الخميس 28 نوفمبر 2024

ضرورة لا يمكن تجاهلها .. د. أحمد مجاهد المستشار الثقافى لوزير التنمية المحلية : نسعى لتسويق الصناعات الثقافية عالميا

  • 3-9-2017 | 15:04

طباعة

حوار : هيثم الهوارى

قال د. أحمد مجاهد المستشار الثقافى لوزير التنمية المحلية إن أهم ملامح المشروع الثقافى الذى تنفذه وزارة التنمية المحلية حاليا هو الاهتمام بتسويق السلع الثقافية.. مؤكدا ان التنمية الحقيقية لا تتم الا بالتنمية الثقافية خاصة ان مصر لديها مخزون استراتيجى كبير من الحرف البيئية والمناطق السياحية التى هى فى حاجة الى افكار جديدة وجيدة للتسويق.

حدثنى عن دورك فى وزارة التنمية المحلية؟

الحقيقة أن فكرة وجود جزء متعلق بالثقافة فى وزارة التنمية المحلية يعود للدكتور هشام الشريف وهو أول وزير تنمية محلية يقولها صراحة لا تنمية دون ثقافة ومن هذا المنطلق بدأت التعاون مع وزارة التنمية المحلية واجتمعت فى جلسات مطولة مع وزير التنمية المحلية ووضعنا خطة وبدأنا التحرك من المجلس الأعلى للثقافة بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة ونخبة من المثقفين والمبدعين وكان أول مرة يعلن فيها د. هشام الشريف عن المشروع وفى نفس الوقت تعرفنا على آراء المثقفين وواضح جدا ان هذا المشروع يشجع كل من يمد يده للعمل الثقافى.

وما أهم ملامح هذا المشروع؟

هذا هو أكبر مشروع ثقافى يستهدف كل المحافظات ويشمل الحرف البيئية وثقافة الطفل وغيرها من الأنشطة.

وكيف ستتناول الحرف البيئية؟

نقوم حاليا بدراسة احتياجات المحافظات وما تحتويه من حرف بيئية وحاليا نعمل على دراسة قرية تونس وكيفية تطوير حرفها البيئية .. ليس هذا فقط بل نفكر فى عمل توأمة لها مع إحدى المدن فى دولة تونس والتى تشتهر بصناعة الفخار حتى نستطيع تدعيم هذا أيضا محافظة المنوفية بها حرف كثيرة مثل الفخار والكليم أيضا صناعة السجاد فى ساقية أبو شعرة والفخار فى أشمون والجريد فى شنوان والحصير فى سالمون قبلى.

سوف نتعامل بهذا الشكل لان كل محافظة مطالبة بعمل قاعدة بيانات لانها أدرى بالحرف التى لديها اشهرها وأبرزها وأماكنها.

أيضا سنعمل على تنظيم ورش تدريب للصناع حتى لا تندثر الحرف لأن هذا جزء مهم من الهوية.

الأمر الثانى سننفذ نتائج الدراسات التى عملناها فمثلا لماذا لم يتم تطوير صناعة الكليم والسجاد لمجرد أن حدودهم فى الالوان والتشغيل ضعيفة فسنصقل مهاراتهم ونزود قدراتهم وإمكانياتهم وسنقوم بتدريب شباب جديد حتى لا تندثر الحرف.

وماذا عن التسويق ؟

هناك أفكار لاقامة عدد من المعارض الدائمة والموسمية سواء فى نفس المحافظة أو خارجها.. لقد اكتشفت ان معرض عمر افندى الموجود فى شارع احمد عرابى بالمهندسين مخصص لهذه الحرف فقط من السجاد والكليم يتم تجميعها من كل المحافظات.. ومن الممكن ان يكون لدينا أكثر من معرض بهذا الشكل بالاضافة إلى إقامة معارض فى مناطق سياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ بالإضافة إلى البيع عن طريق الإنترنت.

وهذا يتم على مستوى العالم ويحقق أرباحاً عالية جدا بالإضافة إلى أفكار وطرق جديدة للتسوق فنحن لدينا فقر فى الافكار وليس فى الامكانيات.

فمن أهم الاشياء الأكثر رواجا فى اقتصاديات العالم الآن هى صناعة السياحة والصناعات الثقافية.. والحقيقة ان مصر بلد ليس لها مثيل فى العالم فلدينا مخزون استراتيجى من المواقع السياحية والصناعات الثقافية لكن لا يتم الاستفادة منها الشكل الامثل.

هل هناك مشاريع اخرى ؟

لدينا مشروع مكتبة فى كل قرية وسنبدأ بـ 4600 مكتبة.

هل ستقام المكتبة كمبنى ؟

لا بالطبع لدينا أولويات سنعمل فى قصر الثقافة أو مركز الشباب أو مكتبة المدرسة أو حتى غرفة فى الوحدة المحلية.

ومن أين ستأتى بالكتب والوزارة ليست جهة نشر ؟

لدينا تعاون مع وزارة الثقافة وأيضا مع اتحاد الناشرين فلابد ان نفكر بشكل مختلف.. فأنا يهمنى المشروع وليس بناء مبنى جديد.

