فى الأيام العادية تتراوح بين ٣٠٠ إلى ٧٠٠ جنيه لليوم، أما أسعار الشقق ٣ غرف وصالة أو الجناح الكامل المطل على البحر مباشرة فيصل إلى ألف جنيه باليوم.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة