الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

تصدير الأمل

  • 11-1-2023 | 21:12
طباعة

ما أحوجنا إلى طاقات الأمل والتفاؤل وبث الروح الإيجابية.. فهى الزاد والزواد.. وهى الطاقة التى تمد الإنسان بالإرادة والعزم والقدرة على التحدى.. فما أعظم مقولة «بشروا ولا تنفروا».. وما أكثر ما لدينا من فرص ونقاط مضيئة.. ونجاحات ومستقبل واعد.. فارق كبير بأنك تعيش أزمة مثل باقى دول وشعوب العالم.. وبين قدرتك على تجاوز الأزمة.. والحمد لله مصر لديها مقومات عبور تداعيات الأزمة العالمية.. «بشروا ولا تنفروا» انشروا الأمل والتفاؤل.. ولا تبثوا الإحباط واليأس.. فإن أعظم مقومات الانتصار والعبور هى الروح المعنوية العالية.. وان أعظم ما يؤهل الانسان لعبور الأزمات هو الأمل والإرادة.. فما أكثر ما لدينا من نقاط مضيئة.. وفرص قوية.. ونجاحات عظيمة.. ومستقبل واعد.
لا تلتفتوا لكلام الجهلاء والحاقدين والكارهين.. فما أخطر الحديث بدون علم.. أو خبرة أو تخصص .. وما لدينا من نقاط قوة وفرص عظيمة يدعونا للتفاؤل.. طبقاً لكلام علمى وتقدير وشهادات دولية.. فلا تسمعوا للمنظرين ومروجى الإحباط.. وخذوا الحقيقة من مصادرها الرسمية وأهل العلم والتخصص الموثوق فيهم.. وأهل الموضوعية والحق.. وفى النهاية بالأمل نطمئن وبالأمل نتحدى ونعمل وبالأمل نعبر الأزمات فالمقاتل ينتصر ويفتدى.. إذا ما امتلك الروح المعنوية العالية.. ونال الدعم والمساندة والتشجيع.. فالهزيمة تأتى إذا انهزمنا من داخلنا.. وإذا سلمنا آذاننا وعقولنا لأعدائنا.. وأصحاب الأجندات وعملاء الخارج.
 
تصدير الأمل
 
أعظم الأمور فى أوقات المحن والشدائد والأزمات أن نصدر للناس الأمل والتفاؤل والتبشير بالمستقبل وانها مجرد (أزمة وهتعدي).. فرضت علينا من الخارج ولم نصنعها بأيدينا.. وبث الأمل والتفاؤل المرتكز على حقائق وأرقام ومعلومات وبيانات وفرص حقيقية ونقاط مضيئة ومجالات واعدة هو أفضل وسائل وأسلحة مجابهة الأزمات لأنها تعزز الإرادة والصلابة وترفع الروح المعنوية التى تمثل ركيزة أساسية فى تحقيق النصر والعبور من أتون الأزمة إلى آفاق الأمل والتفاؤل والنجاح.. فالجندى إذا ما فقد الإرادة والروح المعنوية العالية.. فإنه يفقد أهم أسلحته.. لذلك من المهم أن نبث الأمل فى الناس.. ونصدرالتفاؤل.