فحينما توليت رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة كانت الناس تتبرع بالأراضى حتى نبنى عليها قصر ثقافة وعندما نقول لهم ليست لدينا اموال لبناء القصور وسنوفر المكان وتبرعوا لشراء كتب جديدة لا اعتقد سيكون هناك أى مشكلة ومن الممكن ان نسميها باسم شخص من أعلام المحافظة أو نسمى المكتبة باسم المتبرع فيجب ان يكون لدينا فكر جديد ومختلف وأن نلتفت الى استثمار الثقافة ولابد أن نفكر فى الجهود التى تقوم بها مؤسسات المجتمع المدنى الثقافية ونستعين بهم .. ويجب ان نعترف أن هناك عدداً كبيراً من مؤسسات المجتمع المدنى التى تهتم بالثقافة والفن قدموا انشطة متميزة فأكثر من 60 % من المشاريع الثقافية التى قدمت لوزارة التنمية المحلية من مؤسسات المجتمع المدنى لتنفذها فى المحافظات.

وما حكاية اكشاك الموسيقى؟

فكرة كشك الموسيقى ليست جديدة وهى قديمة من أيام الملك وفى لقائنا مع المثقفين تحدث عنها الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد احمد وسيتم اقامتها فى ميدان بالمحافظة أو أى مكان مزدحم بالناس سنقيم «برجولة» خشب تكون مقرا لفرق الموسيقى العربية أو الفنون الشعبية وأمام هذا الكشك تقف الناس لتشاهد وقوفا أو اثناء سيرهم.

أيضا فى المشروع افكار سينمائية من خلال ثلاثة محاور أولاً انشاء ناد للسينما فى بلد فيها قصر ثقافة مجاز لذا فنحن نتكلم عن نصف عدد قصور الثقافة المتواجد حاليا والأمر الثانى سنقيم اسابيع للأفلام فيها عروض وندوات يتحدث فيها المخرج أو أحد صناع الفيلم وأيضا سننظم مسابقة صوت مصر ود. هشام الشريف مهتم جدا بهذه المسابقات كما أقمنا مسابقة فى قراءة القرآن بعنوان «دورة الشيخ محمد رفعت» نتحدث فيها عن المدرسة المصرية للتلاوة والشق الثانى خاص بالانشاد الدينى والترانيم القبطية نحن نعمل وفق خطة استراتيجية ثقافية بشكل حقيقى وعلى مستوى المسرح سننظم ورشاً تدريبية وعروضاً سينمائية.

وماذا عن الميزانية ؟

لست فى حاجة إلى ميزانيات لاننى اعمل مع وزارات الثقافة والشباب والتربية والتعليم وفى النهاية نضع سياسات جيدة لتوجيه الانشطة وإذا احتاجنا إلى ميزانيات فوزارة التنمية المحلية ستدعم الانشطة .

قلت إنك تدرس طبيعة المكان قبل العمل فيه ؟

سأعطيك مثالا تجُربة احتفالية الاسمرات حينما بدأنا العمل فيها اكتشفنا ان 75 % من الجمهور أطفال فتحدثت مع الناس وقلت لهم عن مشروعنا واتينا بمحاضرين كبار فمثلا الدكتور سعد الدين هلال كانت محاضرته كلها مع الاطفال وكان يحاورهم ووجههم بشكل أقبل عليه الاطفال.

أيضا عصام الشماع جلس مع الاطفال والآن حينما نذهب إلى حى الاسمرات مرة أخرى سنقدم ورشا للاطفال.. فطبيعة المكان والمكون البشرى هما ما يجعلنا نضع خطة العمل.

وماذا عن خطة الوزارة لتبديد الفراغ ؟

أنا أتكلم عن نظرية اسمها نظرية ملء الفراغ فحينما تعجز الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى عن سد الاحتياجات الثقافية والفنية وتكون فيه فراغات هذه الفراغات هى التى تتسلل منها الجماعات المتطرفة فأنت تشتغل على نظرية ملء الفراغ فلو انت شغلت هذا المكان لن تستطيع هذه الجماعات التخريبية أن تحتله مرة أخرى.

وماذا عن ثقافة الحدود ؟

أنت تعرف أنى مغرم بثقافة الحدود وهى مهمة جدا فالمحافظات الحدودية محافظات وطنية جدا لكننا نتعامل معاها بأسلوب خطأ.. يعنى اولا لابد أن نعرف الخدمات المفروض ان تقدم لها فأنت تتعامل معها وتنظر إليها من أعلى كل الاقاليم هى منتج رئيسى ولابد من استخدام هذه العقول المستنيرة والاستفادة منها لخلق الرؤى الثقافية ومن هنا جاءت فكرة الدواوين الثقافية التى تحدث عنها د. هشام الشريف .. يعنى مكان يتفاعل فيه المثقفون والمبدعون لان الثقافة ليست شعرا وادباً فقط ولكنها ستشمل كل المجالات فيها تاريخ وجغرافيا وعلوم وسياسة الناس فى المحافظات هم من يدركون احتياجاتهم الثقافية والفنية.

وغزو الثقافة الاجنبية ؟

هذا ليس غزوا ثقافىا إنما سوء ادارة.. والمشكلة انك فى حاجة لسرعة التوثيق وهذا هو عصر الانرنت والفضاءات المفتوحة ويجب أن نحافظ علي الانتماء الحقيقي للهوية المصرية وربط الناس بها، وتعريفهم بتراثهم والعناصر الرئيسة للتراث وفى نفس الوقت تعمل على وجود وعى نقدى فاعل وهى مسئولية متكاملة يجب على الجميع التعاون للقيام بها.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة