الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

الطريق إلى توت عنخ آمون (13) .. عودة كارتر إلى مصر ونهاية الحفر

  • 2-2-2023 | 11:08
طباعة

عاد كارتر إلى مصر في 15 ديسمبر 1924م ليلتقي بعد ساعات من وصوله بأحمد زيور باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت.

وأدان زيور باشا كل ما فعلته وزارة سعد ضد كارتر، ووعد بأن يكون متعاطفاً ومتعاوناً، وتمنَّى الوصول إلى اتفاق ودي بأقصى سرعة. وقال كارتر: لا أتمنى شيئاً سوى العودة بسرعة إلى المقبرة، ولكن ليست لدي الوسائل لأبدأ العمل خلال يوم أو يومين وأحتاج أسبوعين. 


ثمَّ يستدعي زيور باشا كارتر للقاء سري يوم 4 يناير 1925م ليخبره بأنه لا مانع لدى الحكومة من عودته الفورية إلى المقبرة شريطة أن يعلن كارتر وكذلك الأوصياء على تركة اللورد تنازلهم جميعاً، رسمياً وكتابةً، عن أي حق لهم في الآثار أو في الحصول على النسخ المكررة منها، كما يتعهدون بعدم رفع الأمر إلى القضاء. وهكذا أصبح التنازل عن نصف الآثار شرطاً للترخيص بعودة كارتر إلى المقبرة. ولم تحصل السيدة ألمينا Almina زوجة اللورد كارنارفون سوى على وعد من وزير الأشغال المصري بمنحها بعض النسخ المكررة من الآثار. 


وبعد هذه الالتزامات والتعهدات كلها منح محمود صدقي بك وزير الاشغال السيدة كارنارفون امتيازاً جديداً للحفر لمدة عام يبدأ من 13 يناير 1925م. 


ويصل كارتر وادي الملوك في 25 يناير 1925 ليتسلم نسخة من مفاتيح المقبرة. وحضر عدد محدود من المسئولين، حيث فُضَّت أقفال المقبرة وحرر محضر بفتحها. وتستمر عملية تصوير وتسجيل وترميم ونقل الآثار من الأقصر إلى المتحف المصري.


بقي كارتر في مصر حتى آخر فبراير 1932 عندما استطاع أن ينقل إلى المتحف المصري بالقاهرة آخر قطعة أثرية من الخمسة آلاف قطعة تقريباً التي ضمتها المقبرة بعد 10 سنوات كاملة من اكتشافه التاريخي، واكتفى المتحف بعرض 1703 قطعة غير مكررة.


أمضى كارتر السنوات العشر الأخيرة من حياته يسجل ويرمم ويحفظ كل آثار المقبرة، وألف كتاباً عن المقبرة في ثلاثة أجزاء، ضمَّت نحو ألف صفحة، ولكنه أعتبره مجرد مذكرات شخصية تروي قصة الكشف، وأنها تمهيد للعمل العلمي الذي ينبغي أن يقوم به. ولم تصوّر هذه المذكرات بطريقة الميكروفيلم وهي محفوظة الآن في معهد "جريفيث" في اكسفورد بإنجلترا. الذي تأسس عام 1939 كمركز لعلم المصريات في جامعة أكسفورد، وتعود التسمية إلى عالم الآثار "فرانسيس لويلين جريفيث"، أول أستاذ لعلم المصريات بجامعة أكسفورد، الذي ترك ممتلكاته لإنشاء منزل أو معهد دائم لدراسة اللغات والآثار القديمة في الشرق الأدنى" فكان هذا المعهد الذي يحمل اسمه.


وعاش كارتر بعد انتهاء عمله في انجلترا سبع سنوات، لاحقه المرض ست سنوات منها، فلم يستطع تنفيذ حلمه الذي حلم به من التنقيب عن الآثار في أثيوبيا بحثاً عن حلقات مفقودة في التاريخ، وللبحث عن جذور الحضارة المصرية القديمة، وحلمه في العثور على قبر الإسكندر الأكبر. وزار كارتر مصر عدة مرات ولكنه لم يعد إلى التنقيب عن الآثار، وكأن كل حياته كانت وقفاً على توت عنخ آمون. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة