قال المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور خالد عكاشة إن ندوة "تكلفة التطرف والإرهاب في مصر في ثلاثة عقود" تستهدف مناقشة مخرجات مشروع بحثي جرى بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي .
وأضاف عكاشة - خلال الندوة اليوم الخميس ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 54 - أن مشروع البحث في "تكلفة التطرف والإرهاب في مصر في ثلاثة عقود" يقدم سردية ورواية تختلف عن السردية الغربية، ويسعى لتقديم سرديتنا المصرية والعربية بطريقة يمكن استخدامها في التواصل مع المفكرين والباحثين وصناع القرار من خلفيات مختلفة.
وأوضح أنه في هذا الإطار، استهدف المشروع البحثي قياس تكلفة الإرهاب على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، ثم البحث في آليات وديناميات انتاجه، فضلا عن اقتراح سياسات للسيطرة عليه والحد منه، وذلك انطلاقا من فهم عميق لظروف مجتمعاتن ذلك من أجل فتح حوار عقلاني وعلمي حول الظاهرة الإرهابية، بدلا من نزوع البعض لإطلاق الأحكام وتوجيه الاتهامات وإلقاء المحاضرات بناء على فرضيات متحيزة.
وأشار إلى أن أهمية هذا المشروع تكمن في أن مصر عانت من الإرهاب منذ عدة عقود، مثلها في ذلك مثل الكثير من الدول الإسلامية، التي لا يكاد يكون أي منها قد سلم من خطر الإرهاب.
ولفت إلى أنه على مدى عقود، تعرضت مصر إلى إرهاب يستهدف تدمير الدولة بسلطاتها ومؤسساتها، والمجتمع بمكوناته وحركية مواطنيه المدنية والسياسية، ومقدراته القيمية والمادية المتنوعة، الأمر الذي مثل تهديدا وجوديا لمصر، خاصة مع بلوغه ذروة نشاطه العنيف في عامي 2014 و2015، ووضع مصر في قائمة الدول الأكثر تعرضا للإرهاب، وبوصول الإرهاب إلى ذروة نشاطه اتخذت الدولة قرارا تاريخيا باعتبار الإرهاب تهديدا لأمنها القومي، ومن ثم اتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة والحاسمة لمواجهة الإرهاب.
وقال إنه ومع أن العرب والمسلمين هم أكبر الخاسرين من الإرهاب، فإن أغلب الدراسات الجادة عن الظاهرة الإرهابية تأتي من باحثين غربيين، وعلى قدر القيمة العلمية المهمة لكثير من هذه الدراسات، فإنها عادة ما تقوم على افتراضات ورؤى غربية، ومن ثم فإنها تسهم في ترويج السردية والرواية الغربية حول الإرهاب والمجتمع والدولة والدين والسياسة والثقافة في المجتمعات الإسلامية، بما قد ينطوي عليه ذلك من سوء فهم وظلم شديد لبلادنا.