الأحد 16 يونيو 2024

رئيس جامعة القاهرة يكشف حقيقة «مولانا الخشت» فى مواجهة ساخنة: أتعرض لحملة ممنهجة

19-8-2017 | 16:06

حوار تكتبه : إيمان رسلان

كنت نائباً لرئيس الجامعة لفترة طويلة مع د. نصار وكل ما حدث هو تغيير رئيس الفريق

 

منذ الدقائق الأولى وليست الساعات أو الأيام الأولى لإعلان اسمه كرئيس جديد لجامعة القاهرة أصبح د.محمد عثمان الخشت حديث الأغلبية فى مصر داخل الجامعة وخارجها خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى وسائل الإعلام.

الحديث عنه لم يكن متعلقاً برؤيته أو برنامجه المنتظر فى الجامعة وإنما كل الحديث انصب على آرائه الفكرية وتصريحاته خاصة من خلال أحد البرامج التى ظهر فيها على إحدى القنوات الفضائية منذ سنوات قريبة جداً وتعرض فيها فى معرض دفاعه عن الإسلام إلى العقائد الأخرى المسيحية واليهودية تحديداً حتى إن البعض “خاصة على مواقع السوشيال ميديا منحة لقب مولانا الخشت”

لا سيما أنه جاء بعد رئيس جامعة هو د. جابر نصار الذى شكلت فترته فى المنصب عنوانا كبيراً وواضحا فى الإصلاح ومحاربة التطرف عملا وقولا . وهو ما أضفى على المعركة سخونة كبيرة واستقبالاً ربما يحدث للمرة الأولى فى تاريخ جامعة القاهرة لذلك كان لابد أن اذهب للحوار مع د. الخشت لسؤاله عن حقيقة الحملة وعمن وراءها ولماذا تحدث الآن؟

و الحوار فى بعض أجزائه تطرق إلى نقاش تفصيلى جدا لأننا اكتشفنا أننا أبناء قسم واحد وإن لم تكن دفعة واحدة هو الفلسفة بآداب القاهرة رغم أننا لم نلتق إلابعد وصوله لمنصبه وأشهد أن رغم رغبته فى غلق هذا الملف والأسئلة إلا أنه سمح بالإجابة عنها كما تطرق الحوار إلى معنى لقب “عائلته الخشت” الذى يعنى باللهجة الصعيدى كما قال لى الرجل الشديد فهو ينتمى عائليا إلى أسيوط إلا أننى وجدته طيب القلب والابتسامة لا تفارق وجهه.

د. الخشت دفعة ١٩٨٦ ونظرا لاجتهاده عين معيداً بقسم الفلسفة وتخصصه فى فلسفة الأديان التى ناقشه فيها د. مراد وهبة ود.حسن حنفى ويبدو أن تخصصه الدقيق هو سبب الزخم حوله خاصة مع استخدامه لتعبيرات تجديد الخطاب الدينى وجامعة الجيل الثالث وإلى نص الحوار.

بدلاً من عبارات الترحيب استقبلت بحملة حادة من الهجوم، لماذا؟

رغم أننى لا أحب أن أخوض فى هذا لأن الملف أغلق الآن وتم توضيح الحقائق للجميع ولكنها حملة مقصودة من بعض التيارات على طريقة لا تقربوا الصلاة، ولذلك كان على أن أوضح الحقائق بل وقام آخرون بذلك أيضا وبشهادات أعتز بها من أساتذتى مثل د. مراد وهبة الذى شرفت باشرافه فى رسالتى للماجستير والدكتوراه وكذلك كتاباتى موجودة ويستطيع أى أحد أن يعود إليها فليس هناك أسرار اخفيها.

كيف تفسر الحملة إذن؟

أعتقد أن وراءها تيارا محددا والموضوع انتهى الآن ولا أحب أن أعود إليه وأفضل ألا يشغلنى أمر على الاهتمام بالجامعة وتنفيذ برنامجى الذى تقدمت به.

فى مؤتمرك الصحفى الأول بعد ساعات من تولى المنصب تحدثت عن سعيك لتجديد الخطاب الدينى كيف ذلك؟

الجامعة مؤسسة علمية مهتمة بالدور الثقافى وتنميته فى المجتمع وهو أحد أدوارها الأساسية والخطاب الدينى هو جزء من ذلك ومن هنا تجديد الخطاب الدينى يصبح من الأولويات الآن.

وكيف سيكون التجديد؟

التجديد وهو كثيرا ما طرحته فى كتب ومقالات هو تغيير طرق التفكير نفسها وأعتقد أن ذلك يمكن أن يتم بالتعاون مع مؤسسة الأزهر والإمام أحمد الطيب شرفت بمعرفته واتصل بى بل وضمنى إلى لجنة حوار الشرق والغرب ومن هنا سيأتى دور جامعة القاهرة فى التجديد القائم على الحوار.

وما علاقة الجامعة وهى مؤسسة دينها العلم بتجديد الخطاب الدينى أليس ذلك مسئولية الأزهر فى المقام الأول؟

نحن سنتعاون مع الأزهر فى تبادل الأفكار وورش العمل أى فى الجانب الثقافى ونحن جميعاً مؤسسات داخل الدولة نعمل من أجل هدف واحد وهو تجديد الخطاب الدينى.

هل تجديد الخطاب الدينى يمكن من خلاله استضافة شخصيات لها آراء تجديدية أو مثيرة للجدل مثل إسلام البحيرى مثلا؟

نحن بالفعل استضفنا شخصيات كبيرة وهامة ولها آراء تجديدية ومثيرة للجدل وكان الهدف هو إثراء الحوار وإعطاء الطلاب فرصة سماع وجهة نظر أخرى فتم استضافة د. مراد وهبة أبو العلمانية فى مصر كما يقال، وتم توزيع كتبه أيضاً ود.سعد الهلالى أيضا بآرائه الصريحة.

فهدفنا هو تكريس الفكر النقدى للطلاب لأن التفكير النقدى يعنى ألا نقبل الأفكار على علتها أى كما هى وإنما هى ممكن أن تكون تحت الاختبار والتمحيص فالهدف القضاء على الحفظ والتطبيق والسماح بالحوار والأفكار، ومن هنا سيكون البرنامج الثقافى الجديد فى الموسم الدراسى القادم متعدد الرؤى والأشكال بحيث يقدم أصواتاً فكرية من تيارات مختلفة لأن جامعة القاهرة جامعة لكل المصريين قائمة على التنوع والتعدد وليست جامعة مذهبية، فمثلا ثروت الخرباوى سيتم استضافته فى الجامعة بالإضافة إلى د، مراد وهبة ود. سعد الهلالى وأيضا رؤساء التحرير من المؤسسات الكبرى.

وأين دور المرأة فى هذا البرنامج خاصة فى ظل الهجمة الشرسة عليها من السلفيين؟

وبالتأكيد المرأة موجودة وحاضرة ومن الشخصيات البارزة التى سيكون لها حضور وتعاون مع الجامعة د. إيناس عبدالدايم وهى مثال فذ للمرأة وندرس الآن وجود حلقات نقاشية مع أسماء نسائية بارزة وبابى مفتوح للجميع لتلقى الاقتراحات والأسماء فى هذا الشأن.

أتحدث عن الجانب الفكرى وشخصيات نسائية فى قامة د. مراد وهبة؟

نحن لنا دور ثقافى بالفعل بجانب الدور الفنى وكما قلنا مازلنا فى مرحلة الأعداد للبرنامج الثقافى ومازال أمامنا شهر كامل على بدء الدراسة ونحن نتعاون الآن للتشاور مع قادة الرأى لتحديد أجندة الموسم الثقافى القادم بحيث نختار الشخصيات القادرة على التأثير الفكرى وإحداث تغيير فى بنية عقل الحضور والتلقين وسوف نطلق منبراً اسمه منبر التنوير يضم تلك الأسماء؟

هل يمكن أن تستضيف شخصيات معارضة هاجمت سيادتكم شخصياً ؟

كما قلت الجامعة مفتوحة ونحن نعد الآن البرنامج الثقافى ولست فى خصومة مع أحد ولكن فقط استغربت الهجوم بدون أن يكلف البعض خاطرهم لقراءة ما أكتب ورغم ذلك يمكن استضافة حتى من يختلف معى بل الأكثر من ذلك أننا سوف نتوسع جداً ونستمر فى مشروع دوار القراءة ومسابقة اقرأ وهى منابر وأنشطة هامة للطلاب، بل الأكثر من ذلك أنه سيكون بجانب الموسم الثقافى موسم متكامل للأنشطة الطلابية فمثلاً سوف نقيم نماذج محاكاة للبرلمان ومجلس الوزراء وغيرهما من النماذج بهدف تدريب الطلاب على الحوار والقيادة ايضاً .

