السبت 25 مايو 2024

بوتو – تل الفراعين – عاصمة مصر القديمة


ا.د/ ماجدة أحمد عبدالله

مقالات9-1-2023 | 17:24

ا.د/ ماجدة أحمد عبدالله

تقع محافظة كفر الشيخ ضمن الإطار الجغرافى للإقليم السادس من أقاليم مصر السفلى والمعروف بأسم " كا خاست " بمعنى ثور الصحراء، أو باسم "خاسو" أو خاسوت وفى اليونانية "اكسويز"XOIS، وفى العربية "سخا"، وهو الاسم الذى لا تزال تحتفظ به إحدى قرى المحافظة.

ومن أهم المواقع الأثرية بالمحافظة موقع بوتو وهو حاليا يعرف بأسم تل الفراعين بمركز دسوق ، وعلى مايبدو كان معبود المنطقة "رع " إله الشمس ولقد اتحد مع آمون وأطلق عليه أسم " آمون رع" ، كما يبدو أن الإله "حور باغرد = حورس الطفل" ويمثله الصقر كان من بين معبودات منطقة بوتو مثلما كان يعبد جنوباً فى نخن الواقعة شمال أدفو حالياً ، كما كانت أمه الألهه إيزيس لها مكانتها بين معبودات تلك المنطقة.

أما من أهم معبودات بوتو هى الإلهة واجت " الكوبرا " واصبح أسم معبدها هو الأسم الرسمي للمنطقة كلها وعرفت قديما " بر واجت " أى مقر الإلهه واجت واصبحت حامية المنطقة ، بل حامية الملكية فى مصر وعلى مايبدو ان عبادة تلك المعبودة بهذة المنطقة بالذات كان ناتج عن أنتشار حيات الكوبرا بالمنطقة لآنها منطقة أحراش مائية وبرية وبها تعيش الزواحف الخطرة ولدرء خطرها تعبد لها المصريين القدماء .

واصبح معبد هذة الآلهه فى بوتو مقصد ترحال العديد من المصريين إليه شمالاً وعلى الرغم من أن هذا الموقع قد عاني من التدمير البشرى والطبيعى وزيادة نسبة المياة الجوفية فى المنطقة إلا أن الأرض لازالت تحتفظ بكنوزها واسراها ، وحاليا تعمل بالمنطقة من بعثة أجنبية ومصرية تحاول الكشف عن اسرارها.

وعلى الرغم من أن محافظة كفر الشيخ تضم العديد من المواقع والتلال الأثرية إلا أن من أهمها هو موقع بوتو الذى اشار له هيردوت فى كتاباته كما أطلق فى اليونانية على المنطقة والحية معبوداتها أسم " Uto أوتو" بمعنى الخضراء أو الحية الخضراء وهو الأسم الذى عرف تحت مسمي بر بوتو ثم حاليا بوتو وهو " تل الفراعين" حالياً .

• بوتو بر واجيت : (تل الفراعين) (pr-wADt) إحدى القرى التابعة لمركز "دسوق".وهى تقع على بعد 3 كم من العجوزيين ، ونحو 12 كم شمال شرق مدينة دسوق، كما تبعد نحو 24 كم شمال غرب سخا بمحافظة كفر الشيخ ، ويحد بوتو شرقاُ "عزبة باز " أما غرباً " عزبة السحماوى " وتتجاور مع قرية " أبطو" الحالية وكان لمعبودة تلك المنطقة مكانة دينية متميزة عند كل ملوك مصر القديمة وكانت تقام لها الأحتفالات ، كما أهتم الملك دن " من ملوك الأسرة ألأولى بأقامة أحتفالات لتلك المعبودة ..