الحقيقة ان الأزمة الاقتصادية العالمية التى جاءت نتيجة للحرب الروسية- الأوكرانية ألقت بظلالها على جميع الدول والشعوب بدرجات مختلفة.. لذلك أقول وأكرر إنها أزمة فرضت على الجميع وليست من صنع أحد إلا أصحابها وأطراف الصراع.. لذلك لابد ألا نحمل أنفسنا فوق طاقتنا.. ونحول الأمور إلى (مندبة) وكأنه أصبح لدينا 100 مليون خبير اقتصادى وهناك من يشغلون أنفسهم بأمور غريبة.. ناهيك عن التنظير والنقد الهدام والتركيز على أعراض الأزمة.. دون التطرف أو التركيز على مقومات النجاة منها.. والفرص الغزيرة المتاحة.. النقاط المضيئة وما بين أيدينا من نجاحات أو حتى الاجتهاد من باب البحث عن الأفكار الخلاقة التى نستطيع من خلالها أن نتجاوز آثار وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
الغريب.. أننا نعيش وكأننا من كوكب آخر.. فهناك مثل شعبى يقول (ياما دقت على الراس طبول) 
ولطالما واجهنا أزمات أعنف من ذلك وخاضت مصر حروباً متوالية كانت تداعياتها وآثارها أشد قسوة من الأزمة الحالية.. فلم تكن احتياجات المواطنين آنذاك متوفرة وكانت هناك معاناة بالغة فى الحصول على السلع الأساسية.. وكانت الدولة تعانى من انهيار الخدمات بسبب الانفاق العسكرى على هذه الحروب الذى شكل ضغطاً هائلاً على احتياجات البناء والتنمية وتعظيم موارد الدولة وهى حروب بلا شك فرضت علينا لكن ما أريده ورغم اختلاف الأوضاع فما نعيشه أفضل مئات المرات أن هناك أجيالاً من أجدادنا وآبائنا وقفت إلى جوار هذا الوطن وتحملت وصبرت من أجل الكرامة الوطنية والحفاظ على مصر واسترداد كامل أراضيها ليتحقق النصر.. هذه الأجيال تحملت فوق طاقة البشر.. والسؤال هل لا نقدر أو نستطيع أن نتحمل أعراض وتداعيات أزمة عالمية عابرة.. ونسمح لدعاة الإحباط أن ينالوا منا؟ رغم ما بين أيدينا من طاقات ايجابية وفرص عظيمة ومقومات هائلة لم تكن موجودة قبل 8 سنوات فنحن فى وضعية أفضل بكثير.. مما كنا عليه خلال عقود المعاناة التى واجهت الدولة المصرية على مدار 5 عقود كاملة تفاقمت فيها المعاناة وانتشرت الصعاب والأزمات وتراجعت جودة الحياة.
الحقيقة ان بث الأمل فى الناس فى ظل آثار الأزمة الاقتصادية العالمية هو أمر واجب وفريضة بدلاً من التنظير.. والافتاء بدون علم.. وبدلاً من الاسراف فى نعيق البوم ومحاولات بث الإحباط فى الناس دون داع ودون سند.. فما بين أيدينا يدعونا إلى التفاؤل والأمل.
ما لدينا من أمل وتفاؤل ليس خيالاً أو أحلاماً.. ولكنه واقع ملموس بين أيدينا فقط علينا أن نفسح المجال للعقل والنظر إلى ذلك.. بدلاً من إهدار الوقت فى سماع بوم النخبة الذى يعانى مرض الافراط فى التنظير دون علم.. وتخمة النرجسية والجهل.. أو التبعية للخارج.. ويتجاهلون عن عمد ما كان قبل عشر سنوات.. وما هو موجود الآن من بناء وتنمية ونجاحات وإنجازات هى ليست مجرد أحاديث انشائية ولكننا نراها ونستفيد من ثمارها.
السؤال المهم وفى أتون الأزمة.. هل نحن نعانى مثل بعض الدول المتقدمة التى تتألم وتتوجع من قسوة المناخ والأجواء والصقيع والبرودة واضطرابات التدفئة.. فالناس تموت من العواصف الجوية والجبال الثلجية.. وتحاصرها مشاكل تهدد الحياة فى ظل اضطرابات فى إمدادات الطاقة.. وصعوبة الحصول على البترول والغاز وتداعيات وانعكاسات على الإنتاج وتوافر السلع الأساسية وعدم قدرة هذه الدول على مساعدة مواطنيها وهو الأمر الذى رفع معدلات الاحتجاجات والتظاهرات والاضرابات وباتت الحياة هناك لا تطاق.. رغم ان هذه الدول فى صدارة اقتصادات العالم.. أحدثك عن أوروبا.. ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.. ولا أحدثك عن دول نامية أو فقيرة لديها مشاكل جمة وأزمات طاحنة.. تغير فيها شكل ومضمون الحياة فمن الوفرة والرفاهية إلى الندرة والنقص والعجز.. تتعانق مع هذه الظروف طبيعة قاسية ومناخ مؤلم.. ورغم ذلك لا نجد من ينظرون وينتقدون دون علم أو بيانات أو معلومات.. لماذا كل هذه «الولولة» والنعيق ولطم الخدود وإشاعة الإحباط؟.. ولماذا يتجرأ كل جاهل لا يعرف ولا يعلم ان يبث سموم الأكاذيب والمعلومات المغلوطة؟.. فما أعلمه من فضائل يقول «من قال الله أعلم فقد أفتي».. ولا أدرى لماذا هذه «السوداوية» المقيتة؟.. رغم أن ما نعيشه من استقرار بالمفهوم الشامل وما بين أيدينا من نقاط قوة يجعلنا أكثر تفاؤلاً ويتطلب منا الاصطفاف والوعى بتأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.. وامتلاك القدرة على عبورها.. وتجاوز تداعياتها بالعقل وتغيير الأولويات والصبر والمرونة.. فهل بلغت درجة الرفاهية هذا العصر أن يصرخ البعض بسبب غياب بعض الأشياء غير الأساسية؟