أما النقطة الهامة والجديدة وهى تطوير المسرح الجامعى والآن أعد مشروعاً متكاملاً أن تكون هناك أعمال فنية ومسرحية اسبوعية فى كل كلية، وأن تأخذ كل كلية أسبوعاً كاملاً للنشاط الفنى والمسرحى والعرض الجيد يستمر ويسمح له بذلك وهذا بخلاف مهرجان الجامعة للمسرح، بمعنى أن النشاط سينتقل ويصبح للقاعدة الطلابية ونتوسع فيه ولا يقتصر على مهرجان آخر العام.

كل هذا جيد جداً وندعمه ولكن أين نشاط الكتابة، مثل مجلات الحائط هل ستسمح بها؟

هذه فكرة جيدة جداً ونحن لدينا بالفعل هذا النشاط لكنه محدود يمكن إحياء فكرة مجلات الحائط حتى ندرب الطلاب على الحوار والبحث عن المعلومة.

هل يمكن أن تسمح الجامعة بمقالات معارضة مثلاً فبعض الطلاب لهم آراء مستقلة؟.

كما قلت هدف الجامعة هو تنمية عقل ووجدان الطالب ويمكن من خلال الحوار الصحيح والبناء أن تكون المقالة مفيدة ولكن لن نسمح فيها بالتطاول أو الشتائم وأعدك بعودة مجلات الحائط.

فى المؤتمر الأول لك ذكرت أن المستهدف الآن لبرنامجك هو الانتقال إلى جامعة الجيل الثالث وهو مصطلح لم أفهم المقصود منه؟

أولاً لابد أن نعرف أن مفهوم الجيل الثالث للجامعة المقصود به توظيف المعرفة واستغلالها لخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطنى وهذا يعنى أنها قائمة على التخصص الدقيق والعلاقات البيئية بين التخصصات فقد أصبح هناك إندماج كبير بين التخصصات.

ماذا تعنى تحديداً؟

لابد أن نعرف أن تاريخ الجامعات فى العالم كله مر بمرحلتين وهو الآن عالمياً فى المرحلة الثالثة أو الجيل الثالث فجامعة الجيل الأول أى البدايات كانت تهدف فقط إلى التعليم ودورها هو الدفاع عن الحقيقة والتدريب فيها فى تخصصات عامة وليس دقيقة وذلك لإنتاج “موظفين” والتوجه بها كان محلياً والإدارة فيها بسيطة.

ثم جاءت مرحلة الجيل الثانى وانتقلت فيه الجامعات بجانب دورها فى التعليم إلى الاهتمام بالبحث العلمى واكتشاف الطبيعة والأفكار والهدف منه تخريج العلماء والمفكرين.

أما الآن فجامعات العالم انتقلت إلى الجيل الثالث وهو الدمج بين التعليم والبحث العلمى واستغلال المعرفة يقوم على التخصصات البيئية المشتركة بين العلوم ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتطوير النظم التعليمية والبحثية لتحقيق الأمن القومى بمفهومه التنموى الشامل وباعتباره تنمية علمية وعسكرية واقتصادية واجتماعية فمع تطور مفهوم قدرة الدولة اتسع مفهوم الأمن القومى ليشمل القدرة الشاملة للدولة وحماية الدولة ومن هنا لابد أن تكون النظرة المستقبلية هى الحاكمة لمسيرة التعليم فى جامعة القاهرة والتحدى القومى هو بناء إنسان مصرى جديد.

ولكن جامعة الجيل الثالث هل يمكن أن يكون بها تحرش وأقصد تحديداً واقعة أستاذ الإعلام؟

لقد اتخذنا موقفاً قوياً جداً تجاه هذا الأستاذ وتقرر إحالته للنيابة لتحقق معه فنحن لا نتهاون فى ذلك.

ولكن النيابة شىء ولها مسار مختلف وأوراق وغيره أما الجامعة فلها موقف تربوى لماذا لم يتم إحالته إلى التحقيق ومجلس تأديب؟

هذا الاستاذ له مواقف سابقة وكانت هناك إجراءات وقرارات سابقة ضده وبالفعل هذه الإجراءات مستمرة حتى الآن وأؤكد أن هناك جديداً فى ملف التحقيق مع هذا الأستاذ وهو فتح تحقيق جديد معه بتهمة السب والقذف لعميدة الإعلام أى أننا مع هذا الأستاذ نسير فى كل الاتجاهات ولكن أحب أن أؤكد هذه القصة حالات فردية واستثنائية جداً داخل الوسط الجامعى فى جامعة القاهرة والجميع ملتزم بالتقاليد وحريص عليها.

والأكثر من ذلك أننا فى الجامعة سوف نتوسع فى عمل ودعم وحدة التحرش التى أنشئت داخل الجامعة وسوف أعطى لها مزيداً من المرونة بحيث يكون لها دور أكبر من مجرد التوعية فقط من الطلاب؟ لأن هدفى هو تغيير فكرة الرجل الشرقى تجاه المرأة وأن تسود النظرة أنها انسان قبل أن تكون أنثى.

هذا يعنى أن هذا العمل مؤسسى وليس مرتبطاً بأشخاص ورحيل رئيس الجامعة السابقة د. جابر نصار؟

نحن مؤسسة وقائمة ومستمرة ولا تنسى أننى كنت نائباً لرئيس الجامعة لفترة طويلة مع د. جابر وكل ما حدث هو تغيير رئيس الفريق فقط وإنما الباقى مستمر فى عمله فالوكيلان الآخران د. سعيد الضو ود. عمرو عدلى فى مواقعهما والثالث سوف ينضم إليها هذا الأسبوع. علمت أنه د. معتز عميد كلية الآداب.

نتمنى استمرار تقليد العمل المؤسس لنرسى قاعدة هامة للأجيال الجديدة ؟

هذا ما يحدث بالفعل الآن فقد كنا فريق عمل متكامل وكنت أشغل منصب نائب رئيس الجامعة أى مشارك فى صنع المنظومة التى حدثت داخل الجامعةً.

- يبقى لى سؤال أخير أن لك تصريحات مقلقة حول المجانية؟ لماذا؟

مجانية التعليم لابد أن تكون لمن يستحقها ولغير القادرين هى حق أما القادر فعليه أن يتحمل جزءاً من تكلفة تعليمه.

وكيف تحدد غير القادر هل بشهادة فقر مثلاً؟

لا بالتأكيد فالجامعة مفتوحة للجميع والطلاب يأتون إليها عن طريق مكتب التنسيق ولا يمكن أن أسأل الطلاب عن ظروفهم ولا أملك ذلك وأنا أؤمن أن المجانية هى الأصل للتعليم ولكن القادر بإرادته الحرة هو الذى يذهب للبرامج الخاصة، بمعنى أن الأصل متاح والحرية للطالب.

هل هذا يعنى أنه يمكن أن يتم التوسع فى البرامج المتميزة الخاصة على حساب المجانية؟

أبداً التوسع لن يكون على حساب المجانية لأنها كما قلت هى الأصل ولكن من يستطيع مادياً لديه البرامج المتميزة وليس معنى ذلك غلق العادية فى وجهه ولكن البرامج الخاصة أصبحت تساعد وتمول فى الصرف على البرامج المجانية وكله مراقب.

تجادلنا قليلاً حول المجانية والبرامج الخاصة لاسيما أنها فى تخصص كلينا «الفلسفة» أو حتى اللغات وكلية الآداب خير مثال كيف نطبق فيها البرامج الخاصة.

وقبل أن أغادره كان يسلم لى خبر وصور المقابلة الثانية مع وفد من رجال الدين تحديداً الفرنسيسكان ولم تخف على الدلالة بالتأكيد.