الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرته وفاته .. عباس العقاد ثقافة موسوعية أثرت تاريخ الأدب العربي

  • 12-3-2023 | 12:31

عباس محمود العقاد

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم 12 مارس، ذكرى رحيل وأحد أشهر وأهم أدباء العصر الحديث، وصاحب العبقريات الأديب الراحل عباس محمود العقاد، الذي أثرى تاريخ الأدب العربي بغزير الإنتاجات والمشاريع الثقافية.

ولد عباس محمود العقاد بمحافظة أسوان في 28 يونيو عام 1889، لأب مصري وأم من أصول كردية، ودرس في مدرسة أسوان الأميرية، وحصل على شهادة الابتدائية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، واقتصر تعليمه على هذه المرحلة فقط؛ لعدم توافر المدارس في أسوان.

اعتمد العقاد على ذكائه الشديد وقدرته وصبره على التعلم، فعلم نفسه كل شىء، حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية، حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطة السائحين الذين يقومون بزيارة الأقصر وأسوان؛ ما مكنه من الاطلاع على الثقافات الغربية

أسس العقاد بعدما جاء إلى القاهرة، «مدرسة الديوان»، بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق.

تقلد العقاد الكثير من المناصب،حيث كان عضو في مجلس النواب المصري، وعضو في مجمع اللغة العربية، ولم يتوقف إنتاجه الأدبي بالرغم من الظروف القاسية التي مر بها؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، ويعد أحد أهم كتاب القرن العشرين في مصر.

ساهم العقاد بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، ونجح في الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعرًا ونثرًا على السواء، وظل معروفًا عنه أنه موسوعي المعرفة، يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع.

كتب عباس العقاد 9 دواوين في الفترة من عام 1916 إلى عام 1950، وألف 75 كتابًا من أصل نحو 100 كتاب ونيف ألفها، ونحو 15 ألف مقال أو تزيد مما يملأ مئات الكتب الأخرى، وكانت أول دواوينه «يقظة الصباح» ونشر سنة 1916 وعمر العقاد حينها 27 سنة، وكانت آخر دواوينه بعنوان «ما بعد البعد» في عام 1934م.

ترجمت بعض كتب العقاد إلى اللغات الأخرى، فترجم كتابه المعروف «الله» إلى الفارسية، ونقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي وأبو الشهداء إلى الفارسية والأردية والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات محاضراتها، وسمي باسمه أحد أشهر شوارع القاهرة، وهو شارع عباس العقاد الذي يقع في مدينة نصر.

منح جمال عبد الناصر عباس العقاد جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ولكنه رفض تسلمها كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة، ومدحه طه حسين في حفل أقيم له على مسرح حديقة الأزبكية حضره العديد من الأدباء ومجموعة من الأعلام والوزراء وألقى طه حسينه كلمته قائلاً: «تسألونني لماذا أومن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لأنني أجد عند العقاد ما لا أجده عند غيره من الشعراء... لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلو إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي. وحين أسمع شعر العقاد إنما أسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة