ما يحدث بعد الموت، يعتبر واحدًا من أكثر الأمور الغامضة التي لم يتوصل إليها الإنسان حتى الآن، إلا أن تجربة جديدة باستعمال الواقع الافتراضي حاولت اكتشاف الأمر من جديد.
وشهدت أستراليا محاكاة جديدة للواقع الافتراضيلتقديم تجارب شبيهة بالموت وإعطاء الناس فرصة لمعرفة ما قد يشعرون به عند الاحتضار.
وتعرض الكثيرون لتجربة الاقتراب من الموت، من خلال مرض شديد أو الدخول في غيبوبة مثلا، وبعد شفائهم وعودتهم للحياة قد يكشف بعضهم عن تفاصيل ما حدث لهم خلال تلك التجربة، والتي عادة ما تشمل رؤية ضوء بنهاية نفق مظلم، وسماع أصوات أحبائهم وربما التحدث إليهم، خاصة من رحل منهم بالفعل، وغيرها من الحكايات التي تناولتها الدراما في العديد من الأعمال الفنية حول العالم.
ومع ذلك، بمجرد توقف القلب عن النبض، لا يمكن للمرء أن يعرف ماذا ينتظره.
وبحسب ما ورد في صحيفة “ديلي ستار” Daily Star البريطانية، أنشأ الفنان شون جلادويل معرضًا في ملبورن بعنوان “اجتياز العواصف الكهربائية” Passing Electrical Storms والذي “يوجه المشاركين من خلال محاكاة للحظات الاحتضار، من السكتة القلبية إلى الموت الدماغي”.
وفي تجربة وُصفت بأنها “مثيرة للقلق”، يجلب الفنان للمشاركين تجربة الموت خلال محاكاة للواقع الافتراضي، لمنح المشاركين لمحة عما قد يحدث في لحظاتهم الأخيرة.
وخلال التجربة، يستلقي المشاركون على سرير طبق الأصل لأسرة المستشفيات، ويضعون نظارات الواقع المعزز XR، ويتم توصيلهم بأجهزة مراقبة معدل ضربات القلب، ثم يخضعون لتجربة السكتة القلبية، ويرون محاولة إحيائهم من قبل الأطباء التي تفشل، ثم يرون أنفسهم يموتون، ومن خلال الرؤية الافتراضية يبدو وكأنهم يصعدون إلى أعلى ويرون أجسادهم (وكأنها جثثهم) وهي ممدة على السرير.
وأوضح ماركوس كرووك، أحد مستخدمي “تيك توك” الذي خاض التجربة، أنه استلقى على سرير يهتز، ورأى الأطباء يفشلون في إنعاشه. وقال أيضا إن التجربة قد تسبب “القلق والذعر” للناس.
وتابع ماركوس بالقول: “ما يحدث هو أنك مستلقٍ، والسرير يهتز، وأنت ثابت. يأتي الأطباء فوقك. يمكنك أن ترى نفسك في نظارات الواقع المعزز ويحاولون إنعاشك لكنهم يفشلون. ثم تطفو أمامهم في الهواء”، في محاكاة لصعود الروح وكأنك فارقت الحياة.
ويمكن للمشاركين مغادرة المحاكاة في أي لحظة إذا شعروا بعدم الراحة، فقط برفع أيديهم، حيث يوجد موظفون مخصصون لـ”إخراجهم من المحاكاة”.
وعرض ماركوس التجربة من خلال فيديو على حسابه في “تيك توك”، حيث أظهر مقطع الفيديو الغرفة التي تحدث فيها التجربة، وهو ما نشرته صحيفة “ديلي ستار” Daily Star.
وفي الداخل، يمكنك رؤية أشخاص مستلقين على أسرّة شبيهة بأسرة المستشفيات، ورؤوسهم عالقة في أجهزة محاكاة الواقع الافتراضي، بينما يغلب الضوء الأزرق على المكان. وبجانب الأسرّة توجد أجهزة كمبيوتر كبيرة تشبه شاشات المستشفيات.
ولا أحد يستطيع حقا معرفة شكل تجربة الواقع الافتراضي هذه إلا إذا كان قادرا على تجربتها شخصيا.
يُذكر أن تلك المحاكاة هي ضمن معرض “ملبورن الآن”، وهو مهرجان ثقافي ضخم في المدينة الأسترالية يضم أكثر من 200 فنان، ويستمر حتى أغسطس القادم.