وتشير الوثائق المصرية القديمة إلى أن مدينة "بوتو" بحييها الشهيرين "ﭗ"، و"دﭗ" - كانت عاصمة لمصر السفلى وبخاصة الأقليم السادس كما كانت عاضمة دينية وسياسية لملوك الشمال قبل توحيد القطريين وعلى ما يبدو أنها كانت مقراً لحكام الشمال ومملكتهم قبل توحيد قطرى مصر على يد "منى - نعرمر". وكان لهذا الموقع أهمية دينية لأرتباطه بقصة الصراع بين أوزيريس معبود الخير والنماء عند المصريين القدماء – الذى يعنى اسمه مكان أو موضع العين –ضد أخيه ست.

ووفقا للمصادر التاريخية حظيت مدينة "بوتو"، بحضانة الطفل "حور" – المعروف عند الأغريق بأسم حربوقراط- وهو المعبود الذى وضعته أمه "إيزيس" بمدينة "بوتو"، حيث وضعته بتلك الجزيرة المجاورة "آخبيت" فى أحراش الدلتا وهى منطقة كانت مليئة بأحراش البردى ويعتقد حاليا أنها بحيرة البرلس بكفر الشيخ وعرفت فى اليونانية بأسم خاميس أو أخمينس وذلك ليكون تحت رعاية وحماية الإلهة "واجيت" ربة مدينة "بوتو"ورعاية الألهة حتحور والتى كانت تمثلها بين المعبودات حيوان البقرة أو تبدو كوجه أمرأة بأذنى بقرة.

وذلك لكي يربي وليكون بعيداً عن بطش عمه "ست". وأضافت المصادر القديمة أنه عندما اشتد ساعد الإله "حور"، خرج من مسقط رأسه "آخبيت" ليسترد العرش المفقود لأبيه "أوزير". وعلى ما يبدو أن البشر كانوا يرغبون فى العيش بمنطقة الأحراش ووجد المصريين انفسهم من قلب دنيا الأحراش قد تورطوا فى مغامرات وصراعات بعالم الآلهه وتشير الأسطورة إلى أن سكان "بوتو " أول من أيدو حورس ، وشدوا من أزره وساندوه وساروا تحت لواءه وتوَّجوه ملكاً على البلاد إلى أن حكمت له محكمة الأرباب في "أون" (هليوبوليس = عين شمس حالياً ) بأحقيته فى ميرات العرش المفقود لأبيه، وأعلنته إلهاً لعالم الأحياء.

ولهذا أصبح ملوك مصر القديمة المناصرون لعبادته هم خلفاءه وورثته على عرش البلاد واصبح اوزيريس والده ملك عالم الموتى. ونتيجة لهذا الدور الكبير لمدينة "بوتو" فى تلك الأحداث السياسية التى سبقت توحيد البلاد فى مملكة واحدة مستقرة، فقد ارتبطت مدينة "بوتو" على مر العصور التاريخية القديمة بتاج الشمال الأحمر، وشرعية الحكم، وطقس التتويج الملكى.

وظلت الحية "واﭽيت" (ربة مدينة بوتو) تزين جبهة ملوك مصر طوال العصور التاريخية، لتكسبهم الشرعية، وتحميهم من كل شر ، ومن المعروف ان الحية الكوبرا تقابلها فى الجنوب المعبودة " نخبت " وهى انثى النسر أى الرخمة معبودة مدينة نخب وهى تصور بهيئة أمرأة لها رأس انثى النسر وكلتاهما تمثلان الأسم النبتى للملك أى" لقب السيدتين " رمزا الجنوب والشمال ، كما أصبحتا رمزاً مزدوجاُ للقطرين الموحدين وهو أحد الأسماء الخمسه للملك وتكفلان للملك الحماية من كافة الشرور والأخطار وأعتبرتا سيدات السحر فى مصر القديمة.

وتتمثل تلك الحماية لملوك مصر بالرخمة التى غدت تستقر مع الحية فوق التاج لكي تفنيان اعداء مصر واعداء الملك بحرقهم ، وبدء ظهور هذا اللقب فى اسماء ملوك الأسرة الرابعة فى عصر الدولة القديمة، كما صورت تلك الآلهتين وكل منهما ترتكزان فوق سلة رمزاً للملكية كرمزين للتاج الأحمر تاج الشمال ومايقابله التاج الأبيض رمز الجنوب.

وجدير بالذكر أن المعبودة واجيت كانت تمثل فى الفكر المصري القديم كمصدر للغوث كعين رع بفضل الدور التى تؤديه فوق التاج الملكي كما أخذت هوية أيزيس عندما أخفت حور الطفل فى أحراش أخمينس وشبهها الأغريق مع آلهتهم "ليتو".

وجدير بالذكر أن معبد الألهة واجيت فى بوتو فى زمن هيردوت ومن بعده استرابون كان " مهبطاُ للوحى الألهى " أى يتم سؤال المعبودة عن بعض الأشياء وتجيب على السائلين بالأشاره ويفسرها لهم الكاهن المسئول عن قدس أقداس تلك المعبودة.

ومن بين معبودات تلك المنطقة الأله حورس المتخذ هيئة الطفل حور باغرد أو هاربوكراتيس - حاربوقراط- عند اليونانيين والرومانيين، وهذا المعبود مثل مع المعبودة أيزيس والأله سيرابيس ثالوثاً بمدينة الإسكندرية فى العصريين اليوناني والروماني فيما بعد، وشُكلت تماثيل حور باغرد فى هيئة طفل يضع أصبعه فى فمه وتنسدل خصله من شعره على أحدى جانبي راسه تعبيراً عن الطفوله، ويرتدى عادة فوق راسه تاجاً مركباً ، وتعتبرمدينة بوتو مسقط راسه ، وأنتشرت عبادته فى طول البلاد وعرضها ومنها مناطق أدفو ونخب وقفط.

ومن المعروف للدارسين أن مدينة بوتو أحتفظت بمكانتها الدينية عبر العصور القديمة نظراً لأنها مركزاُ لعبادة عدد من المعبودات الهامة بجانب حورس وواجيت ، توجد عبادة لأيزيس وللأله آمون رع فيما بعد. وكان لارتباط مدينة "بوتو" باثنين من آلهة مصر العظام (حور، وواﭽيت)، وما لهما من مرتبة سامية فى العقيدة المصرية القديمة إضفاء أهمية كبيرة على مدينة "بوتو"، حيث احتفظت بمكانتها وأهميتها الكبيرة طوال العصور المصرية القديمة، رغم انتقال عواصم مصر الموحدة من مدينة إلى أخرى فى صعيد مصر ودلتاها ومن بينها منف ، وإيثت تاوى ، وواست ( طيبة ) فى عصر الدولة الحديثة.

ويبدو وطبقاً للنقوش القديمة أن الملوك المصريين قد اهتموا منذ فجر التاريخ بأنشاء مراكز دينية بهذة المنطقة منذ عهد الملك العقرب كما صور على مقمعته ، كما كان لهذة المدينة عيدأ دينيا يسمى " عيد اوتو" وأرتبط اسمها بطقوس تؤدى للملك ضمن مراسم عيد الحب سد الخاص بتجديد الملكية للملك لحكمه للبلاد، كما يبدو أن نعرمر صور على صلايته متجها لمعبد فى منطقة بوتو للأحتفال بانتصاره على حاكم الشمال.

وجدير بالذكر أن مقصورة المعبودة "واﭽيت" فى بوتو وهى المعروفة بأسم "ﭙر نسر": ( أى بيت الحية، أو: "بيت اللهب") لعبت دورا هاما فى طقوس مناظر التتويج الملكى، وتؤكد الطقوس التى تجرى بها على شرعية حكم الملك لمصر وشرعية الملكية. وظلت مدينة "بوتو" من أهم المدن المصرية القديمة المقدسة التى يُشَد إليها الرحالُ للزيارة، ولإقامة بعض الشعائر الجنائزية للمتوفى أمام مقاصيرها الشهيرة، وقبل أن يُوارَى جسدُ المتوفى التراب.

واهتم الملوك المصريين بزيارة منطقة بوتو فجاء فى نص على لسان الملك أحمس الأول قائلاً : " الملك فى " ب" (بوتو* والحاكم فى ارض مصر "، كما زارت الملكة حتشبسوت تلك المنطقة الهامة وبصحبة والدها تحوتمس الأول، وأهتم الملك تحوتمس الثالث بتوسعة معبد الآلهه واجيت فاصدر أوامره لمدير الأنشاءات فى عهده " مين –سين" لتنفيذ هذا الأمرعلى أرض الواقع وأكتشفت بعثة جامعة طنطا مايؤكد ذلك.

ومن المعروف أن تحديد الموقع الأثرى لمدينة "بوتو" القديمة بدقة كان مثار جدل بين الباحثين وعلماء الآثار حتى الثمانينات من هذا القرن، حيث أن الحفائر القديمة بهذا الموقع أستخرجت اثاراً تؤرخ بقبيل العصر المتأخر والعصر اليونانى الرومانى، مما لا يتفق مع الأهمية الأثرية والتاريخية لمدينة "بوتو" منذ عصور ما قبل الأسرات، وحتى نهاية العصور الفرعونية وذلك بما يتفق مع الأهمية التاريخية التى سبق أن أشرنا لها.

ومنذ أعمال حفائر البعثة الإنجليزية (والتى عملت بالموقع من عام 1964 م، وحتى سنة 1969م) برئاسة ستون وليامز ،وتوالت الحفائر ومنها بعثات من جامعة الإسكندرية وبعثات من جامعة طنطا ثم البعثة المشتركة من كلية الآداب جامعة طنطا وهيئة الآثار المصرية (والتى بدأت عام 1982م) ومن أهم ما عثرت عليه تلك البعثة تمثال للملك " منتوحتب الثاني"مؤسس الأسرة الحادية عشرة؛ واهتم العلماء الألمان بارسال بعثات من المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة (والتي عملت بالموقع منذ عام 1983م)، وما زالت تعمل حتى الآن.

وفى عام 1986 أكتشفت بعثة الأثار التابعة لهيئة الاثار المصرية على أثار منذ عصر الدولة القديمة ، والوسطي ، والحديثة بما يتفق واهمية هذة المنطقة، كما كشفت عن مجموعة من الفخار واثار من عصور ماقبل التاريخ وكل هذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك فى أن موقع " تل الفراعين = بوتو" الحالى هو الموقع القديم والذى يبعد نحو 24 كم شمال غرب مدينة كفر الشيخ وتشغل مساحة 1765 فداناً ، ثم بدأت بعثة المعهد الألمانى تكشف عن آثار تعود لعصور ما قبل التاريخ المبكرة والمتأخرة، بما يتفق مع أهمية وشهرة مدينة "بوتو" فى نصوص ومناظر العصور التاريخية.

ومن بين القطع الهامة التى كشفت عنها البعثة الألمانية سلاح للملك سيتى الثاني - وهو فى متحف برلين برقم 20305 - بجانب تمثال لأبو الهول مفقود الرأس وتم محو أسم الملك نخاو الثاني من على سطحه، كما عثر على جزء من جدار يعلوه منظر لرجال ونساء حملة القرابين ويقدموها لكاهن بوتو المدعو " حور حتب " والمؤرخ بالعصر الصاوى ويعرض حالياَ بمتحف القاهره، كما عثر فى بئر بالمنطقة على قطع من البرونز من نفس العصر، ومن أهم ألأكتشافات فى بوتوة عدة قطع اثرية هامة منها:

تمثال من حجر الجرانيت الأسود للصقر حورس ، لوحة من حجر الجرانيت الأسود للملك تحوتمس الثالث - الأسرة الثامنة عشرة، لوحة هبات من نفس العصر ويبدو اعلاها الملك تحوتمس الثالث يسكب الماء المطهر أمام المعبودات ، كما عثر على تمثال لكاهن قابض على نبات الخس الخاص بالدلتا رمزاً للخصوبة، وأمام ساقيه الثالوث المقدس أوزيريس كتمثال صغير أعلى قاعدة فوق قدمي الكاهن وعلى يمينه أبنه حورس وعلى يساره زوجته أيزيس.