نعم هناك صعوبات وأزمات وتحديات لا تخفى على أحد.. وشأننا شأن كثير من دول العالم.. لكن هل ببث الإحباط نتجاوز ونعبر هذه الصعاب والتحديات.. أم بالفكر والصبر والوعى والتبشير بالخير والإرادة والتذكير بمعاناة الماضى.. كانت جدتى- رحمة الله عليها- تقول «انتوا شفتوا ايه» فما بالنا من آثار أزمة عالمية لم نصنعها.. وليست نتاج فشل ولكنها فرضت علينا.. لذلك لابد ان نجتهد ونعمل من أجل تجاوزها.. وألا نسمع لدعوات المحبطين والاستسلام لأبواق الكارهين والحاقدين.. والمتربصين من المرتزقة والخونة.. والوقت لا يتطلب النقد الهدام والتنظير الفارغ.. والحديث بجهل دون علم ولكن الوقت يتطلب أن تتضافر الجهود لثقة ان هناك دولة تتعامل مع الأزمة.. وتعرف جيداً كيفية العبور منها وألا تنال من المواطنين والتخفيف عنهم قدر المستطاع بعض النخب من المنظرين ارتدوا ثوب الزعامة وزعم الخبرة الاقتصادية.. وآخرون يتحدثون عن الدولار الاقتصادى ويطرحون الحلول ووجهات النظر وكأنهم خبراء فى الاقتصاد رغم ان خبراء الاقتصاد فى العالم فشلوا فى وضع أطر أو اجتهادات أو توقعات فى التعامل مع الأزمة العالمية وتداعياتها وأبعادها وتوقيت إنهائها.. فالعقول توقفت وأنا لا أقول كلاماً عبثياً ولكن يمكن العودة إليه من خلال التقارير الاقتصادية العالمية.. الكثيرون اكتفوا بمقولة «ان العام الحالى 2023 عام صعب فى آثاره الاقتصادية على الجميع» خاصة ان الاقتصاد العالمى يتجه إلى التباطؤ وما يشبه الركود فى ظل استمرار وربما تفاقم آثار الحرب الروسية- الأوكرانية طبقا لاستمرار الحرب.
الدولة المصرية عينها على المواطن وفى القلب من ذلك الفئات الأكثر احتياجاً وتسابق الزمن وتبذل الجهود وتنفق بسخاء على حماية هذه الفئات عبر وسائل مختلفة من خلال برامج الحماية الاجتماعية سواء من خلال ما تقدمه الدولة وتنفق على هذا البند أكثر من 500 مليار جنيه لأن هذه الفئات الأكثر تضرراً من تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية أو الأزمة العالمية.. بالإضافة إلى جهود المجتمع المدنى والأهلى.. فى ظل ما شاهدناه من جهود للتحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنمية.. بالإضافة إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وأيضا حرص الدولة على دعم هذه الفئات مالياً وعينياً من خلال استمرار الدعم التموينى وزيادته رغم الأسعار العالمية.. وتوفير رغيف الخبز لهذه الفئات بسعر لم يتغير رغم ارتفاع التكلفة.. فالرغيف يباع بخمسة قروش وتكلفته الحقيقية 80 قرشاً أو أكثر.
لا أقول ذلك دفاعاً عن الدولة وهو واجب فالوطن وأمنه واستقراره هو أغلى شيء فى الحياة.. ولكنه الواقع الذى نعيشه والفرص والنقاط المضيئة التى بين أيدينا والتى يتجاهلها البعض عن عمد ويصدرون الروح السلبية بدلاً من تصدير الطاقة الايجابية للناس.
الغريب ان هؤلاء الذين ينظرون ويفتون فى كل شيء ولا يعجبهم العجب.. ويطلقون العنان للجهل والتسخين لا يشعرون بمعاناة الناس وخزائنهم وحساباتهم متخمة بمئات الملايين.. وعلى مستوى «السوشيال ميديا» هناك من ينظرون ويهاجمون ويفسحون المجال للتشاؤم والأكاذيب.. ينفقون مئات الجنيهات على المكالمات وباقات النت وكل واحد فيهم بين يديه (آيفون) لا يقل سعره عن 50 ألف جنيه.. ويجلسون على المقاهى والكافيهات ينفقون مئات الجنيهات ويشربون سجائر فاخرة لا يقل ثمن العلبة عن 50 جنيهاً.. والفئات الأكثر احتياجاً بريئة من أفعالهم.. ولا يقدمون أى دعم أو مساعدة تنفع هذه الفئات.
لا أحد يتحدث من هؤلاء المنظرين والنخبويين عن جهود الدولة فى توفير السلع الأساسية.. أو توقعات المؤسسات الاقتصادية الدولية عن الاقتصاد المصرى وما يملكه من فرص ولا يتحدثون عما حققته الدولة من نجاحات على مدار 8 سنوات خففت من حدة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.. يتجاهلون ازدهار مصادر الطاقة ومستقبلها الواعد.. وانتهاء أزمات الكهرباء والغاز والبنزين والسولار والبوتاجاز.. ويتناسون المستقبل الواعد لمصر فى مجال الاكتشافات البترولية والغاز ومستقبلها فى إنتاج الهيدروجين الأخضر وانتعاش السياحة أو عوائد قناة السويس بعد تطويرها وحفر القناة الجديدة.. ولا يدركون قيمة ما حدث من إنجازات ونجاحات فى مجال الزراعة وهو ما أدى إلى تأمين غذاء المصريين وتصدير 6.5 مليون طن حاصلات زراعية لأكثر من 160 سوقاً خارجية.. وهناك نجاحات أخرى فى القريب.. وإدراك لدى الدولة بأهمية التركيز على المحاصيل الإستراتيجية مثل «القمح» والمحاصيل التى تدخل فى إنتاج الزيوت لتقليل فاتورة الاستيراد وتخفيف الطلب على النقد الأجنبى.
لا أدرى لماذا تغيب عن هؤلاء نقاط الأمل والتفاؤل.. ليس فى الزراعة فحسب ولكن أيضاً فى الصناعة وما تشهده من اهتمام غير مسبوق لدى الدولة سعياً لتوطين الصناعة فى مصر والتوسع فى إنشاء المصانع والمجمعات الصناعية وتشجيع ودعم المشروعات ومساندة المصدرين حتى وصلت الصادرات المصرية إلى 35 مليار دولار.. ولماذا يتعمدون تجاهل سعى الدولة وجهودها فى توفير الحياة الكريمة للمواطنين وتخليصهم من العشوائيات أو تنمية وتطوير قرى الريف المصرى أو دعم الفلاحين والمزارعين والمستثمرين والصناع أو توفير رعاية صحية جيدة أنهت عقود الأزمات والآلام سواء على مستوى بعض الأمراض مثل فيروس سى أو قوائم الانتظار.. لماذا يتجاهلون ما لدى مصر من فرص كبيرة فى السياحة وحدوث انتعاشات حتى ان صندوق النقد الدولى يتوقع ان تصل إيراداتها إلى 26.5 مليار دولار فى عام 2026-2027.. ولماذا يتجاهلون ما لدى مصر من فرص استثمارية هائلة؟.. فى ظل وجود بنية تحتية عصرية.. وأيضاً فى ظل تطوير غير مسبوق للموانئ المصرية التى ستكون مصدر خير للاقتصاد المصرى.. ما بالنا إذا وقفت الدولة عاجزة عن تطوير مواردها وموانيها وبنيتها التحتية.. هل كانت تجذب الاستثمارات الأجنبية التى لا تعرف إلا تحقيق المصالح والمكاسب؟
«بشروا ولا تنفروا» هناك من يتجاهل هذه الحقيقة.. وهناك من يفكر بالبطن لا بالعقل.. وهناك من يهوى ويعشق التنظير والتكدير والإحباط بدون داع رغم ان ما بين أيدينا من أمن وأمان واستقرار وحتى الطبيعة مثالية بفضل الله والمناخ ولا أروع ومن مصادر للطاقة غاز وكهرباء وطاقة جديدة ومتجددة ونظيفة واكتشافات بترولية واعدة فى المتوسط والأحمر والصحراء الغربية وتنمية وتعظيم ثرواتنا التعدينية وتطويرها والحصول على قيمة مضافة.. دولة لا تقف مكتوفة الأيدى.. بل تفتش وتوظف وتستغل وتنمى كل ثرواتها ومواردها وتسعى للاستفادة من موقعها الإستراتيجى.. أبدعت فى حماية أمنها القومى وحدودها وسيادتها.. وثرواتها وحقوقها المشروعة.
