أجمع مثقفون ومفكرون ومسؤولون عن أن الثقافة تلعب دورا مهمًا في الحفاظ على هوية الأمة وتماسكها، محذرين، من استخدامها في الوصاية على من يعتنقون ايديولوجية واحدة، وجاء ذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر «المثقفين والثقافة.. آفاق جديدة»، والذي عقد مساء أمس الثلاثاء 27 ديسمبر في مكتبة الاسكندرية، ويمتد على مدى يومين.
وقال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، خلال كلمته بعنوان «مكتبة الإسكندرية آفاق المستقبل»، أنه سعيد بهذا اليوم الذي كان يمثل حلمًا منذ توليه مهمة إدارة مكتبة الإسكندرية بأن يكون هناك مؤتمر للثقافة والمثقفين في مصر، وكانت البداية بهذا الحدث الهام، قائلاً: «أسعد لحظات حياتي أن أكون متحدثًا بين المثقفين».
وتحدث «زايد» عن رؤيته حول الثقافة بشكل عام، بداية من كيف تعرف الثقافة، والحق في الثقافة والذي لا يتحدث عنه الكثيرين على الرغم من أنه أصبح مفهوم عالمي مثل حقوق المواطنة والتعليم والصحة، وكذلك الحق في المعرفة فبدونها لا يوجد ثقافة، وأي شخص في المجتمع له الحق في المعرفة وخاصة من يعمل في مجال الثقافة والإبداع.
وأوضح «زايد» ما تلعبه الثقافة من دور في بناء الأمة، فهي الملاط «الأسمنت» الذي يحافظ على هوية الأمة وتماسكها، والاهتمام بها هو اهتمام أصيل وجوهري عند بناء أمة، ولا يتحقق ذلك إلا بتنمية القدرة الإبداعية والتي بدورها تتأسس على قاعدة فكرية يحفظها التعليم، متابعًا «لا ثقافة دون تعليم، لأنه عندما يصبح العقل فارغ تخترقه الأفكار المتطرفة«.
وأكد «زايد» على ضرورة ألا تستخدم الثقافة من أجل الوصاية خاصة ممن يعتنقون ايدلوجية واحدة، كما أنها يجب أن تكون مستقلة، فالبعض يعتقد أنها أداة من أدوات الدولة وهذا اعتقاد خاطئ، الدولة تدعمها وفقط، وهذا الاستقلال يعمل على دفع الإبداع والتجديد الفكري والانبعاث الوجودي والوجداني والعقلي والثقافي، وهو الأساس لبناء الأمم.
وأشار «زايد» إلى أن السياسات الثقافية لابد وأن تجد بيئات تمكين، والتي تشمل إرادة سياسية ومجتمع مدني وقطاع خاص، كما أنه لا يجب أن تسعى الثقافة إلى الربح، وعندما تتدخل الرأسمالية وثقافة السوق تفقد قيمتها، وأخيرًا ألا تتحول العلاقة بين صناع الفكر والإبداع إلى صراع واستبعاد، ليكون هناك ثقافة راقية تمكن المجتمع من تكوين عقله.