الجمعة 5 يوليو 2024

أشهر قصص الحب بين المثقفين فى "الفلانتاين"

14-2-2017 | 22:14

 

الحب هو رحمة من الله تدرك الفقير والغنى ولا تفرق بين الأسود والأبيض، ولا تعرف العرق والجنس أو كما قال العقاد: "هى انجذاب روح لروح" ليتحدا حتى يصبح العاشقان روحا واحدة "فيقول أحدهما للآخر يا أنا".


ولعل قصص الحب فى تاريخنا العربى كثيرة، منها "عنترة وعبلة، قيس وليلى، جميل بثينة، كثير عزة"، وغيرهم الكثير، حتى إننا لو أردنا أن نربط بين كل قصص الحب عبر التاريخ لاستطعنا أن نجد رابطا دراميا بينها، هى الحب ذاته، وكأننا سنفعل مثل ما فعل "ويل ديورانت"، صاحب قصة الحضارة، ويكون نتاجنا "قصة الحب".

 

ولعل فى تاريخ الأدب الحديث قصصا تعادل ما جاء عن قصص أسلافنا فى العشق.

 

مى وجبران

تعد من أشهر قصص الحب التى انتشرت فى الأوساط الثقافية، التى نشبت بين الكاتبة مى زيادة، صاحبة الصالون الثقافى الأشهر فى تاريخ مصر الحديث، والشاعر جبران خليل جبران، ولكن الغريب كون مى وجبران ظلا يتراسلان طيلة عشرين عاما دون أن يلتقيا ولو لمرة واحدة.


مى زيادة التى أحبها أدباء كبار، مثل العقاد ومصطفى الرافعى وغيرهما الكثير من القامات الأدبية حتى أفرد لهم كامل الشناوى كتابا بعنوان "الذين أحبوا مى"، لكنها لم تحب سوى جبران خليل، واشتهرت رسائل مى وجبران المتبادلة بينهما كونها واحدة من أعذب الرسائل.

 

نجاة وإدريس
"نجاة لا تكذبى.. إنى رأيتكما معا".. ربما هذا ما أراد أن يكتبه الشاعر كامل الشناوى، الذى أحب نجاة حبا جما عندما رآها داخل سيارة الكاتب الكبير يوسف إدريس، ولكن ربما لم يضف الاسم لضرورة شعرية.


هذه الأغنية التى لحنها عبدالوهاب وغناها وقدمها من بعده عبدالحليم حافظ فى حفلة عامة، ولكن الغريب فى الأمر أنها لم تلقَ النجاح الكبير الذى شهدته عندما تغنت بها نجاة فى فيلم "الشموع السوداء".


عرف الوسط الثقافى قصة الحب التى كان طرفها الشاعر كامل الشناوى، ولكن لم تبادله نجاة الشعور، نظرا لفارق السن بينهما، حيث إنه كان يكبرها بـ30 عاما، لذلك اعتبرته فى مقام والدها فى حين أنه لم يرَ حبيبة غيرها.


ظلت هذه القصة تنمو داخل كامل الشناوى ولم تمتد فروعها إلى نجاة حتى ضاقت على أنفاسه، ومات حبا وإخلاصا واكتئابا فى 30 نوفمبر 1965.

 

ويحكى الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى كتابه الشهير "شخصيات لا تنسى" عن قصة الحب هذه يقول: "عشت مع كامل الشناوى حبه الكبير، وهو الحب الذى أبكاه وأضناه.. وحطمه وقتله فى آخر الأمر".


غادة وغسان

لعل أعظم ما خسرناه فى ظل التقدم التكنولوجى والتواصل الهاتفى هى تلك المكاتبات والرسائل التى كانت توثق العلاقات وتعمل كمرجع لها وذاكرة لأصحابها خاصة العاطفية منها.

 

من أشهر هذه الرسائل هى رسائل الروائى والكاتب الفلسطينى غسان كنفانى إلى الأديبة السورية غادة السمان، والتى ظهرت بعد موت صاحبها بعشرين عاما فى ذكرى المناضل غسان كنفانى فى كتاب حمل عنوان "رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان".  

 

ربما تقف المعتقدات والشرائع حائل دون الارتباط ولكن دائما ما تعجز أمام الحب وهذا ما حدث فى ستينيات القرن الماضى عندما تقابل الروائى الشاب آنذاك غسان كنفانى مع الأديبة السورية المسلمة غادة السمان، ليعيشا بعد ذلك قصة حب لم يسبق لها مثيل.


ذلك حتى جاءت رسائله لغادة لتكشف للعالم أن هذا المحارب كان يحيى بقلب طفل عاشق ظل يخفى ضعفه حتى مات ولعل أعذب ما قاله غسان لغادة: "أنت من جلدى، وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعها كارثة بلا أى بديل، وحبى شىء فى صلب لحمى ودمى، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال"، لترد عليه: لم أقع فى الحب، لقد مشيت إليه بخطى ثابتة، مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما، إنى واقفة فى الحب، لا واقعة فى الحب، أريدك بكامل وعى".