الاستثمار فى تنمية وتعظيم مواردنا وما منحنا المولي- عز وجل- من فرص هو الشغل الشاغل للدولة تجده من سيناء إلى الصعيد إلى الدلتا.. دولة تعمل على تعظيم اقتصادها وضخ شرايين جديدة للموارد.. والبحث عن وسائل تخفف من العجز والنقص أو الاعتماد على الخارج والاستيراد وتزيد من الاعتماد على أنفسنا.
الفاسدون والمرضى والحمقى عاملين جنازة وشغالين فيها لطم وتقطيع هدوم وكأنهم مأجورون لفعل ذلك لإشاعة أجواء الإحباط وخفض الروح المعنوية.. ولم يكلفوا أنفسهم فى البحث عن مئات النقاط المضيئة.. فقط يسألون أنفسهم (كنا فين. وبقينا فين؟).. لماذا لا يتحدثون عما جرى فى هذه الدولة من بناء وتنمية حقيقية.. ويقارنون بين وضع الدولة قبل 8 سنوات ووضعها وظروفها الآن.. أم انها تعمى القلوب التى فى الصدور.
لماذا لا نشحن بطاريات الأمل والتفاؤل والعمل والوعى والاصطفاف ونشيع الحماس فى الناس فى الوقت الذى يبخل علينا فيه الصديق والشقيق فى دعمنا باستثمارات يستفيد منها ونستفيد نحن منها بدلاً من توزيع استثماراتهم على ما يسمونه أهل البلد «الأغراب».. ومصر هى السند والدرع والحصن.. ولطالما ساعدت ودعمت ووقفت وضحت وأنقذت.. لا أقول ذلك لأننا فى موقف نحسد عليه.. ولكننا فى موقف ثابت وراسخ وواثق.. لكن ما أريد أن أقوله ان هذا الشعب قادر على تجاوز الصعاب والأزمات وعبور المحن والشدائد التى لا ذنب لنا فيها إذا وعى وعمل وتحدى وليس بالكلام والتنظير والتحليل والافتاء بدون علم والاستماع لدعاة الإحباط والمرتعشين وتجار الأزمات.. فالأزمة فى الحقيقة هى أزمة ضمير وأخلاق لدى البعض.. أزمة ولاء وعدم خوف على هذا الوطن.. فما أعرفه انه فى توقيت الأزمة ينسى الجميع اختلافاتهم ويتوحدون على قلب رجل واحد فى مواجهة أى تحد.
الأزمة أيضاً أن البعض منا لا يريد ان يتنازل عن نمط وأسلوب حياته.. ولا يعى بأنه وقت الأولويات والترشيد.. مازال البعض يصرون وفى أوج الأزمة الاقتصادية العالمية على نفس السلوكيات والممارسات ونمط الحياة نستطيع أن نتخلى أو نتنازل عن بعض الأشياء غير الأساسية.
نعيش أزمة ضمير وتربية وأخلاق لا ذنب للدولة فيها.. فهؤلاء الذين يمارسون الجشع والاحتكار والمغالاة والتخزين فى وقت الأزمة هل لديهم دين أو أخلاق أو ضمير؟.. لماذا يتوارى ويختفى المقتدرون والميسورون ويغلون أيديهم عن مساعدة الأكثر احتياجاً.. انه وقت الفوز والتقرب إلى الله وتظهر المعادن فى أوقات المحن والشدائد.
أفضل ما يمكن أن نمتلكه لعبور الأزمة وتداعياتها هو بث الأمل وتصديره للناس.. لأن هذه هى الطاقة التى ترتكز عليها الإرادة والعزم والقدرة على التحدى.. فالإنسان بدون أمل وروح معنوية عالية مجرد جسد يتحرك على الأرض لذلك علينا شحن بطاريات الأمل والعمل وان نعرض للناس ما بين أيدينا من نقاط قوة مضيئة وطاقة ايجابية نبشر ولا ننفر.. للأسف المؤسسات الاقتصادية الدولية وخبراء الاقتصاد فى العالم وقادة الدول يدركون ما تحققه مصر من نجاحات وإنجازات وما تنتظره من مستقبل واعد ولعل تقرير صندوق النقد الدولى المنشور فى نفس العدد يشير إلى ذلك بوضوح.. فهناك فارق كبير بين أن تعيش أزمة وبين قدرتك على تجاوز هذه الأزمة بما لديك من أوراق وقدرات ومعطيات وفرص.

الاكثر قراءة