كما عثر على عدد من تماثيل الملك رمسيس الثانى من ملوك الأسرة التاسعة عشرة أما واقفاً أو جالساً ومعه سخمت ربة الحرب ، كما عثر على اثار من العصر المتأخر منها لوحة جرانيت للملك شيشنق الأول – الأسرة الثانية والعشرين – وتمثالان على هيئة أبو الهول من حجر البازلت من عصر الأسرة التاسعة والعشرين ، وتمثال للملك نايف عاورد ( نفرتيس الأول ) من الأسرة التاسعة والعشرين.

كما كشفت حفائر المعهد الألماني فى عام 1989 على مجموعة كبيرة من الفخار فى طبقة عميقة تؤرخ بعصور ماقبل الأسرات وبداية الوحدة ويظهر هذا الفخار تسلسل واضح لتطور تصنيع الفخار فى مصر القديمة ، ويبدو أتصال حضارى بين فخار نقادة وماهو معروف بفخار حضارة المعادى المنتشر فى المواقع الشمالية لمصر القديمة، فعثر فى الطبقات الأقدم على الخزف النموذجى لفخار الوجه البحرى المماثل لفخار المعادى ثم عثر فى الطبقة الأعلى على فخار مماثل لفخار نقادة.

ومن دراسة الفخار يبدو تطور فى صناعته وأن حضارة الصعيد وصلت للدلتا ولموقع بوتو بالتحديد فى مرحلة حضارة نقادة الثانية حوالى 3300 ق.م وبذلك معظم اثار بوتو من تلك الطبقة تؤرخ بعصر نقادة الثالثة وهى المرحلة الختامية لعصر ماقبل الأسرات، ومع حفائر 2004-2005 تم الكشف فى تل الفراعين وبخاصة فى عزبة سحماوى على أثار لفخار وعظام حيوانية وتوابيت من العصر البطلمي والعصر والعصر الروماني كما عثر على افران من الفخار من العصر الروماني المبكر.

وعثر على اساسات مبنى ضخم مؤرخ من العصر الصاوى وأطلق عليه لضخامته تعبير " اللابيرنت" وكان يبدو به عدد من الحجرات والصوامع المستديرة وعثر فى أحداها على عدد من الأواني والأطباق الفخارية وتمائم من الفيانس على هيئة الوجات ( عين حورس) مهشمه معظمها واسات لمباني أخرى ربما من عهد أمازيس وللأسف تم تدمير هذة المنطقة على اثر أستخدامها كمدافن فى العصر البطلمي المتأخر والروماني وبها دفن اطفال فى أمفورات فخارية وهياكل عظمية لأبقار وثيران.

وربمأ استخدم هذا المبنى كأدارات أو فى أعمال رسمية أو مكان لتوزيع الخدمات على الجميع ويبدو ان حجرات استخدمت كمخازن وربما كان له أسقف مقبيه وكانت تتصل الحجرات بعضها البعض عن طريق طريق مركزى ،ويبدو ان هذا المبنى دمر بحريق ضخم لازالت اثاره البرتقالية المائلة للحمرة تكسو الواجهة الخارجية للمباني بالأضافة لبقايا رماد ومواد متفحمة.

ويبدو أنه كان " قصر حورس الضارب بالحربة " وذلك وفقاً للشواهد الأثرية الفخارية وهو ديوان اقتصادى ومقر ملكي مؤقت وقد صور على طبعات الأختام قديمأ منذ عهد الملك جر من عهد الأسرة الأولى ويبدو كان يتم منه توزيع المؤن والتجهيزات الجنازية للمقابر الملكية فى ابيدوس وسقارة ولكن من الملاحظ عدم وجود أى نقوش تؤكد هذا الأفتراض.

وفى عام 2004 وبالمسح الجيولوجي للبعثة الألمانية تم العثور على عدة مباني مربعة الشكل بمساحة 20X30 متر وتلفت جدرانها بسبب مياة الأمطار فى العصريين اليوناني والروماني.كما عثر على عدد من المقاصير صغيرة المساحة ومبنية على قواعد من الحجر الجيرى ، كما عثر على بقايا تماثيل فخارية لأيزيس ونقش مكرس لأوزيريس.

وكتلة من الحجر الجيرى نقش عليها شكل الصقر حورس بالتاج الملكي. كما عثر على عدد ضخم من الأمفورات الفخارية من العصريين اليوناني والروماني ذو طرز مصرية بالأضافة لعدد 1300 أجزاء أمفورات مستوردة متأثرة بالنمط الأيجي ويبدو انها كانت تحمل النبيذ من الخارج لبوتو كما عثر على عدد 79 قطعة من الزجاج والفيانس تؤرخ بنهاية العصر الهلينستى وتمتد حتى القرن الرابع الميلادى وهى تمثل أجزاء من كؤوس وكمكاحل وزجاجات للعطور وكسرات لأطباق وتمائم فى هيئة الألهة تاؤورت – أنثى فرس النهر.

ومن خلال النصوص الدينية تؤكد على أهمية منطقة بوتو والحيين "ب، دب" حيث أوضحت متون الأهرامات أنهما لهما صلة برحلة المتوفي فى العالم الأخر وبخاصة بالمتن 247 وجاء به:

" خبزك الطيب يعد فى "ب" أما المتن 258 ذكر فيه :" أخته " – والضمير الغائب يعود علي الملك – سيدة بي تنوح عليه لأن ( الملك) أرتبط " أو ماض" للسماء "، أى أن أيزيس كسيدة بوتو تنوح على الملك الذى لحق بزوجها ملك العالم السفلى اوزريس.

أما أرواح بي " حورس ، وامست ، وحابي " مع ارواح نخن " حورس دواموتف، وقبح سنو أف" قد أرتبطت معا بصعود روح الملك للسماء ،وذلك وفقاً لما جاء بالمتون 306،346 ، كما أكدت متون الأهرامات أن الملك المتوفي لابد ان يمر فى رحلته الجنائزية بمدينة ( ب- بي)، وهنا يردد الملك أنه حي فى بي " كما فى المتن رقم 335مؤكداً أن روحه فى بي متحدة مع أرواحها ، وأرواح نخن كما جاء فى المتن 365 وكانت أرواح بوتو تصور بثلاث أدميين برؤوس الصقر فى حين ان أرواح نخن برؤوس أبن أوى، ويؤكد المتن 401 أهمية" بي " للمتوفي وكذلك وردت عدة متون تؤكد على طهارة روح المتوفي مثل ارواح بي، كما ارتبط الحي " دب" بعين حورس وفقا لمتون الأهرامات وهذا يعنى أرتباطه بالنور والخير والحياة وهى تساعد المتوفي على الأستيقاظ بسلام كما تساعده أيزيس سيدة دب على البعث ، وتعاونة الألهة واجيت سيدة دب على حمايته فى رحلته بالعالم الآخر.

وما زالت أعمال الحفائر والبعثات تعمل بالموقع للكشف عن ’اسرار بوتو عاصمة مصر القديمة، منظر يمثل موقع مدينة بوتو وتلالها الأثرية- تل الفراعين- دسوق كفر الشيخ خريطة تمثل أهم مواقع ومراكز محافظة كفر الشيخ أهم مواقع مدينة دسوق الأثرية بما فيها منطقة تل الفراعين تمثال يمثل احد الرعامسه تم الكشف عنه فى موقع تل الفراعين بكفر الشيخ. تمثال يمثل الملك رعمسيس الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة وبجواره المعبودة سخمت ربة الحرب كمعبودة حامية له وللملكية، منظر يمثل بقايا المباني والتماثيل ولوحة فى موثع بوتو تمثال ملكي على هيئة ابو الهول من موقع بوتو.

الاكثر قراءة